الفلوجة.. رغم أنف أميركا
مهدي منصوري
تبين ومن خلال تقارير استخبارية عراقية ان التظاهرات التي اقتحمت المنطقة الخضراء كان هدفها الاساس هو محاولة تأخير هجوم القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي لتحرير الفلوجة ، وواضح ان السبب الاساس في عرقلة وايقاف معركة تحرير الفلوجة لان فيها قادة كبار من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش وكبار قادة حزب البعث والجيش الصدامي السابق، والاهم في ذلك هناك ضباط استخبارات من دول عربية واقليمية وغربية وحتى من الموساد محصورين في هذه المدينة، وبالتالي فان عدم السماح من قبل واشنطن والرياض للجيش العراق وقوات الحشد الشعبي من اقتحام الفلوجة سببه سيكشف المزيد من الاسرار.
واللافت وبعد يوم من التظاهرات في يوم السبت الماضي ان "رئيس الوزراء حيدر العبادي تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الاميركي باراك اوباما"، اوضحت تفاصيله السفارة الاميركية وكر التجسس في بغداد بان الادارة الاميركية ابلغت العبادي بقرارين مهمين اولاهما منع اي هجوم عراقي على الفلوجة، وثانيهما سحب القوات المحيطة التي تحاصر الفلوجة، وبنفس السياق تبجح الجاسوس سفير ال سعود من انه تمكن ومن خلال التظاهرات ان يحقق هدف ايقاف الهجوم على الفلوجة.
واللافت ان رد العبادي على اوباما كان صاعقا بالقول " ان عمليات تحرير الاراضي مستمرة، مشيرا الى انه سيتم اكمال تحرير الفلوجة قريبا".ومؤكدا لاوباما "اننا سنكمل تحرير الفلوجة قريبا والتوجه لتحرير ارض العراق".
وقد عدت اوساط اعلامية وسياسية عراقية ان رد العبادي هذا على اوباما يشكل حالة جديدة قد لم تعهدها الادارة الاميركية لانه يعكس ان قرار تحرير الفلوجة قرارا عراقيا ولاينبغي لاي احد مهما كان ان يتدخل فيه ، وقد جاء الرد أقوى ومؤيدا لما ذهب اليه رئيس الوزراء وذلك عندما بدأت القوات المسلحة العراقية مدعومة بقوات الحشد الشعبي انطلاق عملياتها لتحرير الفلوجة من براثن الدواعش ومن يدعمهم والتي اطلقت عليها اسم "كسر الارهاب" قد وضعت كل هذه القرارات والامال الاميركية والسعودية وراء ظهرها ، وخيبت امال اعداء العراق الذين ارادوا من هذه المدينة ان تكون مركزا ومنطلقا لاقلاق العراق باجمعه من خلال ارسال الارهابيين خاصة الى العاصمة بغداد ليقتلوا الابرياء من جانب ولكي يفرضوا حالة من الارباك بحيث يتاح لهم تنفيذ مخططاتهم الاجرامية ضد الشعب العراقي.
وبالامس وفي غفلة من الزمن وعلى حين غرة بدأ ابطال الحشد الشعبي متحدين واشنطن بقصف الفلوجة بعد ان حذروا العوائل الموجودة هناك والتي وقعت في اسر الارهابيين على الخروج منها من خلال ممرات آمنه قد اعدتها لهم. بحيث وضعوا الخطوة الاولى لخطوات اخرى قادمة قد تنقل البشرى للشعب العراقي بتحرير وقطع رأس الافعى لتكون تمهيدا لتحرير اخر معقل للارهابيين وهو محافظة الموصل.
وقد عبرت اوساط اعلامية وسياسية عراقية معلقة على تحدى ابناء القوات المسلحة والحشد الشعبي للقرار الاميركي يشكل حالة جديدة قد تضع اميركا في مأزق كبير جدا، مما يعكس انحسار قدرتها وضعفها في هذا البلد، وبالتالي فانها لم يتاح لها التصرف في مقدرات الشعب العراقي، بل ان القرار بيد الشعب وهو الذي ينفذ رافضا اي ارادة اخرى مهما كان تأثيرها لتتحكم بارادته وتسرق استقلاله وسيادته. وبذلك فقد تحقق لهذا الشعب انتصار جديد قد يكون أقوى وأكبر تأثيرا من انتصار عام 2006 حينما طرد آخر جندي محتل من ارضه.