kayhan.ir

رمز الخبر: 39516
تأريخ النشر : 2016June01 - 21:30

مكة والمدينة رهينتان بيد ال سعود


حسين الديراني

بعد مفاوضات بين مؤسسة الحج والزيارة الايرانية ووزارة الحج والعمرة السعودية دامت لاشهر عديدة تم الاعلان عن عدم التوصل الى حلول تمنح الحجاج الايرانيين حق اداء فريضة الحج لهذا العام 2016 بسبب الشروط التعجيزية التي فرضتها الحكومة السعودية.

واصدرت مؤسسة الحج والزيارة الايرانية بيانا الاحد إعلنت فيه أن الحجاج الايرانيين سيحرمون من أداء الفريضة الدينية للعام الجاري بسبب مواصلة الحكومة السعودية وضع العراقيل بما يحملها المسؤولية في هذا الجانب.

وتابع البيان مخاطبا ابناء الشعب الايراني وعشاق زيارة بيت الله الحرام بالقول : إن بعثة قائد الثورة الاسلامية بذلت جهودا حثيثة هذا العام بهدف ايفاد الحجاج الايرانيين لاداء مناسك هذا العام, لكن سياسات السعودية حالت دون ذلك.

وتابع البيان, إن الوفد الايراني بذل جهودا حثيثة خلال الجولة الثانية من المفاوضات لحل موضوع التاشيرات وإستخدام الطائرات الايرانية لنقل الحجاج الايرانيين وذلك بهدف الحفاظ على امن وسلامة كرامة هؤلاء الحجاج وايضا توخي الاحداث المريرة التي وقعت في الاعوام الماضية, مبينا : الا انه بسبب عدم التنسيق بين كبار المسؤولين السعوديين وتأثير الجانب السياسي على شؤون الحج لم تصدر ردود إيجابية على هذه المطالب.

كما شنت السعودية حملة إعلامية عبر اسطولها الاعلامي في بيان تحمل الجمهورية الاسلامية الايرانية مسؤولية فشل المفاوضات دون ان تذكر الاسباب سوى رفضها ” لتسييس الحج او المتاجرة بالدين "!! وفق ما جاء في البيان.

الجمهورية الاسلامية الايرانية رغم الاحداث الاليمة الدامية التي واجهها حجاجها في اعوام سابقة تسعى دائما للعض على الجراح النازفة لتوفر لشعبها الذي يتوق لاداء فريضة الحج والزيارة وتنازلها عن الكثير من حقوقها لاجل تحقيق احلام الحجاج الايرانيين في اداء هذه الفريضة الدينية الالهية الواجبة.

الحادثة الاولى كانت عام 1987 ذهب ضحيتها 400 شهيدا من الحجاج الايرانيين وغيرهم, وعددا كبيرا من الجرحى من مختلف الجنسيات, وكنت انا شخصيا جريحا لن تندمل جراحاتي من ذاكرتي ما دمت حيا, وشاهدا حياعلى عدوان القوات الامنية علينا خلال مسيرتنا السلمية تلبية لنداء الامام الخميني قدس سره للمشاركة في تظاهرة ” البراءة من المشركين ” الموجهة ضد امريكا واسرائيل, وكان شعارها الوحدة الاسلامية وحمل مجسم كبير للمسجد الاقصى, هذه التظاهرة كانت مرخصة من قبل الحكومة السعودية في إتفاق مسبق مع مؤسسة الحج والزيارة الايرانية, وكنت شاهدا على تساقط الحجاج الكبار سنا شهداء من حولي وتساقط الحجاج بالرصاص الحي, وكانت النتيجة مقاطعة الحج لثلاثة اعوام متتالية.

بعد إعادة العلاقات بين البلدين عام 1991 تم الاتفاق بينهما يسمح للحجاج الايرانيين بممارسة فريضة الحج مرة اخرى مع السماح لهم بالتظاهر لكن في مكان واحد تخصصه لهم السلطات السعودية, والتظاهر كان عبارة عن تجمع في مكان واحد وقراءة بيان قائد الثورة الاسلامية وقراءة الادعية الدينية الروحية منها ” دعاء كميل ” يتخلل ذلك بعض الهتافات التي تندد بالسياسة الامريكية في المنطقة وتندد بالعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ودول المنطقة, إلتزم الطرفان بهذا الاتفاق لعقدين من الزمن حتى حادثة منى الدموية الاخيرة.

