عرب اميركا يعلنون الحداد على "داعش"
امير حسين
ما الذي يجري اليوم في العراق من تطور تاريخي لافت يستدعي هذه الهبة الاعلامية الشرسة والكبيرة لعرب اميركا في رفع سقف التحريض الطائفي؟ سؤال واقعي ومشروع ماذا وراء هذه الاندفاعة غير المسبوقة لعرب اميركا وقنواتهم التحريضية والطائفية؟ القضية وما فيها ان العراق الشقيق وبمختلف طوائفه ومذاهبه وقومياته قد عقد العزم واتخذ قراره التاريخي والمصيري وفي ظرف تاريخي استثنائي ليعلن صرخته المدوية ولحمته الوطنية ويقف كالجسد الواحد من جيش وقوات امنية وحشد شعبي وابناء العشائر في الانبار ووجهائها الشرفاء بان تحرير الفلوجة التي اغتصبها داعش واسر اهلها لاكثر من سنتين وجعلها بؤرة لانطلاق الارهاب في تهديده للعاصمة بغداد والمدن الاخرى امر محسوم لارجعة عنه، وهذا ما أرق اعداء العراق وفي المقدمة كما قلنا لعرب اميركا الذين احسوا بالخطر الاكبر ليس من تبعات تحرير الفلوجة كقطعة ارض او مدينة بل كان هلعهم الاكبر من رؤية هذا التلاحم العظيم بين اطياف الشعب العراقي خاصة السنة والشيعة وهم يقاتلون جنبا الى جنب لمحاربة داعش واخواتها الارهابية ليس دفاعا عن العراق فحسب بل عن المنطقة والعالم.
فالقضية اكبر مما نتصور ومن حق عرب اميركا وعلى راسهم السعودية واخواتها في دول مجلس التعاون ان تعلن هذا النفير الاعلامي التحريضي والفاشي لتستشيط غضبا وحقدا لان رأس مالها الكبير الذي راهنت عليه وهي داعش واخواتها هي في طريقها الى مزبلة التاريخ وان احلام هذه الدول الداعمة للارهاب ستدفن في الفلوجة وبمشاركة ابناء المنطقة وهي اليوم تعلن الحداد العام على نهاية داعش الارهابية لكن تحت يافطة مظلومية ابناء الفلوجة ومزاعم مجازر الحشد الشعبي ضد ابناء السنة والتحرك لانقاذها لانها لا تتجرأ على اعلان الحقيقة والوقوف بوجه العالم بانها تدعم "داعش".
واذا كانت هذه القنوات ومن يمولها وهي معروفة من قبل الجميع حريصة كل هذا الحرص على بقاء حياة "داعش" الارهابي والصراخ ليل نهار وحتى بعض القنوات الغربية وفي مقدمتها الـ "بي بي سي" و24 الفرنسية والاميركية وغيرها قال تنظيم "الدولة الاسلامية" وكذا فعل تنظيم "الدولة الاسلامية" نقترح من باب الشفقة والنصيحة على العاملين في هذه الابواق يرفعوا عقيرتهم لاصحاب القرار في الدول التي تستظلم ان تنظيم "الدولة الاسلامية" نسخة جيدة لادارة سوريا والعراق فالاولى بعواصم هذه الدول التي اسميناها بعرب اميركا ان ترفع اعلام "داعش" فوق مؤسساتها وتعلن للعالم صراحة انها تتبنى هذا النهج التدميري دون لف ودوران وتترك شعوب الدول الاخرى لتقرر مصيرها، لا ان تختفي وراء اصابعها الخبيثة.