الصحف الأجنبية: تعيين ليبرمان وزيراً للحرب سيضر بالعلاقات الاسرائيلية - الاميركية
انتقدت صحف أميركية بارزة قرار رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو تعيين أفغدور ليبرمان وزيراً للحرب، وحذرت من أن ذلك سيؤثر سلباً على العلاقات الاميركية - الاسرائيلية. من جهة أخرى، شددت وسائل الاعلام الاميركية على أن قيام الولايات المتحدة بتصفية زعيم حركة "طالبان" داخل الاراضي الباكستانية هي رسالة أميركية موجهة الى باكستان وكذلك دليل على أن ادارة أوباما تخلت عن محادثات السلام مع "طالبان" في الوقت الراهن.
* الاستهداف الأميركي لزعيم "طالبان"
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً بتاريخ الثالث والعشرين من أيار/مايو الجاري احتل العنوان الرئيس وتمحور حول عملية قتل زعيم "طالبان" المدعو "الملا اختر منصور" بضربة جوية نفذتها الطائرات الاميركية من دون طيار.
واعتبر التقرير أن استهداف "اختر منصور" يدل على "العلاقة المتشابكة" بين واشنطن واسلام اباد، مشيراً الى أن "الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يقدم على مثل هكذا عملية في باكستان منذ عملية قتل زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن". ولفت الى أن "البيت الابيض لم يعلم باكستان مسبقاً بالعملية التي تمت خارج المنطقة الحدودية مع افغانستان، وهي المنطقة الوحيدة التي تسامحت فيها باكستان بالسابق مع مثل هكذا ضربات اميركية".
وبحسب التقرير، فإن "الاستفادة من قيادة العمليات الخاصة المشتركة بدلاً من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لتنفيذ العملية حرمت باكستان من الادعاء بانه تم التشاور معها مسبقاً"، موضحاً أن "تمكن كبار قادة طالبان من التنقل بحرية في باكستان يناقض ما كان يقوله لأعوام المسؤولون الباكستانيون بانهم لا يأوون قادة من طالبان".
وأشار التقرير الى ان "المؤسستين العسكرية والاستخبارتية يقال انهما كانا يفضلان الملا منصور كزعيم للجماعة، الا ان البيت الابيض توصل الى استنتاج بأن الأخير "عقبة عنيدة" امام محادثات المصالحة التي تعاني من الشلل منذ اشهر".
ونقل التقرير عن "المسؤول السابق في وزارة الخارجية اذلي عمل على ملف باكستان "ولي نصر" بان "الادارة (الاميركية) لم تعد تخشى تفجير أي شيء"، معتبراً أن "ما حصل عبارة عن عملية لم تستهدف زعيماً ارهابياً عربياً بل حليفاً باشتونياً لباكستان داخل الاراضي الباكستانية".
وأفاد التقرير أن "الولايات المتحدة أعلمت السلطات الباكستانية قبل أسابيع بأن الملا منصور هو هدف"، مضيفاً إن "السلطات الباكستانية قدمت معلومات عامة عن مكان تواجده ونشاطاته، دون تقديم معلومات تفصيلية حول تحركاته"، كما نبه الى ان "الاستخبارات الاميركية استكملت المعلومات من خلال الاستفادة من الاقمار الصناعية والعناصر على الارض".
التقرير أشار ايضاً الى ان "تقديم باكستان أي تفاصيل عن مكان تواجد الملا منصور يمثل تحولاً غير متوقع من قبل باكستان"، لافتا الى ان "باكستان تهيئه منذ سنين والى انه اعتبر الخيار الباكستاني لقيادة الجماعة بعد وفاة الملا عمر عام 2013".
غير أن التقرير عاد ونبه الى ان "الملا منصور عندما عين زعيماً لطالبان تصدى للجهود الباكستانية التي كانت تهدف الى جعله مستعداً (ولو ظاهرياً على الاقل) للمشاركة بعملية السلام". وقال انه "نتيجة لذلك مورست ضغوط أميركية متزايدة على باكستان لتشديد الحملة ضد قادة "طالبان" الذين يتخذون من باكستان ملاذاً لهم، وانه كان هناك شعور متزايد داخل المؤسسة الامنية الباكستانية بان الملا منصور يتصرف بالكثير من الاستقلالية وبالتالي يمكن الاستغناء عنه".
ونقل التقرير عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن "عاملاً آخر ربما ساهم بقرار باكستان تقديم بعض المساعدة بتتبع اثر الملا منصور هو أن أحد مساعديه يدعى سيراج الدين حقاني له روابط قديمة وعميقة بجهاز الاستخبارات الباكستاني"، لافتاً الى أن "حقاني قد يكون على استعداد أكبر للاستجابة لمطالب القيادة العسكرية الباكستانية وكذلك جهاز الاستخبارات الباكستاني".
وأشار الى "امكانية مجيء زعيم أكثر تشدداً لطالبان قد يلغي أي تقدم تم تحقيقه جراء قتل الملا منصور".
مجلة "Foreign Policy" نشرت تقريراً بدورها تناولت فيه الموضوع عينه، بتاريخ الثالث والعشرين من أيار/ مايو الجاري، اعتبر ان قرار ادارة اوباما قتل زعيم "طالبان" الملا اختر منصور في باكستان يدل على أن البيت الابيض تخلى عن محادثات السلام في الوقت الراهن وأصبح مستعداً لإضعاف "طالبان" من خلال استهداف قادته.
ورأى التقرير ان "العملية تمثل تغيراً في مقاربة البيت الابيض للحرب في افغانستان، اذ لم يسبق وأن بذل الاميركيون جهوداً "متضافرة" لتصفية قادة طالبان الموجودين في باكستان رغم المناشدات من حلفاء واشنطن بالحكومة الافغانية".