الحادثة الثانية التي حصلت العام الماضي 2015 بسبب تدافع منى والتي كتبنا عنها مقالا مفصلا بعنوان ” تدافع منى لتغطية عملية امنية سعودية اسرائيلية ضد ايران ", هذه الحادثة الدموية التي ذهب ضحيتها اكثر من 2100 حاجا منهم 465 ايرانيا ادت الى ردود افعال من قبل المواطنيين الايرانيين الذين إندفعوا نحو السفارة السعودية في طهران وحطموا ما في داخلها مما تسبب في قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وهذا ما كانت ترغب به السلطات السعودية وتصبو اليه في خطوة لعزل ايران عن العالم الاسلامي.

فرض الشروط التعجيزية السعودية على الجانب الايراني للانسحاب من المفاوضات والاعلان عن حرمان الحجاج الايرانيين من تادية فريضة الحج تدفعنا للقول ان الحرمين الشريفين في مكة والمدينة اصبحا رهينتان بيد النظام السعودي الذي يريد فرض طريقته وطقوسه ومناسكه في الحج حسب المذهب الوهابي على كافة المسلمين في العالم, وليس حسب مناسك الحج الابراهيمي الذي فرضه الله سبحانه وتعالى, ويقول تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ” صدق الله العلي العظيم , فهل المنافع التي يشهدها الحجاج تحت رعاية وسيطرة ال سعود على الحرمين الشريفين وإدعائهم خدمتهم هو الامعان في قتلهم عن سابق اصرار وتصميم او عن تقصير وإهمال؟.

لقد اصبح من اوجب الواجبات تحرير الحرمين الشريفين من سلطة ال سعود, ووضعهم تحت إدارة ورعاية إسلامية عالمية مستقلة تتمتع بسلطات وإمكانيات مادية ومهنية لادارة شؤون الحج بعيدا عن التسلط والتفرد والاستئثار لضمان سلامة الحجاج وحفظ كرامتهم, لقد اصبح الحرمين الشريفين رهينتان بيد السلطات السعودية تسمح لمن تشاء وتمنع من تشاء من اداء فريضة الحج والزيارة, وتستخدمهما لاغراضها السياسية من خلال إستقطاب العالم الاسلامي حولها, وإدعائها حماية الحرمين الشريفين من تهديدات خارجية, بينما في حقيقة الامر ان الذي يهدد الحرمين الشريفين هو الفكر الوهابي الذي يحرم زيارة القبور ومن ضمنها قبر النبي صلى الله عليه واله في المدينة المنورة, وقد حاول ال سعود الوهابيون هدم قبر النبي صلى الله عليه واله عام 1926 ولولا غضب العالم الاسلامي لاقدموا على تنفيذ مخططاتهم الدنيئة, ويرون في الكعبة الشريفة حجارة لا قيمة لها وهذا ما اعلن عنه زعيم تنظيم داعش ” ابو بكر البغدادي ” الذي يحمل الفكر الوهابي ويريد تطبيقه وفرضه بالقوة والسيف على رقاب المسلمين.

السعودية فقدت شرعيتها في إدارة شؤون الحج وأصبحت دولة مرعبة ترهب الحجاج من خلال ملاحقة جلاوزتها المعروفين ” بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ” للحجاج وشتمهم وتوبيخهم وإتهامهم بالشرك والبدعة, وتكفيرهم وضربهم وملاحقتهم كانهم يسوقونهم الى حتفهم, ومنعهم من اداء فريضة الحج في اجواء عبادية روحية الهية خالية من التهديد والتكفير والتشهير.

قد تبدل الحديث الشريف الذي يقول : ” ومن دخل البيت الحرام فهو آمن ” في زمن حكم الوهابية السعودية وتسلطهم على الحرمين الشريفين الى ” ومن دخل البيت الحرام فهو مهدد بالقتل والتكفير والاذدراء ", وعليه يجب العمل على تعرية النظام السعودي امام العالم الاسلامي بالوقائع والادلة التي نملكها والتجارب التي وقعت مع العديد من الحجاج من كل المذاهب والبلدان الاسلامية.