ملامح الإنفصال على يد كردستان من الحدود السورية وصولاً إلى الحدود الإيرانية
ميراي فرحات
لم يكن قيام إقليم كردستان بحفر خندق على حدوده مع المناطق التي انسحب منها الجيش العراقي، عن هباءٍ أو فراغ بل أو أساس مخطط كبير يعمل الإقلبم على تحقيقه.
ملامح الإنفصال على يد كردستان من الحدود السورية وصولاً إلى الحدود الإيرانية
يبدأ الخندق من ناحية ربيعة الحدودية مع سوريا في محافظة نينوى وينتهي عند الحدود العراقية الايرانية بناحية جلولاء في ديالى, حيث ستم مد أسلاك شائكة بطول الحدود”.
وكان الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياو قد قال إن "اقليم كردستان بدأ أعمال حفر خندق على الحدود بين إربيل والموصل وحول كركوك ودهوك بعمق يتراوح بين مترين وثلاثة أمتار”, مشيراً إلى أن "الخندق يهدف إلى إعاقة الهجمات الإرهابية، التي تستهدف الإقليم، وإرساء الأمن، والنظام به”.
كذلك كان إقليم كردستان قد بدأ يصعّد بتصريحاته كأنه دولة مجاورة للعراق, وجاءت خطوة حفر الخندق تأكيداً على موقف ومشروع إقليم كردستان إقامة منطقة معزولة عن باقي الأراضي العراقية, ولعلّ ملامح الحماية ومواجهة الإرهاب باتت معدومة عند حدود الخندق حيث تعزّزت ملامح الإنفصال وتنفيذ المخطط من داخل إربيل لتقسيم العراق, بداية من كردستان مروراً إلى إشقاط الموصل بيد تنظيم داعش الارهابي, وصولاً إلى باقي المناطق العراقية.
وما يؤكد هذا المخطط الكردي هو آخر تصرّفات ومواقف إقليم كردستان, وكان آخرها سيطرة القوات الكردية على حقول النفط في كركوك، عازية ذلك الى محاولات مسؤولين بوزارة النفط لتخريبها.
وقال مصدر في اقليم كردستان أنه "من الآن فصاعداً ستخضع (الحقول) لسيطرة حكومة إقليم كردستان ونتوقع أن تبدأ العمليات قريباً”، مشيرا إلى أن "أفراداً من قوة حماية النفط التابعة لحكومة الإقليم سيطرت عليها يوم الجمعة”.
وقد وصل رئيس منطقة كردستان العراق مسعود البارزاني اليوم إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارةٍ هدفها الغير مُعلَن عنه هو الحصول على تأييد انقرة للإعلان عن قيام "دولة كردستان المستقلة”.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "ميلليت” التركية أن "زيارة بارزاني غير المعلن عنها لأنقرة تهدف لاستشارتها والحصول على تأييدها حول إجراء استفتاء شعبي في كركوك خلال الأشهر القليلة القادمة لفتح الطريق للإعلان عن قيام دولة كردستان المستقلة”.
إذاً توتّر العلاقات بين إقليم كردستان والحكومة العراقية, كذلك تصريحات الإقليم الأخيرة وأعماله بما فيها السيطرة على الحقول النفطية وحفر الخندق تنسف فرضية مواجهة الارهاب الخارجي وتعزز فرضية الإنفصال وتقسيم الأراضي العراقية ولعلً الأيام المقبلة ستثبت الهدف من كل هذه التغييرات والتطورات في العراق.