غلاة اليمن: كونوا أحراراً في غلوكم!
* الداعية السني السعودي الدكتور فرحان المالكي
اليمني حر شريف أبيٌّ ذو مروة.. هذا ما علمناه عنهم واستقر في قلوب المنصفين. ولكن؛ من الغريب أن يطاوع غلاة اليمن غلاة الخليج الفارسي في وصف قومهم بالمجوسية والعنصر الفارسي ..ألخ
هذا عيب ولؤم..
اختلفوا مع قومكم ... عارضوهم....، قاتلوهم .. ولكن بلا نذالة ولا لؤم ولا تبعية؛ فإذا كان غلاة الخليج الفارسي معذورون؛ ولو 1 بالمليون, لبعدهم عن الواقع اليمني؛ فما عذركم أنتم يا غلاة أهل اليمن؟ أنتم تعيشون بين قومكم وتصلون معاً تصومون معاً وتتسوقون معاً... فما بالكم تطاوعون من لا يعرف أهل اليمن بموافقتكم لهم في وصم نصف الشعب بالمجوسية والفارسية؟
اتهموهم بالتبعية لإيران؛ هذا خلاف معقول؛ وله رأي مماثل في اتهامهم لكم بالتبعية للسعودية.. لا مشكلة؛ هذا خلاف معقول؛ مع أننا لسنا معه. يمكن أن تصموهم بأنهم ضلال ومبتدعة ...هذا خلاف معقول.. وهو متبادل بين الأطراف أيضاً؛ تقاتلوا معهم.. وهذا خلاف معقول ، والفتن الداخلية في اليمن ليست جديدة.. كل هذا لا مشكلة عقلية فيه؛ ولا غرابة من حيث النوعية؛ لكن؛ أن تقولوا : هم مجوس وفرس.... فهذا عيب وبس! عيب يتنافى مع ما نعرفه من شهامة اليمني وصدقه وعقله وحكمته ومروءته.
اختلفوا مع قومكم اختلاف الرجال؛ ليكن غلوكم وتطرفكم محلياً وأصيلاً وشريفاً.. قيموا خصومكم بما تعرفون؛ ولا تستوردوا من الغلاة خارج اليمن حماقاتهم وتقدمون تلك الحماقات على ما تعرفونه؛ كل هذا خضوعاً لهم وتبعية وتقرباً إليهم من أجل الدرهم والدينار...
هذا عيب.. عيب أسود.
نعم؛ أستغرب من غلاة الخليج الفارسي مظالمهم مرة، وأستغرب أخرى من السعودية إرخاءها الزمام للغلاة وتوظيفهم؛ ولكني أستغرب من غلاة اليمن ألف مرة لجمعهم بين الغلو والخضوع والتبعية والمذلة!
بمعنى؛ لا نطالب غلاة اليمن بالتخلي عن غلوهم؛ وإنما نقول: كونوا أحراراً في غلوكم فقط.