الثورة الاسلامية تتجدد
يستقبل الشعب الايراني بمرارة وألم كبيرين ذكرى ارتحال مفجر الثورة الاسلامية ومؤسس دولتها المباركة الامام الخميني (قدس)، هذه الذكرى التي يحييها كل عام وبصورة قل نظيرها في العالم ليجدد البيعة والولاء مع الامام الراحل وليؤكد بانه مازال باقيا على العهد والوفاء لثورته.
ومن الواضح ان صورة الامام الراحل لا يمكن ان تغيب عن أذهان ليس فقط الشعب الايراني بل كل شعوب العالم المتعطش للحرية والاستقلال لانه (رحمة الله عليه) وبثورته المباركة وفي اواخر السبعينيات من القرن الماضي استطاع ان يفتح الافاق و الاذهان نحو صورة جديدة لم يعهدها ذلك الظرف الا وهو ان الشعوب تستطيع باصرارها وصمودها ان تخلق المعجزات وتستطيع ان تحقق اهدافها حتى ولوكلفها الامر ثمنا باهضا.
الثورة الاسلامية المباركة التي حملت شعار الحرية والاستقلال والجمهورية الاسلامية استطاعت ان تحيي الارواح الميتة للشعوب التي فرضت عليها من قبل الاستعمار الاستكباري المقيت. بحيث اخذ نور الثورة المباركة يتسلل الى البلدان وبصورة انار فيها القلوب والعقول والافكار وخلق لدى نفوس الكثيرين حالة من الوعي والادراك والذي يمكن ان يقال وكما ذكرت الاية المباركة "افمن كان ميتا فاحييناه" اي اصبحت هذه الثورة نموذجا ومثالا رائعا لكل الاحرارحيث اخذوا يقفون بوجه كل انواع الاستعباد والقهر الداخلي والخارجي.
وقد كان الامام الراحل (قدس سره) الذي كان لايعرف للخوف معنى نعم القائد لمسيرة الثورة رغم كل العقبات والعثرات التي وضعها الاستكبار وذيوله في المنطقة من اجل ان لا يصل وعي الثورة الى الشعوب، وتمكن بما تمتع به من حكمة ودراية ان يقود المسيرة وبصورة اذهلت العالم بحيث اوصلها الى بر الامان، وكذلك استفاد من كل الظروف القاهرة وغير الطبيعية التي فرضت على الثورة من قبل المستكبرين خاصة الشيطان الاكبر اميركا وعملائها وذيولها في الداخل و الخارج وبصورة ايجابية بحيث جعل من الثورة ان تقف على قدميها شامخة راسخة رافعة راسها عاليا امام العالم اجمع.
ان الامام الراحل (قدس سره) وبقاطعيته غير المعهودة والتي استطاع ان يكسر ويرغم فيها انوف اعداء الثورة الاسلامية بحيث اصبحوا عاجزين من ان يقوموا بأي حماقة ضد هذه الثورة لانهم يدركون انهم سيدفعون ثمنا غاليا فيما اذا ارتكبوا أي حماقة هوجاء ضدها ، كيف لا وهو الذي تحدى الادارة الاميركية بالقول من "ان اميركا لايمكن ان ترتكب اية حماقة ضد ايران"، وفعلا فقد اثبتت الايام والشهور والاعوام صدق مقولة الامام الراحل هذه وليومنا هذا، بحيث ان واشنطن ورغم كل مؤامراتها وخططها الاجرامية بمختلف انواعها السرية والعلنية وبما تملكه من قدرات لم تجرؤ بل ولن تجرؤ ان تتقدم خطوة واحدة نحو ارتكاب اي حماقة ضد هذه البلد لانها اصغر واحقر من ذلك.
ومن نافلة القول ان ذاكرة العالم لايمكن ان تنسى ذلك الاستقبال الكبير الذي حظي به الامام الراحل عند قدومه لايران و الذي لن نجد له نظيرا على مدى التاريخ المعاصر، وبنفس المستوى فان اندفاع الجماهير الايرانية بقضها وقضيضها اثناء توديعه بعد ارتحاله اصاب العالم اجمع بالذهول اذ كان غير متوقعا وفاق التصورات بحيث ان احد المؤرخين قد اطلق كلمته الرائعه بعد رحيل الامام (قدس سرة) بان، "ان صفحات التاريخ قد اغلقت برحيل الامام الخميني"، وقد صدق صاحب المقال لان التاريخ المعاصر لم يشهد قائدا فذا ذا حكمة بصيرة وقل نظيرها مثل الامام الراحل.
لذلك فان الشعب الايراني وهو يحيي ذكرى الامام الخميني الكبير(قدس سره) قائد الثورة الاسلامية فانه يجدد العهد والبيعة معلنا وفاءه واخلاصه لثورته المباركة خاصة قيادتها الحكيمة التي استلمت ادارة سكانها المتمثلة بالقائد الخامنئي(حفظه الله). مما يعكس ان الثورة الاسلامية التي قامت على أيدي واكتاف الاجداد والاباء فهي اليوم أمانه بيد الاحفاد الذين حملوها بصدق واخلاص وتفانوا في الحفاظ على ديمومتها واستمرارها رغم كل محاولات الاعداء للفصل بينهم وبين ثورتهم من خلال الاساليب والوسائل المختلفة.
ومن خلال احياءهم لذكرى رحيل الامام فانهم يؤكدون ايضا بانهم لازالوا على الطريق، وان هذه الثورة لايمكن ان ينطفئ نورها بل ستبقا مشعلا وضاءا لكل الاجيال القادمة تدفعهم نحو نيل الحرية والاستقلال ورفض كل انواع الاستبعاد.