طهران: حكام السعودية يسيسون الحج وعليهم تحمل تبعات منع حجاجنا لاداء الفريضة
* توقيع مذكرة تفاهم الحج تأخرت عدة أشهر بسبب عدم تعاون المسؤولين السعوديين بدواعي القضايا السياسية
* السعودية اضافة للدعايات المغرضة لإعلامها ربطت القضايا السياسية بالحج والاجواء السياسية بين البلدين
* الوزير جنتي: من غير الممكن لحجاجنا أداء مناسك الحج هذا العام بسبب سلوك الحكومة السعودية والعراقيل التي تختلقها
* هنالك تعمد من جانب الحكومة السعودية كي لا يتمكن الحجاج الايرانيون من اداء مناسك الحج لهذا العام
طهران - كيهان العربي:- أصدرت منظمة الحج والزيارة الايرانية، أمس الاحد بياناً شرحت فيه اسباب إلغاء الحج بالنسبة للحجاج الايرانيين للعام الجاري (1437 هجري قمري)، متهمة حكام السعودية بالصد عن سبيل الله.
وأكد البيان: ان الجمهورية الاسلامية في ايران كانت ومازالت تنظر الى الحج والعمرة نظرة معنوية ووحدوية ومنمية للأخوة الدينية والاسلامية مصحوبة بتجنب التفرقة والطائفية، وان مشاركة الحجاج الايرانيين في صلوات الجماعة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي والاهتمام الجاد بتلاوة القرآن الكريم والاهتمام بالدعاء والمناجاة مع الواحد الأحد، خير شاهد على ان ايران كانت ومازالت تنظر الى مراسم الحج نظرة شاملة تتجاوز الحدود.
وأضاف البيان: ان الجمهورية الاسلامية في ايران ومنذ الموسم الماضي للحج، بدأت التخطيط لحج هذا العام، من خلال توفير المقدمات واتخاذ الاجراءات اللازمة، ومنذ ذلك الوقت والى الآن لم تتردد في إقامة الحج ومازالت مصرة على اقامة حج بكل عظمة.
وأوضح البيان: ان الجولة الاولى من محادثات الحج ورغم متابعات الجمهورية الاسلامية في ايران من اجل توقيع مذكرة تفاهم الحج في الموعد المقرر، تأخرت ثلاثة أشهر بسبب عدم تعاون المسؤولين السعوديين متأثرين بالقضايا السياسية، وقد فشلت هذه الجولة من المحادثات بسبب رفض السعودية اصدار التأشيرات داخل ايران وايضا رفضها لاستخدام الطيران الايراني لنقل الحجاج مناصفة مع طيران السعودية اضافة الى حالات اخرى.
وتابع البيان: ان السلطات السعودية تأخرت 45 يوما في إصدار التأشيرة للوفد الايراني للجولة الثانية من المحادثات، وقد صدرت التأشيرات بعد تعيين وزير الحج السعودي الجديد، وأخيرا توجه الوفد الى السعودية في 25 ايار/ مايو 2016 بدعوة رسمية من وزير الحج الجديد ووعده المساعد بحل المشكلات.. وفي هذه الجولة من المحادثات وضمن حل مشكلة اصدار التأشيرات في ايران والاستفادة من طيران الجمهورية الاسلامية الايرانية لنقل الحجاج، بذل الوفد الايراني الجهود من اجل الاطمئنان بشأن توفير امن الحجاج وصيانة كرامتهم، نظرا للحوادث المريرة السابقة، الا ان هذه المطالب لم يتم الرد عليها ايجابا بسبب عدم التنسيق على اعلى المستويات بالسعودية وتاثير النظرة السياسية على قضايا الحج.
ورغم ادعاء الجانب السعودي في حل القضايا القنصلية، فإنه لم يتم التوصل الى اي اتفاق مدون بهذا الشأن بين مسؤولي وزارة الخارجية السعودية ووزارة الخارجية السويسرية وفق المواثيق الدولية (باعتبار السفارة السويسرية راعية للمصالح السعودية في ايران).