وأضاف التقرير إن "الرئيس أوباما أعطى الضوء الأخضر لشن الجيش الأميركي أول ضربة جوية له عبر طائرات من دون طيار في اقليم بلوشستان الباكستانية، في ظل عدم احراز أي تقدم بالمفاوضات"، مشيراً الى أن "بيان وزارة الحرب الاميركية كان لافتاً لجهة تركيزه على الدور الدبلوماسي لزعيم طالبان بدلاً من دوره العسكري، حيث جاء في البيان ان منصور كان عقبة للسلام والمصالحة بين الحكومة الافغانية و طالبان، ومنع قادة طالبان من المشاركة بمحادثات سلام مع الحكومة الافغانية".
وشدد التقرير على ان "الادارة الاميركية تغامر بشكل كبير عبر قتلها منصور، اذ يأمل البيت الابيض بان تؤدي عملية القتل الى الحاق ضربة قوية بطالبان تقلل من قدرة الجماعة على تنفيذ الهجمات وتعطل الخطط الطويلة الامد"، موضحاً أن "قتل منصور قد يطيل أمد الحرب من خلال خلق انشقاقات داخل طالبان وبالتالي تعقيد اية تسوية سياسية".
ولفت التقرير الى "وجود أسباب تجعل من السيناريو الاسوأ امراً محتملاً، اذ ان هجمات طالبان لم تتقلص على الاطلاق بعد اعلان وفاة زعيمها السابق الملا عمر". وأشار ايضاً الى ان "جميع المرشحين البارزين لتسلم قيادة طالبان خلفاً لمنصور يعتبرون اكثر تطرفاً من الاخير، مما قد يعني شن المزيد من الهجمات على الاهداف المدنية في افغانستان وعدم وجود استعداد للمشاركة بمحادثات السلام".
الى ذلك، اعتبر التقرير أن "واشنطن تعتبر - علناً على الأقل- ان المحادثات هي أفضل وسيلة لانهاء المذابح في افغانستان"، ونقل عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية "Mark Toner" قوله إن "الولايات المتحدة لا تزال تدعم حلاً تفاوضياً للنزاع في افغانستان بقيادة افغانية، وأن جميع الاطراف، بما فيها طالبان، يجب ان تكون جزءا من هذا الحوار كي يتحاور الافغانيون مع افغانيين آخرين حول مستقبل بلدهم".
كما نقل التقرير عن مختصين قولهم إن "الابحاث التي أجروها تدل على ان الجماعات تصبح اكثر تطرفاً وعادة ما يكثفون الهجمات ضد المدنيين بعد ان يتم تصفية قادتها"، متحدثاً عن "احتمال ارجاع محادثات السلام الى الوراء نتيجة قتل منصور، وذلك بسبب الانقسامات الداخلية في طالبان التي قد تمنع زعيماً واحداً من التفاوض بالنيابة عن الجماعة".
* انعكاس تعيين ليبرمان وزيراً للحرب على العلاقات الاميركية - الاسرائيلية
مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" نشر مقالة بتاريخ الثالث والعشرين من ايار / مايو الجاري حملت عنوان "خيار محير ومتشدد في إسرائيل"، تناولت اختيار أفيغدور ليبرمان وزيراً للحرب من قبل رئيس حكومة كيان العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولفتت المقالة الى ان "تولي ليبرمان منصب وزير الخارجية في حكومة نتنياهو شكل كارثة للعلاقات الاسرائيلية - الاميركية، وان نتنياهو رغم ذلك، عرض على ليبرمان منصب وزير الحرب الذي يعد ثاني أهم منصب بالحكومة الاسرئيلية، لما لهذا المنصب من دور محوري بالتعاطي مع الولايات المتحدة والفلسطينيين".
كما اشارت المقالة الى ان "توقيت هذا التغيير الحكومي حساس جداً، لان المفاوضات حول اتفاقية دفاعية تحدد مستويات جديدة من المساعدة الاميركية لاسرائيل دخلت مراحلها الاخيرة". وتحدثت المقالة عن "سيناريو محتمل لتدهور علاقات "إسرائيل" في المنطقة وخارجها في ظل وجود وزير للحرب هدد بالسيطرة على غزة وقصف سد أسوان في حال اندلاع الحرب مع مصر".
كما قالت المقالة ان "تعيين ليبرمان سيجعل من أي مقترحات اسرائيلية تجاه الفلسطينيين أضحوكة"، مشيرة الى ان "الاخير استقال من الحكومة العام الفائت بسبب فشل نتنياهو في القضاء على حماس، وعدم قيام نتنياهو ببناء المزيد من المستوطنات في القدس والضفة الغربية"، ولفتت الى أن "ليبرمان دعا الى الغاء اللغة العربية كلغة رسمية".
وأضافت المقالة ان "نتنياهو يبدو أنه "يعتقد بان الحفاظ على تحالفه أهم من المجازفة بتعيين شخص قد يلحق المزيد من الضرر بعلاقات "إسرائيل" مع واشنطن"، مشيراً الى أن "نتنياهو ربما يعتقد بان حل الدولتين الذي طالما أيدته واشنطن هو في حالة موت حالياً وانه قد يحصل على اتفاق دفاعي أفضل مع الرئيس الاميركي المقبل".
الا ان المقالة اعتبرت ان "هذه المغامرة فيها الكثير من المجازفة والسخرية، اذ انه من غير المرجح ان يتخلى الرئيس الاميركي المقبل عن دعمه لحل الدولتين، كما ان موقف "إسرائيل" في واشنطن لن يتعزز مع وجود وزير للحرب على خلاف مع المؤسسة العسكرية الاسرائيلية".