بني سعود وجبل موبقات
الخطوة المفضوحة التي قامت بها قناة "فرانس 24" قسرا بحذف الخبر الذي نشرته وفقا لتسريبات وثائق بنما الاخيرة حول تمويل الملك سلمان لحملة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو خلال الانتخابات البرلمانية التي اجريت العام الماضي، شكلت صدمة كبيرة لاولئك الذين لازالوا يعتقدون بان الغرب مهد الحريات والمدافعة عن حقوق الانسان لايمكنها اخفاء المعلومة عن الراي العام الا انهم توصلوا الى هذه الحقيقة انها مجرد كذبة وان المصالح هي التي تطغى وتتحكم بالمواقف وان المبادئ والاخلاقيات وحقوق الانسان مجرد شعارات تصرف عند الحاجة ومن طرف واحد وهو عندما تريد ان تضغط على الطرف المقابل الذي يعارض مصالحها الاستعمارية.
لكن ما اقدمت عليه قناة "فرانس 24" لن يمر مرور الكرام وان كنا نعرف ان حذف هذا الخبر جاء تحت ضغوط السلطات الفرنسية التي تربطها بعلاقات استراتيجية واقتصادية وتجارية ممتازة بالمملكة ولايمكن التفريط بها، لكن الذي سيدفع ثمن هذا التصرف غير المهني هي القناة التي اخدشت بمصداقيتها ورسالتها الاعلامية والمهنية على انها وسيلة اعلامية قابلة للابتزاز ولا تحترم رسالتها وواجبها امام مخاطبيها.
لكن ما يحز في النفس ويعتصرنا الالم والاسى بانه لازال رعاع عموم المسلمين من ينظر الى الملك سلمان بانه خادم الحرمين الشريفين وهو حامي حمى السنة في وقت بعمله هذا المشين والاجرامي في تمويل من يسفك دماء السنة في فلسطين اثبت عمق عدائه للشعب الفلسطيني المسلم الذي يجاهد منذ اكثر من ثمانية عقود لاسترجاع حقوقه.
فهل هناك خيانة واجرام اكبر من الذي اقدم عليه ما يسمى بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بتبذير 80 مليون دولار من اموال المسلمين وتقديمها للارهابي نتنياهو عبر رجل اعمال سوري يعيش في اسبانيا لتستخدم لذبح الفلسطينيين.
واليوم فان الراي العام العربي والاسلامي يتساءل اي مفت من الوهابية من الذين اعمى الله بصره وبصيرته واضله افتى بدفع اموال المسلمين لصهيوني كافر يقتل بها ابناء الاسلام وقد يكون قد حصل ذلك دون الاعلان عنه لانه لم تبق موبقة في هذه الدنيا الا واقدما عليه هذا الثنائي المشترك "آل سعود و آل شيخ" لتثبت الحكومة الوهابية الضالة في المملكة مهما كانت التكاليف وعلى حساب الشعوب العربية والاسلامية.
ومن المآثر الاجرامية والجنائية لهاتين العائلتين الغارقة احداها في الفساد والاخرى في الضلال ان حللوا ما حرم الله وحرموا ما احل الله. فسفك الدم وقتل الشعوب المسلمة والابرياء بواسطة الانتحاريين والتفجيرات خاصة من لا يتفق معهم الرأي امر واجب بل اكثر من ذلك شن الحروب وتدمير البلدان كاملة كما يحدث في سوريا واليمن يأتي في سياق الدفاع عن الشعوب باسم الثورة!!
اما جريمتهم الكبرى في الاعتداء على حدود الله ان يفتوا بحلية الزنا ويسموها "جهاد النكاح" والاكثر من ذلك هدر ثروات المسلمين الهائلة عبر فتح ابار النفط بسخاء مفرط خدمة للغرب واثراءه وخيانة للمسلمين وافقارهم.
والامر الاخر واللافت عدم كفاءتهم لادارة الحج ودفع الحجاج الى مصطبة الموت مرة عن قصد مسبق ومرة لعدم اكتراثهم للواجب الذي يقع على عاتقهم وهو مما يجب المحاسبة عليه.
واما دور آل سعود وآل الشيخ الخبيث في تأسيس القاعدة وطالبان واليوم داعش هي من اكثر الجنايات التاريخية التي آلمت بالعالم الاسلامي وكم دفعت من دماء ابنائه ومنذ تاريخ تنشئة هذا العصابات الارهابية فان كل قطرة دم سقطت غدرا وفي اية بقعة من العالم الاسلامي وخارجه تقع مسؤوليتها على هاتين العائلتين المجرمتين التي ستتحمل تبعاتها ولا يمكنهما ان يفلتا من العقاب الالهي قطعا. اما حسابهما في الدنيا فبات قريبا وقريبا جدا لانهم يعيشون اليوم اسوأ واذل واتعس ايامهم حيث لم تعد اميركا تكترث بوجودهم لانهم اصبحوا وبالا عليها بعد ان احترقت جميع اوراقهم. فلجوئهم للعدو الصهيوني والتودد اليه كملاذ اخير للخلاص هو قمة افلاسهم وتشرذهم وان هذه الخطوة مجرد وهم لا اكثر لان الانتقام الالهي آت لامحالة. وسيعلم الذين ظلموا اي متقلب ينقلبون.