وأضافت منظمة الحج والزيارة الايرانية في بيانها: ان السعودية وفضلا عن الدعايات المغرضة لإعلامها، ربطت القضايا السياسية بالحج متأثرة بالاجواء السياسية بين البلدين، وانطلاقا من ذلك قامت بتغيير النص المعتاد لمذكرة التفاهم (بين البلدين) في كل عام.
لذلك فإن السلطات السعودية وضمن تسييسها للحج والحرمين الشريفين، منعت حق الشعب الايراني المشروع لأداء مناسك الحج، وصدت بشكل عملي عن سبيل الله.
واختتمت منظمة الحج والزيارة بيانها بأنه نظرا لتضييع الوقت للتخطيط والقيام بالشؤون اللوجستية للحجاج الايرانيين وعدم تلبية المطالب المشروعة للجمهورية الاسلامية في ايران، نعلن انه بسبب استمرار الحكومة السعودية بوضع العراقيل، فإن الحجاج الايرانيين سيحرمون هذا العام من أداء حج التمتع، وان مسؤولية ذلك تقع على عاتق الحكومة السعودية.
في هذا الاطار قال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي علي جنتي، إنه من غير الممكن أداء مناسك الحج هذا العام بالنسبة للحجاج الإيرانيين بسبب سلوك وحديث المسؤولين السعوديين مع الوفد الإيراني ووضع العقبات والعراقيل وضعوها أمام الحجاج الايرانيين.
وقال الوزير جنتي أمس الاحد للصحفيين: من المؤسف أن الحجاج الإيرانيين لن يتمكنوا من أداء الحج هذا العام.
وصرح: كان من المقرر أن ننتظر حتى أمس الأحد ليرد المسؤولون السعوديون على النقاط التي طرحها الوفد الإيراني لكن وبسبب نوع سلوك وحديث المسؤولين السعوديين مع الوفد الايراني في جولتين من المفاوضات التي أجراها مع المسؤولين السعوديين ووضع العراقيل والقيود فإن أداء شعيرة الحج باتت غير ممكنة.
ورداً على سؤال حول تصريح لمساعد وزير الخارجية السعودي الذي زعم بان ايران لم تكن جادة كثيرا في موضوع الحج، اعتبر الوزير جنتي هذه التصريحات بانها مغرضة وهي مجرد اثارة اجواء اعلامية يريدون من خلالها التغطية على عراقيلهم التي وضعوها في هذا الطريق.
واوضح، بان المهم لنا وما كنا نؤكد عليه دوما هو توفير الامن لحجاجنا، في ضوء ماضي الحكومة السعودية وتصرفاتها التي ادت في العام الماضي الى استشهاد الكثير من حجاجنا وحجاج الدول الاسلامية الاخرى وكذلك في اعوام سابقة حيث كانت هنالك اعتقالات بذرائع واهية للحجاج الايرانيين، من منطلق اننا الان لا نملك اي وسيلة قنصلية لحماية مواطنينا في السعودية.
وتابع قائلا: ان موضوع صون وحفظ كرامة الحجاج الايرانيين كان من ضمن القضايا الاخرى التي كانت محل تاكيدنا حيث لم يكن لدى المسؤولين السعوديين اي رد على ذلك.
وصرح وزير الثقافة والارشاد الاسلامي بالقول، انه في المجال التنفيذي ايضا تاخرنا 4 اشهر وفقدنا امكانية توفير اماكن الاقامة للحجاج والعقود التي ينبغي ان نبرمها بهذا الصدد وبعض الامور الاخرى المتعلقة باقامة الحجاج.
واكد جنتي: انني اعتقد بان هنالك تعمدا من جانب الحكومة السعودية كي لا يتمكن الحجاج الايرانيون من اداء مناسك الحج لهذا العام رسميا لذا كان من الضروري ان نعلن موقفنا بصراحة في هذا الصدد.