اكتشف علماء خلال دراسة جديدة، ان فيتامين (B3) يعزز القدرة المضادة للأكسدة من الخلايا ما يؤدي الى تأخر الشيخوخة واطالة العمر. وتشير البحوث الى استخدام عقاقير ذات صلة بالفيتامين المذكور باعتباره وسيلة ممكنة لاطالة العمر وتأخير عوامل الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها.وفيتامين (B3 )المعروف أيضا باسم النياسين هو جزء من مجموعة فيتامينات B المعقدة. يرتبط اكتشافه مع مرض يسمى داء البلاغرا ( وهو ما يجعل الجلد أحمر وخشنا، ويمكن في النهاية ان يؤدي الى الموت ) .

ويلعب التراكم التدريجي لتلف الخلايا دورا هاما جدا في أصل الشيخوخة. وهناك العديد من مصادر تلف الخلايا، ومع ذلك، لا تزال البحوث مستمرة لتبيان اي منها تكون هي المسؤولة فعلا عن الشيخوخة والتقدم في العمر. يرفع النياسين مستويات البروتينات الدهنية عالية الكثافة، ولذلك يستخدم لتقليل خطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويرتبط نقصه عادة بالفقر وسوء التغذية وادمان الكحول، ولكنه يحدث أيضاً لدى المجتمعات التي تعتمد على الذرة كغذاء أساس، ولذلك نراه ينتشر في دلتا النيل بمصر. تناول كميات كبيرة من الاطعمة التي تحوي النياسين (فيتامين ب3) يؤدي الى توسع الأوعية الدموية، احمرار الجلد، الصداع، ازدياد تدفق الدم داخل المخ، الاسهال، القيء، وعلى المدى الطويل تحدث الصفراء ويتضرر الكبد. فرضية الجذور الحرة

منذ العام 1956 حاول الدكتور دنهام هارمان، واضع فرضية الشيخوخة المعروفة أيضا باسم (فرضية الجذور الحرة) التوصل الى الاسباب المؤدية الى الشيخوخة .ومع ذلك، فأن معظم المحاولات التي جرت لاثبات أن الضرر التأكسدي له صلة مباشرة بالشيخوخة قد باءت بالفشل. ولغرض مواصلة البحوث والتوصل الى نتيجة ملموسة، شرع الدكتور مانويل سيرانو، بالتعاون مع مجموعة من العلماء في المركز الاسباني القومي لبحوث الاغذية والسرطان من جامعتي فالنسيا ومدريد، بمحاولة بحثية جديدة لزيادة قدرة الخلايا من خلال انزيمات مضادة للأكسدة لتحقيق التحسن في اجمالي القدرة المضادة للأكسدة. وقد استخدم الباحثون الفئران المعدلة وراثيا لزيادة مستويات أحد الأنزيمات الهامة لانتاج الكلوكوز 6 مثبط هيدرات الفوسفات، وبذلك يزيد من الدفاعات المضادة للأكسدة الطبيعية للكائن الحي، ويعمل على الوقاية من التلف التأكسدي والعوامل المتصلة بالشيخوخة وزيادة طول العمر . المواد المضادة للاكسدة

كما كان متوقعا، فأن الخلايا في هذه الحيوانات المعدلة وراثيا هي أكثر مقاومة للعلاجات المؤكسدة، وهي حقا تحسن الدفاعات المضادة للأكسدة الاصطناعية شديدة السّمية. وعلاوة على ذلك، عندما حلل الباحثون الحيوانات المعدلة وراثيا، لاحظوا أن مستوياتها من الضرر التأكسدي كانت أقل مما كانت عليه في الحيوانات غير المعدلة وراثيا لنفس الفئة العمرية. ودرس الباحثون أيضا نزوع هذه الحيوانات للاصابة بالسرطان، ما يوحي بأن تعزيز النشاط يكون له تأثير مهم على تطور المرض. وكانت المفاجأة المذهلة للفريق عند قياس عملية الشيخوخة في الفئران المعدلة وراثيا. وبالاضافة الى ذلك، تعيش الاناث المعدلة وراثيا أطول 14بالمئة من الفئران غير المعدلة وراثيا، في حين لم يلاحظ أي تأثير كبير على طول العمر للذكور. يقول الدكتور بابلو فرنانديز، صاحب الدراسة: «هذه الزيادة في طول العمر، وان كانت متواضعة حتى الآن الا ان هناك محاولات مستمرة لزيادتها عن طريق التلاعب بالانزيمات المضادة للأكسدة الفردية التي فشلت سابقا». وقام الباحثون بتعزيز جميع الانزيمات المضادة للأكسدة بطريقة شاملة بالمقارنة مع النهج التقليدي لادارة المواد المضادة للاكسدة التي تتفاعل مباشرة مع الأوكسجين. وتم تحفيز جميع الآليات الطبيعية المضادة، بأن أكسدة الخلية عن طريق رفع مستويات الغذاء الذي يحوي فيتامين ب3. وتؤكد الدكتورة كاري كارمن، الباحثة في جامعة فالنيسيا، ان نتائج المكملات الغذائية التي تزيد من مستويات الشيخوخة كأدوات محتملة لتأخير عملية الشيخوخة في البشر والأمراض المرتبطة بالتقدم في السن مثل السكري، القلب، ارتفاع ضغط الدم العالي وغيرها من الامراض، هي المسؤولة عنها جميعا. لذا فأنها تحث على اجراء مزيد من البحوث والكشوفات للتوصل الى نتائج دقيقة وتفصيلية أكثر. وهنالك دراسات سابقة أظهرت أن هذا الفيتامين يساعد على منع وتخفيف الصداع، وهو أمر أساس لدعم وظيفة الأوعية الدموية. اذ ان نقصه في الجسم ينتج أعراض العصبية والتوتر. وهو لا يتدمر بفعل الحرارة والضوء والهواء أو المحاليل الأساسية. ومع ذلك، فان هذا الفيتامين ينفذ بسهولة خارج الجسم عن طريق الادرار والتعرق، ما يجعله قابلا للذوبان في الماء. يوجد في الأسماك، الفاصوليا، دقيق القمح الكامل، فول الصويا، دقيق الشوفان، الذرة، الطماطم، البطاطا، البرسيم، الأغذية الغنية بالبروتين مثل اللحوم، البيض، فستق الحقل، الفطر، البروكلي، الملفوف، البازلاء، السبانخ وغيرها. ينصح الرجال باستهلاك 19ملغم منه يوميا، والنساء 15ملغم. وظيفة الفيتامين B3 الرئيسة الدور الرئيسي لفيتامين B3 هو مساعدة خلايا الجسم لتحويل السكر في الدم (من الأطعمة التي نتناولها) الى طاقة ،و تعزيز صحة الجهاز الهضمي ،وصحة الأعصاب ،وتخفيض مستويات الدم من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) والكوليسترول (الذي يسد شرايين القلب) مع زيادة مستويات الدم من البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) والكوليسترول (الذي يمنع تصلب جدران الشرايين).