تدخلات خطيرة في الشأن الداخلي الفلسطيني
الى اين تتجه الساحة الفلسطينية، وماذا يحاك من وراء ظهر شعبها، وما هو سر اللقاءات "الجماعية" العلنية و "المصغرة" السرية في هذه العاصمة أو تلك وعلى ساحة الوطن بمشاركة أشخاص هم في دائرة المسؤولية.. ماذا يعني هذا التهافت من أصحاب الشأن وغيرهم من الزائرين عبر الجسور والمطارات الى الضفة الغربية، وعبر ايرز ورفح الى قطاع غزة.. انه السباق المحموم، متعدد الجنسيات والارتباطات، متباين المواقف والمصالح والسياسات، والمتصارعون من أبناء الساحة المستهدفة هم ايضا في قلب "اللعبة" اذا جاز لنا وصفها.
منذ طرحت فرنسا مبادرتها الخالية من البنود والمضمون الجدي، وتعرضها للنقد والمدح، ثم، طرح الرئيس المصري لرؤيته ودعوته، والتغيير الدراماتيكي الذي طرأ على ائتلاف نتنياهو، نلاحظ تهافتا على الساحة الفلسطينية، زيارات ولقاءات ومحاضرات، ونصائح ما أنزل الله فيها من سلطان، وتدخلات في الشأن الداخلي من كل حدب وصوب.. فما هي القصة، وماذا يجري ويدور، والى اين نحن ذاهبون؟!
هذه التحركات التي يمكن وصفها بـ "المريبة" تتم دون تعليق سلبا أو ايجابا من القيادة الفلسطينية، ولا ندري فيما اذا هي عاجزة عن الرد، أم أنها تعلم، ومشاركة في الخفاء، ولا تريد أن تنطق وتظهر موقفا لها، بمعني، هل يجري التشاور معها، وهي مرحبة بما يدور على أرض الوطن، من تدخلات وحتى تجاوزات!!
هذا مؤتمر يتحدث عن الكونفدرالية بعد الحصول على الدولة.. وهذا لا يعنيه تحقيق الدولة،المهم أن تكون هناك تسوية ما تطوي الملف الفلسطيني، وثالث لا يرفض تبني الموقف الاسرائيلي، أي مجرد محافظات وجزر، لها حق الارتباط بأية جهة، أي أن تخضع لادارة مدنية، تلبي احتياجات السكان اليومية، ورابع، ينادي باتفاقية مرحلية انتقالية مع اسرائيل، الى ما شاء الله، والاخطر والأدهى، ما يخطط له "محور الاعتدال العربي" وهو المحور العزيز والغالي على قلب أمريكا واسرائيل، ولعل التحركات الأخيرة في مصر وباريس، توطئة لذلك، تسوية عنوانها، وفاتحتها قبل كل شيء، هو التطبيع الشامل للعرب مع اسرائيل لاشهار العلاقات التحالفية الحميمية مع تل ابيب، ويقود عمليات هذا المحور المملكة الوهابية السعودية، التي استعدت وتعهدت بتوطين أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين، وهي قد بدات فعلا بذلك من خلال دفع اللاجئين في سوريا بترك مخيماتهم، والنزوح الى اصقاع الارض وبقاعها.
في الساحة الفلسطينية صمت شعبي، وطرح الرؤى والمشاريع واصوات ميكروفونات المؤتمرات والندوات والمحاضرات يصدع الرؤوس، والناس حائرة.. تشويش وضبابية، وكل يده على قلبه، خاصة وان القيادة الفلسطينية تلوذ بالصمت، لكنها.. فاتحة للاجواء برا وبحرا وجوا، وتسارع لحضور أية لقاءات تدعى اليها.. دون مواقف صريحة أو تعليقات مفيدة، يمكن الاستناد اليها أو الائتناس بها.
الى أين نحن ذاهبون.. سؤال، مرسوم بحجم الوطن.. فمن يجيب، لعبة خطيرة، تنفذ من وراء ظهور شعب بكامله، وقيادته ايضا.. ان الايام والاسابيع القادمة جدا خطيرة، فلماذا لا تصارح القيادة شعبها، وهناك من المسؤولين فيها من هم مشاركون في اللعبة.!!
* المنار المقدسية