kayhan.ir

رمز الخبر: 3865
تأريخ النشر : 2014July16 - 21:29

رمضان,مشهدية الفتوحات وخوارج العصر

ميلاد عمر المزوغي

بدر الكبرى,اولى غزوات الرسول "ص” كانت في 17 رمضان من العام الثاني للهجرة,انتصر الدين الجديد على عبدة الاصنام,انتشر الدين الجديد في الارجاء,تبعتها فتح مكة في العشرين من رمضان العام الثامن للهجرة,فكان العفو غير المشروط ,احترام ادمية الانسان,اذهبوا فانتم الطلقاء,نسى الجميع احقادهم تكاثفت جهودهم لأجل نشر تعاليم الاسلام التي جاءت لخير البشرية لا تفرق بين عرق وآخر بل جميعا سواسية كأسنان المشط.انتشر الاسلام ,عم ارجاء العالم ,دانت له شعوب كثيرة فأصبح المسلمون يشكلون اكبر قوة في ذلك العصر بعد ان استطاعوا التغلب على اكبر قوتين انذاك الفرس والروم.

نحيي كل رمضان, بدر وفتح مكة بمساجدنا العامرة,نعيش اجواء ذلك الزمان وبطولات الاسلاف وما كابدوه من مشاق في سبيل نصر كلمة الله بأن تصل الى كل انسان ليكون على بينة من الدين الجديد ومن ثم له الحق في اختيار الدين الذي يريد”لا اكراه في الدين”, فالدين لله والوطن للجميع.

خوارج هذا الزمان ومنذ ما يربو على الثلاث سنوات ارادوا احياء علوم الدين,ظنا منهم انه قد اصابها بعض اللغط بفعل عدم صدقية بعض الروايات المتواترة والتزوير الذي قد يكون لحق ببعض الكتب ودخول الاسرائيليات اليها, يقوم هؤلاء بجهد فائق في سبيل توعية الناس الذين وحسب رأي هؤلاء اصبحوا بعيدين كل البعد عن ممارسة شعائر الدين الحنيف على اكمل وجه,ولكي لا ننسى تلك الملاحم البطولية اخذ خوارج العصر على عاتقهم مهمة تجسيد غزوة بدر وفتح مكة في شهر رمضان المبارك على امتداد دول الربيع العربي (ليس الخبر كالعيان) لنعيش ذاك العصر ونشعر ما تكبده اسلافنا من تعب ومشقة.

في العراق وسوريا لا تكاد تنقطع الغزوات في كل الارجاء, انهم لا يجاهدون الكفار,بل يذبحون امة محمد "ص” لأنهم يختلفون معها في امور لا تمت الى الدين بصلة, بل هي وجهات نظر تحتمل الخطأ والصواب ولا تستوجب ان يدفع صاحبها حياته,ولأن يكون هؤلاء القربان عبرة لغيرهم, يقوم الخوارج بتسجيل اعمالهم "صوت وصورة” وإيداعه كافة مواقع التواصل الاجتماعي لئلا يكون على الاخرين حجة .

في ليبيا يسعى الخوارج بكل ما اوتوا من قوة في ان يعيدوا السيطرة على مطار العاصمة لتكتمل السيطرة على المدينة, ويعتبرون العملية التي اطلقوا عليها "قسورة” فتح مكة وهي ام المعارك, اما المدن الاخرى فإنهم يقومون وعلى مدار الثلاثة اعوام بغزوات تجعل من عامة البشر يعيشون حالة رعب.السيطرة على طرابلس يعتبر امرا جللا يجب ان يتحقق قبل موعد فتح مكة,حتى يعلن هؤلاء حينئذ ان الامور قد استتبت لهم ومن ثم الانطلاق الى بقية المناطق ودول الجوار التي صارت تنظر الى ليبيا على انها بؤرة ارهابية, يسعون الى مجابهتها بكل الطرق.ان الخوارج في ليبيا يندبون حظهم ويدركون ان الجماهير قد فطنت لمخططاتهم الاجرامية ,اعدادهم بمجلس النواب سيكون قليلا جدا ولن يسمح لهم بالسيطرة على مقاليد الامور خاصة اذا ما انتقل البرلمان الى بنغازي,اوهموا انفسهم بأنهم قسورة فإذا بهم يفرون من القسورة وتبقى معركة مطار طرابلس شاهدة عليهم”بفعل التسجيلات التي اودعوها الشبكة العنكبوتية”,على اجراميتهم وعدم احترام الاخرين والجماهير الطرابلسية التي آوتهم, لم تكفهم الجرائم التي ارتكبوها في مجزرة غرغور التي راح ضحيتها اكثر من خمسين مواطنا اضافة الى عدد لا باس به من الجرحى .

هذه هي احوال العرب المسلمين اليوم وفي هذا الشهر الكريم,غزة تدك بآلاف الصواريخ والقنابل وتسوى بيوتاتهم بالأرض,اعمال العنف في الشام تحصد آلاف القتلى والجرحى, لم تعد للشهر قدسية حتى العرب ما قبل الاسلام كانوا يقدسون الاشهر الحرم. المصيبة ان من يقوم بهذه الاعمال يدعون الاسلام والحرص على تطبيق تعاليمه وإقامة حدود الله,هنيئا لنا بخوارج العصر ومشائخنا الاجلاء الذين لم يقصروا في تكفير الرعية,ليزداد نهم هؤلاء المجرمون في سفك الدماء لنفوس بريئة ,اي اسلام هذا الذي يريدون منا ان نطبقه ونخضع له؟انه اسلام الاطلسي,الذي وللأسف يطبق منذ مدة في بعض البلاد التي تدعي انها اسلامية.