kayhan.ir

رمز الخبر: 39088
تأريخ النشر : 2016May24 - 22:36

القوى الظلامية والارهاب الاعمى


ان يتمدد الارهاب فجأة الى الساحل السوري الذي كان امنا منذ اكثر من خمس سنوات اي منذ تفجر الازمة وبهذا الشكل المرعب وفي هذا الوقت بالذات يطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام عن جدوى واهداف الجهات التي تقف وراء ذلك خاصة وان هذه المنطقة تحظى باهمية خاصة بسبب تواجد القاعدة العسكرية الروسية. يبدو ان الرسالة الدموية التي بعثتها هذه الجهات المنحطة والمتوحشة التي تستثمر سفك دماء الابرياء من ابناء الشعب السوري ومن اطيافه المختلفة لتحقيق مصالحها، كانت مفضوحة للغاية وسيرتد عليها لانه من غير المعقول ان تكون المجموعات التكفيرية المنهكة بهزائمها والتي عصيت عليها طيلة هذه الفترة اختراق الحواجز الامنية في مدينتي طرطوس وجبلة ان تخترقها في الوقت الحاضر .

ان كل الدلائل والمؤشرات تؤكد ان التحضير لسلسلة من هذا النوع من التفجيرات وفي مدينتين محصنتين تقريبا وفي آن واحد، تستلزم امكانيات اجهزة مخابرات دولية واقليمية متمرسة على الجريمة والقتل وليس بمقدور مثل هذه الجماعات القيام بذلك وفي وقت هي تلعق جراحاتها وهزائمها وان كان البعض لا يستبعد ذلك لكن المؤشرات وحجم التفجيرات تقول غير ذلك.

والامر الاخر الذي استدعى ان تتدخل الاجهزة الاستخباراتية الدولية والاقليمية القذرة لارباك الساحة السورية بهذه الرسائل الدموية هو قلقها الشديد من نتائج التطورات الميدانية التي حققها الجيش السوري والقوى المتحالفة معه في الاونة الاخيرة امام تقهقر مكشوف للمجموعات التكفيرية وخسارتها للكثير من المواقع، لذلك دخلت "الميدان " مباشرة لاسعاف هذه المجموعات بالمنشطات عسى ان تستعيد معنوياتها وتقف على رجليها لاكمال مهامها الوظيفي.

لكن ما ادمى القلوب وحز في النفوس هو مدى دعارة بعض الاعلام العربي وخسته ونذالته ان رقص فرحا على مجزرة مروعة تطايرت فيه الاشلاء المتناثرة لابناء الشعب السوري ومن كل اطيافه وان حاول هذا الاعلام المنحط ان يحصر القضية في طيف واحد ويعطيها بعداً طائفيا خدمة للاهداف التي تسعى اليها القوى الظلامية العالمية والاقليمية في وقت يعرف الجميع ان هاتين المدينتين تحتضنان مئات الالاف من المشردين ومن مختلف المناطق السورية.

والامر والادهى من ذلك انها تستضيف هذه الوسائل الرخيصة بعض الوجوه الممسوخة انسانيا واخلاقيا على انها خبراء في الجماعات الاسلامية ليدلوا بدلوهم الذي يقطر حقدا ودنائة على ان هذه العمليات الارهابية والاجرامية والمتوحشة للغاية والتي يجب ان يندد بها قبل كل شيء توضع في خانة انجازات "الدولة" ولا اعرف كيف يواجه هؤلاء المتشبهون بالبشر اما في واقعهم وحوش كاسرة عوائلهم او من يحيط بهم لتبرير هذه الاعمال الاجرامية والدموية البشعة التي تستهدف المنشآت المدنية كالكراجات والمستشفيات ومحطات الكهرباء ويضرج المئات من الناس الابرياء في دمائهم على انها اهداف للنظام وانجازات للمعارضة.

لقد حان الوقت ان يقف الجميع في المنطقة المعنيين باستقرارها وقفة مسؤولة للتصدي لمثل هذه العمليات الاجرامية الارهابية التي تقف خلفها اجهزة استخبارات دولية واقليمية لتحقيق مصالحها الدنيئة لانه اذا ما انفلت العقال فستعم الفوضى في كل مكان ولا يستثنى منها احد.

يبدو ان موسكو هي اول من تلقفت الرسالة الدموية في الساحل السوري والتي اكتوت مؤخرا بنيران الخدعة الاميركية في القبول بالتهدئة في سوريا، حيث سارع الرئيس بوتين بتعزية الرئيس الاسد بالحادث المؤلم متوعدا الارهابيين باستئناف القصف الجوي ثانية ووضع حد لاجرامهم وكنس الساحة السورية من وجودهم لكن ما كان لافتا هو استدعاء موسكو للملحق العسكري الاميركي لديها وهذا مؤشر آخر على ان التفجيرات الاجرامية في الساحل السوري ليست بعيدة عن الاصابع الاميركية!!