ليبقى قرار المعركة مع داعش عراقيا
مهدي منصوري
بعد الفتوى التأريخية للمرجعية العليا في النجف الاشرف بالطلب من العراقيين الدفاع عن مقدساتهم ومدنهم ودفع خطر الارهاب المدعوم اميركيا وسعوديا عن استغلال حالة الترهل التي سادت في القوات المسلحة - خاصة بعد دخول داعش الى الموصل- مطاردة فلول الارهابيين اينما كانوا لتطهير ارض العراق من دنسهم.
وقد احدثت هذه الفتوى المباركة ليس فقد احدثت تحولا كبيرا في ميادين المواجهة مع داعش من خلال انضمام الملايين من ابناء الشعب العراقي استجابة للمرجعية ضمن قوات الحشد الشعبي بل انها خلطت الاوراق على كل الذين ارادوا من هذا التنظيم الارهابي ان يكون لهم اليد الضاربة في تحقيق ماربهم السياسية. وقد هب ابناءالمرجعية هبة رجل واحد رغم قلة الدعم والامكانيات المطلوبة لما واجهوه من مواقف سواء كانت من بعض القيادات السياسية والعسكرية العراقية او من الداعمين للارهاب خاصة واشنطن التي حاولت مرارا وفي اكثر من مناسبة وضع العصي في عجلة تقدم ابناء الحشد الشعبي ووصل الامر في بعض الاحيان الى استهداف تجمعاتهم ومقراتهم متذرعين بالاسلوب الفج والممجوج الذي اعتادوا عليه الا هو ان الذ ي حدث كان بطريق الخطأ.
وبطبيعة الحال فان اللجوء الى هذا الاسلوب او غيره من الاساليب الاخرى التي ترفض مشاركة ابناء الحشد الشعبي في تحرير المدن التي يعشعش فيها الارهابيون وبذرائع واهية لا ترقى الى الواقع والتي تقوم على التهويل الاعلامي المعادي للحشد الشعبي الذي نعتهم بنعوت نابية لتشويه صورتهم وسمعتهم الناصعة البيضاء لدى ابناء هذه المدن. وواضح ان الهدف من ذلك هو ان تبقى هذه المدن تحت سيطرة داعش لتثبت مواقعها ولتكن سكينا يستخدمه اعداء العراق في طعن ابناء الشعب العراقي وقد تمثلت بالامس القريب من خلال القيام بالتفجيرات التي تستهدف الابرياء من الاطفال والنساء وفي الاسواق المكتظة لتشكل حالة من الضغط على اظهار فشل القوات الامنية في حماية الارواح، ولهدف مستقبلي عملوا عليه في دوائر استخباراتهم المظلمة التي تريد ان تغير مسار العملية السياسية القائمة اليوم وبالاتجاه المعاكس وعودة ايتام صدام الى ادارة البلاد من جديد.
هذا في المسار العسكري اما المسار السياسي فان واشنطن والرياض يحاولان ومنذ فترة ليست بالبعيدة من تجميع فلول صدام المقبور في الخارج من اجل عقد مؤتمر في باريس لان يكونوا البديل القادم مستغلين حالة المشهد السياسي المتأزم في العراق والذي انسحب على الكتل والاحزاب السياسية والتي وصلت فيه الى حالة من الانقسام من اجل ترتيب وضعها بالعودة ومن جديد.
وفي نهاية المطاف والذي لابد من الاشارة والتاكيد عليه ان ابناء الشعب العراقي وجدوا ان الاولوية اليوم تنصب على طرد الارهابيين من العراق، ولذلك حشدوا طاقاتهم لذلك، الا ان واشنطن وكما اسلفنا تقف حجر عثرة في بعض الاحيان من تحقيق هذا الامر ، مما يدفع بالحكومة العراقية والقيادة العامة للقوات المسلحة ان تقف موقفا شجاعا وبطوليا وان لا تفسح المجال امام الاميركان لان يكون لهم قرار في مجال مكافحة الارهاب، وذلك بتقديم الدعم اللازم لابناء المرجعية من قوات الحشد الشعبي وفسح المجال امامهم للقيام بوظيفتهم الشرعية والوطنية ليحرروا ما تبقى من المدن وتخليصها من الارهابيين ليضيفوا انتصارا جديدا لانتصاراتهم الرائعة في تكريت والرمادي وبيجي وغيرها من المدن الاخرى والذي لقنوا فيه الارهابيين درسا قاسيا، وبنفس الوقت فتحوا ابواب هذه المدن لابنائها بالعودة الى مناطقهم واحتضان عوائلهم ليعيشوا حياتهم العادية من دون معاناة.
ولذا ينبغي ان يبقى قرار معركة مواجهة الارهاب عراقيا وبيد ابنائه وان لايفسح المجال لاعداء العراق سواء كان من السياسيين الدواعش او من يدعمهم ان يوقفوا الزحف القادم والذي سيكون نتائجه تحرير الفلوجة ومن ثم الموصل ان شاء الله.