الجبير وكابوس ايران الخانق
مهدي منصوري
من الملاحظ ان وزير خارجية بني سعود تمتلكه القدرة والقوة عندما يتحدث والى جنبه أحد المسؤولين الغربيين بحيث يتجرأ ومن دون أي حياء بتوجيه الاتهامات الى ايران، مما يعكس انه وحكامه في الرياض يعيشون حالة من الاختناق الكبير وقد يصل الى الموت من كابوس طهران الذي يجثو على صدورهم.
والا ماذا يمكن ان يفسر ان الجبير وفي مناسبة او غير مناسبة يضع الاتهام المعلب لايران و يتجاوز حدوده وفي حالة من الغباء المركب ليطلق تصريحات هوجاء يشم منها رائحة الحقد والكراهية التي اعتملت في قلبه وفكره ضد ايران الاسلام.
والجبير ويدرك جيدا ومعه دول المنطقة والعالم ما لايران من دور ايجابي وفعال في توفير الامن والاستقرار للمنطقة من خلال دعمها لكل الشعوب التي تواجه الارهاب المنظم خاصة في العراق وسوريا. ولما كان هذا الارهاب مدعوم من قبل حكام بني سعود فيحق للجبير ان يوجه الاتهامات لطهران لانها تريد ان تقطع دابر التدخل السعودي السلبي القائم على القتل والتدمير وفرض الارادات، وبذلك لايرعوي هذا الجديد على الدبلوماسية السعودية في ان يطلق تصريحاته التي تبتعد عن العرف الدبلوماسي المتعارف عليه وقد يدخل ضمن نطاق التدخل في شؤون الدول الداخلية.
وقد واجهت تصريحاته الاخيرة والى جواره وزير الخارجية البريطاني ضد طهران حالة من الاستهجان خاصة عندما قال وبصريح العبارة "على ايران رفع يدها عن العراق ولانسحاب منه (ان كانت تريد خيرا لهذا البلد" مؤكدا ان وجودها في العراق امر غير مقبول.
هذا التصريح غير المسؤول وغير المنضبط والذي يعتمد على معلومات خاطئة قد اثار استغراب الاوساط السياسية والاعلامية العراقية بحيث اخذ تصدر ردود فعلها الغاضبة بطرح تساؤلها من الذي وضع الجبير قيما على العراق؟ وهل هو احد قادة هذا البلد ليقرر من يتواجد في العراق من الدول او من لم يتواجد به؟ ومن سمح له ان يتحدث بالنيابة عن الدولة العراقية؟ ولماذا لا يتطرق الى تدخل سفيره الشائن في الشأن العراقي والذي كاد ان يضع البلاد في اتون حرب اهلية؟، والسؤال الاخير والمهم في هذا المجال هل تواجد اربعة الاف سعودي ارهابي في الفلوجة و300 امرأة سعودية والاف المعتقلين السعوديين المدانيين بعمليات قتل العراقيين في السجون العراقية يريدون خير العراق وازدهاره؟.
ان تصريحات الجبير تعكس صورة اليأس والاحباط القاتل خاصة وان القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي قد اخذت تتقدم وبخطوات ثابتة نحو دحر الارهاب السعودي الاميركي وفي اخر معاقله بالفلوجة والموصل ، وهو مايعد خسارة كبيرة لتواجدها في هذا البلد. لذلك فان هذه الحالة المحبطة اخذت منه مأخذها بحيث اخذ يهرف بما لا يعرف كما يقولون.
وواضح للجميع ان طهران وبالعكس من الرياض تماما قد قدمت الدعم اللازم للشعب العراقي لكي يتخلص من الارهاب والارهابيين لكي يعيش حالة من الامن والاستقرار عكس حكام الجبير الذين ارسلوا مصاصي ومحترفي الدماء والقتل ليقتنصوا من الشعب العراقي من خلال العمليات الارهابية واحتلال المدن من قبل الارهابيين المدعومين من قبلهم وممارسة حالة القهر والاستعباد.
واليوم والذي يندفع به الشعب العراقي نحو التحرر من حالة القهر والاستعباد الارهابي والذي يعد فشلا ذريعا للسياسة السعودية الهوجاء، فلابد ان تخرج هذه التصريحات للتغطية على هذا الخزي والفشل والخسارة الكبيرة التي سيمني بها بني سعود ليس فقط في العراق بل في المنطقة والعالم.
وكما جاء في المثل العراقي الدارج ان "مطر الربيع لا يبلل" فان تصريحات الجبير هذه لاتضيف جيدا ولايمكن ان تغير من المعادلة القائمة اليوم في العراق بل انها ستنعكس سلبا بمقدار 360 درجة على كل الدول الاقليمية والعالمية منها والتي ادخلت الارهاب والارهابيين لهذا البلد من اجل تحقيق اجندة جهنمية تستهدف استقلاله وسيادته. وماتقوم به القوات العسكرية مدعومة بالحشد الشعبي المبارك هو افشال هذه الاجندة وغيرها، والايام القادمة ستثبت ذلك للجميع.