الجبير .. صحوة الموت ام..
مهدي منصوري
اثارت تصريحات الجبير لاحدى الصحف الفرنسية حالة من الاستغراب والذي يعكس دوران بوصلته اكثر من 360 درجة نحو الحوثيين اذ انه اعتبرهم بانهم جيران المملكة ولابد من الحوار معهم وان عدوانه يجب ان ينصب على القاعدة وداعش.
هذا التصريح اصاب الكثير من المراقبين بحالة من الدوار، لان العدوان السعودي على اليمن هو بالاساس وكما صرحت الكثير من المصادر السعودية من انه لاخراج الحوثيين من صنعاء وعودة الشرعية الها ربة البائسة، وان ما عاناه اليمنيون ولاكثر من عام و نيف من القصف العشوائي والذي راح ضحيته العشرات من ابناء اليمن خاصة من الاطفال والنساء وبالاضافة الى التدمير الكامل للمدن، بحيث ان البلد عاد الى قرن من الزمان، يأتي اليوم وبعد كل هذا الاجرام والقتل يقول ان الحوثيين جيراننا، والسؤال المهم والاساس في هذا الامر هو ما الذي حدث لكي يطلق الجبير هذه التصريحات؟، هل هي صحوة موت كما يقال، ام ان الامر يعكس شيئا آخر قد اخفته السعودية واميركا وعملاؤهما في اليمن ضد ابناء الشعب اليمني والتصريحات الاخيرة هي بوابة لتنفيذ اجندة جديدة قد برزت معالمها في بداية دخول قوات اميركية الى هذا البلد؟.
والذي لابد من الاشارة اليه ان السعودية اليوم تعيش في ازمة خانقة سواء كان على المستوى الاقليمي او في الداخل السعودي. لان كل الذين وضعوا ايديهم في يدها قد نزعوها وبقيت وحدها في الميدان. وان صمود ابناء اليمن الذي قل نظيره قد اوصل السعوديين الى حالة من الجنون لانهم لم يكن يتوقعونه هذا من جانب، بالاضافة الى ان ابناء الثورة اليمنية قد جاؤوا وبارادتهم يحملون قدرة صمودهم على اكفهم وذهبوا الى المفاوضات وهم يرفعون ر اية الانتصار لكي يحققوا لبلدهم الامن والاستقرار ويدفعوا عنه همجية العدوان السعودي.
هذا الموقف البطولي لابناء الثورة هو الذي جعل من حكام ال سعود ان ينهاروا ويعلنوا هزيمتهم على الملأ من خلال سطور تصريحات وزير الخارجية الجبير الاخيرة.
لذا فان هذا التحول في الموقف السعودي ليس فقط يشكل انتصارا دبلوماسيا لابناء الثورة بل انه يثبت ان الخطة السعودية الاميركية ضد اليمن قد وصلت الى طريق مسدود، ولابد من الركون الى هذا الموقف مجبرين غير مختارين.
ولكن والذي لابد من الاشارة اليه ان على ابناء الثورة اليمنية ان يكونوا على حذر كبير من المكر السعودي والاميركي لانهم اثبتوا ومن تعاونهم في العدوان انهم اعداء للشعب اليمني ولايمكن ان يركن الى حديث من هنا وهناك وقد يكون وراءه مالايحمد عقباه وان لا يفرحوا او يستبشروا خيرا بهذه التصريحات الخادعة والتي قد تظهر كما اسلفنا في الساعات او الايام القادمة، ولذا فعليهم ان يرصوا صفوفهم ويوحدوا جهودهم لان لايكون هذا التصريح بابا من اجل خلق حالة من الارباك داخل اللجان الثورة او القوى الوطنية المتحالفة معهات لفتح السعودية طريقا للاحتراب فيما بينهم وتشتيت وحدتهم.
ويحق لنا وفي اخر المطاف ان نتساءل، هل ان الجبير الذي قال ان جهدهم سينصب على حرب القاعدة وداعش في اليمن، فهل ان هذين المجموعتين الارهابيتين لم يكونا في اليمن قبل العدوان؟ وهل ان الجبير قد اصابه مرض ا لنسيان او ان يريد ان يخدع اليمنيي، لان الارهابيين في اليمن وتحت أي مسمى كان والذي يعلمه القاصي والداني كانوا يتلقون الدعم الكامل من الرياض من اجل ان يوقفوا زحف الحوثيين كما جاءت في تصريحاته وتصريحات مسؤولي وعملائه من قبل، اذن فما حدا مما بدا ليأتي اليوم لمحاربتهم وهم ابناؤه الذي بذل في تقويتهم الملايين من الدولارات التي اوصلت الخزينة السعودية الى الافلاس؟.