تصريحات عسيري والمشنوق عرت "المستقبل"
امير حسين
اجراء الانتخابات البلدية في لبنان كانت السبب الرئيس في تفجير الازمة داخل حزب المستقبل وظهور اشرف ريفي وزير العدل المستقيل كخصم لدود لسعد الحريري والادعاء بانه يرث تركة بيت الحريري وبالطبع هذا التطور اللافت يحدث من قبل ليدعي شخص من خارج العائلة يدعي ارثها وهذا ما كان ليتم لولا تدخل السعودية الذي زارها مؤخرا اشرف ريفي واخذ الضوء الاخضر منها والجميع يعلم ان الاخير هو اصغر من ان يقف امام بيت الحريري ويزايد عليه في قيادة حزب المستقبل.
هذا التطور العملي في المواقف يفند وبشكل واضح تصريحات على عواض عسيري السفير السعودي الحالي في لبنان والتي هي اشبه بالنكته وزادت الطين حين قال "ان السعودية لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ولاسيما ملف رئاسة الجمهورية الذي تعتبره ملفا سياديا.
واذا اراد المشنوق من خلال هذه التصريحات تحسين صورة النظام السعودي الحالي (السلماني) القاء كل المشاكل والاخطاء اللبنانية التي ارتكبها حزب المستقبل على النظام السعودي السابق والذي كان يملي عليه السياسات التي يجب اتباعها فانه وقع في عدة هفوات مفضوحة وكشف عن المستور المحرم عبر اعترافاته الخطيرة لما تلعبه السعودية من دور خطير وتدخل سافر في بلاده وكان الاخطر فيها هو اعترافه الصريح بان حزب المستقبل وشخص الحريري نفذ ما كان يطلب النظام السعودي السابق من وهذا يعني ان حزب المستقبل لم يكن يمتلك اي ارادة وانه مجرد اداة بيد الرياض لا حول ولا قوة له، ولذلك يقول بصريح العبارة دون خجل او وجل ان "الفشل المستقبلي" مرده الى القرارات الاقليمية والدولية التي نفذها المستقبل في الاعوام الماضية وهذا يثبت وبعيدا عن الشعارات المزيفة التي كان يرفعها في ثورة الارز انه مجرد اداة بيد هذه القوى وهو بمثابة طعنة في الخاصرة اللبنانية لانه وظف مصالح لبنان في خدمة هذه القوى الظالمة التي لا تريد الخير لهذا البلد.
والامر الاخر الذي كشف عنه المشنوق في حديثه لشبكة الـ "ال بي سي" هو ترشيح الحريري لسليمان فرنجيه رئيس تيار المردة والذي هو في الاساس وباعترافه هو ترشيح بريطاني ينبع منه عمق الخباثة البريطانية المعروفة سواء في شق الصف اللبناني او ضرب وحدته الداخلية فهذا الاقتراح ارضته اساسا لندن على واشنطن ومن ثم الى السعودية والاخيرة املته على سعد الحريري.
لكن محاولة فؤاد المشنوق اليائسة لالقاء اللائمة على النظام السعودي السابق بهدف تحسين صورة النظام السلماني الحالي الذي هو عدواني لكل ما للكلمة من معنى اصطدمت بالواقع المر وفضحته وفضح هذا النظام الذي تجاوز في اليمن عن نهجه السياسي التدخلي الى العدوان مباشرة، يدحض كل ما تفوه به المشنوق لان مثل هذا النظام الذي يتعامل مع الاشقاء العرب بهذا الصورة الاجرامية لايمكن ان يتعامل مع لبنان بصورة اخرى.
من الطبيعي ان النظام السعودي الحالي الذي نزل عريانا الى ساحات المنطقة لايمكن ان يستثني لبنان من نهجه التدخلي العدواني وما يقوله المشنوق او السفير السعودي في بيروت من ان بلاده لم و لن تتدخل في الشؤون اللبنانية مجرد نكتة تضحك حتى الثكالى.