محاولات لانقاذ العدو الصهيوني!!
مهدي منصوري
وقد حذرت المقاومة الاسلامية كيان العدو من مغبة العدوان عليها واكدت ان الموضوع يختلف اليوم عن سابقاته وان كانت البداية قد تكون سهلة لتل ابيب الا ان النهاية سوف تكون اصعب عليها، وقد اكدت حرب الايام العشرة الماضية ان تحذير المقاومة قد اصاب الواقع والصميم فها هي اسرائيل ورغم كل عنجيتها وقصفها الوحشي ضد قطاع غزة الا انها اخذت تتلقى الضربات الموجعة والتي اقلقت الداخل الصهيوني وبصورة وصلت فيه الى تشكيل حالة من الضغط ليس فقط على الكيان الغاصب بل لكل الدول التي دعمت ولازالت تدعمه في عدوانه.
وللخروج من المأزق الذي و فيه ارتأت الحكومة المصغرة الصهيونية بان تقوم بعملية عسكرية برية محدودة عسى ولعل هذا الامر يخفف وطأة الازمة، الا ان ابطال المقاومة الذين تصدوا لهذا الهجوم واستطاعوا ان يلحقوا الخسائر بالجيش الصهيوني من خلال قتل بعض الجنود وهدم بعض المدرعات وناقلات الجنود بحيث جعل من هذا الهجوم ان يتوقف وبالاضافة الى سيل الصواريخ الموجعة التي لن يقف ارسالها بين اللحظة والاخرى، وبذلك وحسب الادعاءات الصهيونية بان الهجوم البري هدفه السيطرة على منصات اطلاق الصواريخ الا ان الواقع اظهر عجز الجهد الاستخباري للجيش الصهيوني الذي لم يستطع ان يحدد من اين وكيف تنطلق هذه الصواريخ؟.
وفي ظل هذه الاجواء لابد من الاشارة ايضا ان الكيان الصهيوني وكما ذكرت اوساط اعلامية وسياسية من ان العدو قد وقع في فخ المقاومة من حيث لا يشعر، وان الاندفاع البري للعدو لم يكن خياره بل ان بعض الدول الخليجية وخاصة السعودية والامارات بالاضافة الى مصر قد ساهموا في الاندفاعة الصهيونية للقضاء على المقاومة ووجودها في غزة، مما يعيد الاذهان الى عام 2006 عندما قام الكيان الغاصب بعدوانه على المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله وبدفع عربي وخارجي من اجل القضاء عليها كما كشفته الوثائق آنذاك وهذا مااكده
الخبير الصهيوني (روؤبين باركو ) في مقاله بالقول : "ان اسرائيل حصلت على مهلة وعلى ضوء اخضر من الدول العربية ومن الغرب لتضرب الرافض بسبب الرفض الفلسطيني لوقف اطلاق النار. ولم يبق للفلسطينيين الذين شاهدوا الرفض سوى أن ينتظروا استمرار الضربات لبناهم التحتية وأن يسكتوا".
اذن فان اسرائيل اليوم تعيش في ورطة كبيرة لم تدر كيف الخروج منها فلذلك استنجدت بمصر من خلال المبادرة التي رفضتها المقاومة وكذلك نجد ان الامين العام للامم المتحدة اميركا وفرنسا قد بدأوا بتحرك عاجل من اجل ايقاف الحرب، وواضح جدا لو كانت اسرائيل قد حققت نصرا على الارض فان هؤلاء لا يهرولون ويتنادون بايقافها.
والملاحظ ان هؤلاء قد يكونون مساهمين في هذه الحرب بصورة مباشرة او غير مباشرة لانه لم يطلق أي منهم ولو تصريح واحد بادانة الاعتداء الصهيوني التي طالت غزة والذي وقع ضحيتها الالاف من الشهداء والجرحى من الابرياء والعزل وكأن أمر غزة لا يعنيهم. الا انهم يعلنون وبكل وقاحة تأييدهم العدوان الصهيوني وكما وصفه اوباما بالامس بانه دفاع عن النفس.
ولذا وفي نهاية المطاف ان المقاومة الاسلامية الفلسطينية والتي رغم الجراح والالام الا انها مصممة على الاستمرار في ا لدفاع عن شعبها وارضها وهي تدرك انها قادرة على قهر الكيان الغاصب والحاق الهزيمة المنكرة به، ولذلك فعلى الذين يتنادون من جل الوصول الى هدنة او ما شابه ذلك ، لابد ان يضع في حسبانه مطالب الشعب الفلسطيني التي طالما دافع ولازال يدافع عنها وان يضع في حساباته ان المقاومة الباسلة لايمكن ان تضع سلاحها او تستلم لبعض العهود الكاذبة والخادعة والتي تصب في صالح العدو الصهيوني قبل الشعب الفلسطيني والواضح ان تل ابيب اليوم تبحث عن هذه الهدنة بأي ثمن لكي لا ينهار الوضع الداخلي الصهيوني من خلال ضربات المقاومة المتلاحقة والتي لن تقف حتى احقاق حق الشعب الفلسطيني.