سلمان لن يفلت من الحساب ، دماء سورية ستغرقه .
أحمد الحباسى
يوما بعد يوم تتسع دائرة الرفض الشعبي السعودي و العربي للنظام الشمولي المتزمت في الرياض ، و على الرغم من المحاولات الخبيثة و المتواصلة لنظام المافيا السعودي كي يمسك و يستعيد زمام الأمور بقبضة بوليسية صهيونية ماكرة فان حركة المد و الجزر الشعبية الرافضة لاستمرار الحالة المرضية السعودية في كل العناوين هي دوما في تصاعد مستمر تجعل من غير السهل على هذا النظام البائس مواصلة ” احتجاز” الشارع و تلهيته بالقضايا الجانبية و إبعاده عن التواصل مع قضاياه العربية الحارقة ، و لئن تستمد حركة الرفض الشعبي داخل السعودية قوتها المتصاعدة و زخمها المتواصل من سوء التوجهات الاقتصادية و الاجتماعية على وجه التحديد فان مساندة الشعوب العربية لهذا الحراك الشعبي السعودي نظرا لحالة الكراهية التي باتت تحملها تلك الشعوب للنظام العميل في الحجاز يزيدها دعما معنويا إضافيا هي في حاجة إليه .
خسر النظام مليارات الدولار النفطية في حرب الإبادة الإرهابية للشعب السوري إضافة إلى مليارات أخرى في حربه الإعلامية لإسكات الحقيقة و التعتيم عليها و عدم كشف الفشل السعودي في بلاد الشام ، و رغم كل عمليات التزوير و التضليل الإعلامية طيلة ما يزيد عن خمسة سنوات من عمر هذه المؤامرة الصهيونية التركية السعودية القذرة بعلة مساندة ما سمي في حينه ” ثورة سوريا السلمية” و التي أصبحت مجرد كذبة كبرى انطلت على كثير من العقول العربية ، فقد تبين العالم أن ما حدث في سوريا هي مؤامرة وسخة لإسقاط النظام بعلة رفضه للوجود الأمريكي الصهيوني في المنطقة و أن نظاما شموليا فاسدا مثل النظام السعودي لا يمكن أن يكون يوما في صفوف الفكر الثوري أو إلى جانب تطلعات الشعوب أو البحث عن الديمقراطية و حقوق الإنسان على معنى أن فاقد الشيء لا يعطيه ، و رغم إصرار هذا النظام على المشي في نفس الطريق الفاشلة فان إرادة الشعب السوري لا يمكن أن تغلب مهما زادت التضحيات المؤلمة و استمر النزال .
لقد سعت السعودية عبر طاقم كتابها الذين كشفت الصحف الصهيونية أسماءهم منذ فترة قصيرة كأكثر الكتاب العرب خدمة للأهداف الصهيونية مثل طارق الحميد ، ياسر أبو هلالة ، صالح القلاب ، عبد الرحمان الراشد ، تركي الحمد ، أحمد الجار الله ، أنيس منصور ، و غيرهم كثير طبعا ، قلت سعت إلى خلق رأى عام عربي مساند لضرب اليمن و محاولة إسقاط النظام السوري و التدخل في شؤون العراق و بسط اليد على القرار اللبناني و المصري ، طبعا احتاج الأمر من هؤلاء العملاء الكتاب الذين قالت عنهم تسيبي ليفنى وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة أنهم سفراء إسرائيل في الدول العربية مجهودا جبارا لتوظيف مفردات و نعوت اللغة العربية لتشويه و تزييف الحقائق بكل الطرق حتى حصلت حالة من الاشتباه داخل بعض العقول العربية كادت أن تؤدى إلى انقسام الشارع العربي بين مؤيد و معارض لكن انتصار سوريا بمعية حلف المقاومة و بمساعدة الحليف الروسي قلبت كل المعادلات و فرضت على آل سعود بداية حالة من الاستسلام و القبول بالفشل و السعي إلى حفظ ما تبقى من ماء الوجه دون النظر إلى ما تسببه هذا الفشل المعلن من تبذير في أموال الخزانة دفع الحكومة السعودية لأول مرة في تاريخها إلى الاقتراض.
يحاول النظام اليوم امتصاص النقمة الداخلية المتصاعدة أو التخفيف من وقعها على حالة الإحباط التي يعانيها المواطن السعودي خاصة بعد حادثة إعدام الشيخ باقر النمر بتلك الطريقة الوحشية التي تؤكد مرة أخرى بربرية هذا النظام المفلس و عدم قدرته على التعامل مع اللسان المعارض و الفكرة الخلاقة و الصوت الرافض لسياسة كل و نم و أغلق فمك ، و لعل النظام السعودي هو أكثر الأنظمة العربية استبدادا و عنفا بل هو أكثر الأنظمة المكروهة من الشعوب العربية خاصة بعد أن كشفت التقارير و التسريبات توافق إرادته مع الإرادة الصهيونية و الدخول في تحالف مصالح يهدف إلى إسقاط ما تبقى من الأنظمة العربية المعارضة ، و مع بداية العد العكسي لانتهاء المعركة الإرهابية في سوريا تجد السعودية نفسها قد دخلت في حالة مشكلة مع كل جار من جيرانها بما فيهم الخليجيون الصامتون لحد الآن و هو نفس المسار و النتيجة التي وصلت إليها الحكومة التركية العميلة بعد ما لا يقل عن خمسة سنوات من عمر هذا الصراع الدموي الجاري في سوريا .
لقد فشلت السعودية في ” صنع ” معارضة و التسويق "لثورة” و الحديث عن قرب رحيل النظام ، و لعل خمسة سنوات أو يزيد من الدم السوري قد أطاحت بكثير من الشخصيات النافذة التي كانت جزءا فاعلا في هذه المأساة المؤلمة من بينها كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ، دافيد ويلطمان مندوب الأمين العام للأمم المتحدة ، جون بولتون ممثل أمريكا في مجلس الأمن ، سوزانا رايس ، مندوبة أمريكا السابقة في الأمم المتحدة ، السفير الأمريكي في سوريا ، هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ، كوفي عنان المبعوث الأممى السابق لسوريا ، العميل الأخضر الابراهيمى المندوب الأممى لسوريا ، العميل سعود الفيصل وزيرة الخارجية السعودي الراحل ، نيكولا ساركوزى الرئيس الفرنسي السابق ، جاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق ، بندر بن سلطان رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق ، الملك عبد الله الراحل ، لذلك يمكن القول أن دماء سوريا ستلطخ وجوه عملاء آل سعود و ستطيح بعرشهم الآيل للسقوط ، و النصر صبر ساعة .