قتل الابرياء وسيلة الجبناء!!
مهدي منصوري
التفجيرات التي تطال العاصمة بغداد وفي بعض المحافظات العراقية الاخرى تهدف الى خلق حالة من القلق والارباك بين افراد المجتمع. خاصة وان هذه التفجيرات لها اسبابها و دوافعها السياسية والامنية، واهم تلك الدوافع والاسباب هي ان القوات المسلحة العراقية المدعومة بابناء الحشد الشعبي قد اخذت تسجل الانتصارات الكبيرة في مختلف قواطع العمليات مما وضع الارهابيين في الزاوية الضيقة بحيث وكما ذكرت اوساط امنية عراقية ان عدد من الارهابيين قد انتحروا عندما حاصرتهم القوات الامنية شمال بغداد.
لذلك وكما علقت اوساط اعلامية وسياسية عراقية ان هذه التفجيرات التي تستهدف بعض المناطق السنية والاخرى الشيعية يراد منها توسيع الهوة وتمزيق النسيج الوطني لوحدة ابناء هذا الشعب للوصول الى الهدف الذي رسمته القوى المعادية خاصة اميركا والسعودية للوصول بهذا البلد الى حالة من الاحتراب والاقتتال الداخلي. وكما اوضحت هذه الاوساط ان التفجيرات الاخيرة قد اعادت الذاكرة الى عامي 2005-2006 والتي وصلت فيه التفجيرات اوجها من اجل تغيير الوضع السياسي القائم آنذاك.
اذن واليوم وفي ظل الوضع السياسي المتأزم وغير المستقر فان اعداء العملية السياسية قد وجدوا الفرصة المناسبة لتوفير اجواء الضغط الشعبي على الحكومة العراقية واثارت الرأي العام العراقي بكل توجهاته لكي يواصلوا ما بدأوا به من مشروع حيث عجزوا عن تنفيذه وبكل الوسائل منذ سقوط نظام صدام المقبور عام 2003 وليومنا هذا.
ولذلك فان هذه التفجيرات ينبغي ان تدفع جميع القوى العراقية خاصة التي تخوض حربين متوازيتين احدهما على المستوى السياسي والاخرى في مواجهة الارهاب الاميركي السعودي ان تسعى وتبذل اقصى جهودها لان لا يصل المتآمرون على العراق وشعبه الى تحقيق اهدافهم المشؤومة ضد البلد الى ما يرمون اليه الا وهو اندلاع الفتنة الطائفية العمياء. وان يغلقوا الطريق امام كل المحاولات اليائسة التي يمكن لهؤلاء الاعداء استخدامها للوصول الى هدفهم الحاقد رغم ان الشعب العراقي الذي صبر وتحمل الكثير من الالام والمعاناة وخلال الفترة المنصرمة، الا انه اثبت انه عصي على كل المؤامرات التي تستهدف وحدته وتراص صفوفه وعدم الانجرار وراء رغبات اعدائه الحاقدين.
وبنفس الوقت وفي ظل هذه الاجواء المتأزمة والمؤسفة ينبغي ان يدفع بالحكومة وخاصة القوى الامنية ان تكون في حالة من الوعي والحذر الكبير من اجل ان تقطع طرق الاختراق الامني الذي يستفيد منه الاعداء لكي يسرقوا من افواه العراقيين فرحة الانتصارات الكبيرة على الارهاب.