هزيمة واشنطن واذنابها
يوم سحقت المقاومة الاسلامية هيبة الردع الصهيونية وهزم العدو شر هزيمة في انتصار تموز المجيد عام 2006 بدأت الدوائر الامبريالية والصهيونية حينذاك بالتخطيط لايجاد اجندة جديدة من داخل المنطقة ومن ابنائها لتؤدي دور الوظيفة بالوكالة عن الكيان الصهيوني في مشاغلة دول المنطقة والاقتتال فيما بينها حتى تبتعد الانظار عن هذا الكيان ويبقى في مأمن فيما يدور حوله والذهاب الى ابعد من ذلك في استخدامها لمواجهة محور المقاومة وتحقيق المشروع الاميركي في المنطقة. فوقع الخيار على ايجاد وحش كاسر اسمه داعش ليستظل تحت يافظة مزعومة اسمها "الدولة الاسلامية في العراق والشام" لاغواء شعوب المنطقة والتغرير بها وهذا ماحصل فعلا عندما وفرت السعودية المال والرجال بمعية تركيا وقطر وبقية الدوائر المشبوهة وهذا الامر لم يعد خافيا على احد، فاعترافات هيلاري كلينتون في مذكراتها "خيارات صعبة" بوقوف اميركا وراء ايجاد داعش وكذلك الاعترافات الاخيرة لرئيس الاركان الاميركي اليس كلارك قبل ايام بان اميركا اوجدت داعش لمواجهة حزب الله، لم تبق اي مجال للشبهة والشك بان مشروع داعش الارهابي التدميري هو مشروع اميركي ــ صهيوني عربي رجعي للقضاء على محور المقاومة والالتفاف على الصحوة الاسلامية ومن بقي من النخب العربية من يتغنى بـ"الثورة السورية" اما مدفوع الثمن له او غبي جاهل لايفقه شيئا من الحياة والسياسة.
وحقا استشرفت المقاومة الاسلامية في لبنان وقيادتها الرشيدة المتمثلة بسماحة السيد نصر الله الامين العام لحزب الله المستقبل وقرأته بدقة على ان المستهدف الاول والاخير في هذا التآمر الخبيث المخطط للمنطقة هي ومحور المقاومة لذلك تحركت مبكرا ونزلت الى الساحة السورية اولا للدفاع عن لبنان وشعبه والثاني الدفاع عن احد الاضلاع المهمة لمحور المقاومة سوريا والثالث احباط هذا المخطط الامبريالي الذي يستهدف شعوب المنطقة.
وبما ان حجم المؤامرة كان كبيرا وشرسا وتضطلع فيه قوة دولية واقليمية بثقلها ومخابراتها وضباطها الذين يشرفون على المعارك كان لابد للمقاومة الاسلامية ان تنزل بكل ثقلها وقادتها الافذاذ للساحة السورية لمواجهة معركة بهذا الحجم والشهيد البطل السيد مصطفى بدرالدين قائد قوات المقاومة الاسلامية في سوريا ليس الشهيد الاول من قادة المقاومة الذي يسقط شهيدا على الارض السورية، فقد تقدم الشهيد عماد مغنية والشهيدالقنطار كوكبة الشهداء للقضاء على المجموعات التكفيرية التي تقاتل بالنيابة عن المشروع الصهيو اميركي في المنطقة.
واذا تصورت الجهات التي تقف خلف الانفجار الكبير الذي اودى بحياة القائد مصطفى بدرالدين الذي يعد من طراز القادة الكبار انها ستحدث شرخا في جدار المقاومة فانها واهمة لان دماء مثل هؤلاء القادة الذين تركوا بصماتهم في سوح المعارك الرئيسية تنبت الآلاف من امثالهم وليعلم الاعداء ان المقاومة التي تقدم خيرة ابنائها في ج بهات القتال للدفاع عن المبادئ والقيم ضد المشاريع التكفيرية لا يمكن ان تنكسر وان النصر آت بحول الله وقوته ولو انه يستغرق بعض الوقت لان المعركة كبيرة ومتعددة الجوانب ولا تنحصر بداعش وهزيمتها، فنتائج هذه المعركة المصيرية التي ستتجاوز حدود المنطقة هي هزيمة الولايات المتحدة الاميركية و اذنابها في المنطقة وليست منحصرة بالمجموعات التكفيرية التي هي حطب هذه المعركة لا اكثر.