kayhan.ir

رمز الخبر: 39477
تأريخ النشر : 2016May31 - 21:51

صمودك سيزلزل عرش آل خليفة


الحكم الجائر والمسيس الذي اصدرته محكمة الاستئناف البحرينية اول من امس بالسجن لمدة تسع سنوات على الامين العام لحركة "الوفاق" الشيخ علي سلمان بعد ما كان القضاء البحريني حكم عليه لمدة اربع سنوات، كان صادما ومفاجأ للجميع لخروجه عن اصول المحاكمات القضائية المتعارف عليها سواء من حيث الزمن الذي استغرقته هذه المحاكمة التي لم تتعد الثلاث دقائق او من حيث احالة سير القضية على مثل هذه المحاكم التي عادة ما تنتظر في القضية التي ترفع عليها بهدف التدقيق في الحكم والتثبت منه لامرين لا ثالث لهما فاما تاييد الحكم او تخفيفه لكن ما صدر من محكمة الاستئناف البحرينية في التشدد في الحكم كان محيرا وغير مسبوق في محاكم الاستئناف في الدول الاخرى.

ان ما صدر عن محكمة الاستئناف البحرينية ضد الشيخ علي سلمان بتهمة سخيفة و مطعون بها ويجافي الحقيقة وهي الترويج لتغيير النظام او "التحريض على طائفة من الناس". في حين ان سيرة الرجل وواقعه يفند هذه الاباطيل. فبمشاهدة التاريخ وابناء البحرين والعالم اجمع والموثق بالصوت والصورة انه من ابرز رجال الاصلاح والعمل السياسي وطالما نادى باعلى صوته وحتى من داخل زنزانته ان حركة الشعب البحريني سلمية وستبقى سلمية وهو يدعو الجميع الالتزام بذلك.

فسيرة الرجل الاصلاحية ودعوته المتكررة للنظام البحريني باحترام حقوق الشعب والمواطنين لا تجعل منه ان ينحى باتجاه التطرف والعنف وهذا ما يفضح النظام البحريني المستبد امام العالم ويعريه على حقيقته بانه اليوم يجسد ما كان يجري في القرون الوسطى من محاكم هيستيرية تعتمد في اصدار احكامها الجائرة منتهى البطش والبشاعة تجاه الكلمة وحرية التعبير.

وباعتراف بعض المنظمات والمحافل الدولية ان ما صدر بحق الشيخ علي سلمان الامين العام لحركة الوفاق من حكم هو انتقامي وكيدي وبدوافع سياسية ويفتقد الى اصول المحاكمات العادلة حيث وصفت منظمة العفو الدولية الحكم بانه "ذو دوافع سياسية واضحة" فيما ذكرت "هيومن رايتس فيرست" ان الحكم المشدد يمثل "خطوة خطرة" لكن ما كتبه فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني في "توييتر" حول محاكمة الشيخ علي سلمان كان لافتا ويستحق التوقف عنده لانه يمثل قمة النفاق الغربي وخداعه بانه يتابع قضية الشيخ سلمان مع السلطات البحرينية عن كثب في حين يعلم الجميع انه لولا دعم الغرب لهذه الانظمة المستبدة والبالية لما بقيت يوما واحدا في الحكم.

ان مشكلة الطغمة الحاكمة والجائرة والمهيمنة على مقررات البحرين وشعبه انها لا تريد ان تستوعب ما يجري حولها في المنطقة وكذلك في العالم من تطورات متسارعة باتجاه حاكمية الشعوب ومشاركتها في القرار الوطني لبلدانها فلازالت هذه العائلة البدوية المتخلفة التي اتت من الصحراء السعودية والتي لا تستطيع الخروج من عبائتها القبلية وان تتخلى عن نهجها في ادارة بلد حضاري كالبحرين حيث يتمتع شعبها بمستوى عال من الثقافة والمدنية والعمق الحضاري لذلك نراها تصر على انتهاج العملية الامنية والقبضة الحديدية بتصور انها تستطيع البقاء في الحكم متغافلة عن ان هذا الاسلوب لا يمكن ان يخضع شعب خاصة الشعب البحريني الذي مضى على انطلاقة ثورته اكثر من خمس سنوات وهو لا يكل ولا يمل مواصلا نهجه الاحتجاجي السلمي حتى يطأطئ أل خليفة رؤوسهم ويلبوا حقوقه المشروعة واذا ما تمادت هذه العائلة المتوحشة واستمرت في غيها في استصدار مثل هذه الاحكام الجائرة فانها ستدفع بنفسها الى الهاوية وانها مهما فعلت فلن تستطيع النيل من ارادة الشيخ علي سلمان الذي سيزلزل بصموده عرش آل خليفة عاجلا ام آجلا.