الثائر” العبد .. وإتفاقية أضنة
ميشيل كلاغاصي
خائن ٌ لا يستحق الرد , إنما هي فضيحة و إثبات جديد على عمالة من ادعوا المعارضة زيفا ًو زورا ً, تحت عنوان” الثورة ", فيما تنحصر حقيقتهم في خدمة المشروع الصهيو- أمريكي , بعدما ارتضوا بيع أنفسهم و قيم شعوبهم و تاريخ أوطانهم ومقدساته وعقائده , و تاجروا بدماء من ادعوا الدفاع عنهم , ولم يتأخروا في بيع الغالي والرخيص .. ووصلوا إلى الحائط المسدود, ووصل مشغليهم إلى النتيجة ذاتها , فسقط منهم من سقط , وغرق منهم من غرق , فيما يترنح الباقون وتراهم يتراقصون على إيقاع أيام التقاعد المتبقية , ومنهم من ينتظر الإزاحة إنقلابا ً أو قتلا ً أو هربا ً … فقد تكسرت النصال على النصال و لم تعد تنفع المسكنات وحبوب البقاء , إذ يعتقد ” معارض ٌ” ومن معه أنهم يستطيعون إعادة بث الروح في الجثامين التي حان وقت دفنها , فيهرعون إلى محاولة تعويم جثة العصملي أردوغان,عبر منحه صكوك استباحة و فرص جديدة عساها تنعشه وتبعد عنه شبح السقوط .
فقد أتحفنا يوم أمس الأربعاء من أطلق عليه الأمريكان و الشيشان و ربما الإسبان إسم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الإرهابي أنس العبدة عبد المال السعودي والتركي والقطري – وكل من يدفع-, ليتحدث عن "بروتوكول أضنة المبرم بين تركيا وسوريا عام 1998 , و يطلق سلسلة عبارات تافهة تدل على جهله بما كُتب له على قصاصات ٍ ورقية عليه تلاوتها فقط , إذ يقول : إن اتفاق أضنة ” يهيئ الأرضية اللازمة لأنقرة، لإقامة منطقة آمنة في سوريا”, معتقدا ً أنه بذلك يعبر عن إبداعه الثقافي – السياسي , و”الوحي” الذي نزل عليه في”بيلاجيك” التركية أرض سيده المجرم أردوغان , والتي أتاها زائرا ً عشية مشاركته في مؤتمر "آخر التطورات في سوريا”.
و يؤكد ” العبد المعارض” أنه: "في حال تحقق ذلك ، وأُقيمت المنطقة الآمنة، تكون أنقرة قد أمّنت حدودها، وعندئذٍ، يمكن للسوريين أن يعودوا إلى بلادهم في أمانٍ”.. إذ يرى – بحسب القصاصة – أنه من الصعب حاليا ً عودة اللاجئين بذريعة منازلهم التي تقصف كل يوم ، وأمل على الأتراك أن يخطوا بإتجاه إقامة المنطقة الآمنة ، "لما لها من أهمية كبرى من أجل بلدينا، كما أنها ستخفف الأعباء عن أنقرة” و دائما ً الكلام بحسب العبد و قصاصته , واعدا ً و معاهدا ً دولة الإحتلال التركي بقبض ثمن استمرار عدوانها على سورية خلال مرحلة إعادة الإعمار… لقد أثبت بما لا يدع مجالا ً للشك خاصة ً لمن يدعون ” الثورة ” و يتحركون بدافع "حب” الوطن و”الدفاع” عنه و”تحريره” من أهله, ولمن يمثلهم هذا الخائن.. و فاته معرفة :
إن اتفاقية أضنة لعام 1998 هي بالأساس اتفاقية أمنية ُأبرمت بين الدولتين المتجاورتين والتي تفصل بينهما حدود ٌ مشتركة , بهدف ضبط الأمن على جانبي الحدود، ولا يمكن إعتبارها معاهدة سياسية , وإنما هي بروتوكول تعاون مشترك ذو هدف ٍ وحيد … و يُعمل بموجب هذا البروتوكول تحديد نقاط تعاون مشتركة ولا تعطي أيا ً من الدولتين حق أو فرصة فرض ِ التزامات ٍ سياسية ، و اقتصرت تلك النقط على فتح خط اتصال مباشر وفوري بين السلطات في الدولتين وتعيين ممثلين خاصين للبعثات الدبلوماسية , مقابل التزام الجانب السوري بإنشاء و زيادة النقاط المذكورة , وإقامة نظام رصد و تعزيز التدابير الأمنية عبر الحدود ومدى فعاليتها , وتعهد يومها الجانب السوري برفع هذا الإقتراح إلى حكومته للدراسة.
كما نص البروتوكول بإتفاق الدولتين على مكافحة الإرهاب في منطقة الثلاثية – سوريا , لبنان , تركيا – مؤكدا ً و محددا ً ضرورة موافقة لبنان على هذا البند.
و من الغريب أن يلجأ هذا الخائن ليتحدث كاذبا ً عن إتفاقية ٍ , تحتفظ كلا الدولتين بنسخهما من محضر الإجتماع , كما تحتفظ وزارتي الخارجية الإيرانية و المصرية و الجامعة العربية , بنسخ الرسائل السورية التي نقلها كل من الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك و وزير خارجيته عمرو موسى وكمال خرازي وزير الخارجية الإيراني كممثل للرئيس محمد خاتمي اّنذاك.
إن فشل تركيا في عدوانها على سورية , واستغلالها البشع لملف اللاجئين السوريين في وجه الإتحاد الأوروبي , دفع هذا الأخير للتفكير مليا ً , و إعادة حسابات دوله في تقييم علاقتها بتركيا دولة ً و مواطنين , فقد وصلت قناعات أغلب الدول الأوروبية إلى ضرورة إزاحة أردوغان , بعد يأسهم من تغيير قوانين محاربة الإرهاب في تركيا – بحسب وزير الشؤون الأوروبية التركي – بعد لقائه كبار المسؤولين في الإتحاد الأوروبي , وتصريحاته حول تراجع الأمل في إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات السفر , بعدما وصلت المفاوضات مع الأتراك درجة ً حرجة , فقد رضخت دول الإتحاد لإختباره في موجة اللاجئين الأولى لتحقيق مصالحها , لكنها لن تمنحه فرصة إبتزازها ثانية ً , فقامت بتحويل أموال المساعدات إلى البوابة الرئيسية في اليونان.
هذه المعارضة التي رأت بأم عينها كل ما حدث في مخيمات اللاجئين في تركيا و فظاعة ما تعرض له السوريون من عنف ٍ إغتصاب و تجارة أعضاء و مكاتب دعارة , الأمر الذي دفعهم إلى البحر ليغرقوا فيه , بالإضافة لتحويلها إلى مراكز لتدريب المسلحين والإرهابيين… و رأوا و عاينوا طريقة ونمط تعامل تركيا مع السوريين واستغلالها ملف اللاجئين ضد الدولة السورية ، لكنهم صمتوا و حصلوا على حصصهم من المال التركي القذر الكافي لملئ جيوبهم تحت عنوان ” الثورة” .. و كانوا شركاء حقيقيين للإجرام و الإرهاب الأردوغاني بحق الوطن والمواطنين.
لن تطول المسرحية الدامية, فسورية تعد أبنائها بالنصر ما بعد الصبر و الصمود و الأثمان الباهظة التي قدموها , بنصر ٍ ساحق ٍ بيكون على مقاس تضحيات الشعب و الجيش الجبار .