دماء غزة ستقتص من المعتدين وحماتهم
رغم التحركات والدعوات التي اطلقتها طهران منذ الايام الاولى للعدوان الصهيوني الغادر على ابناء غزة، للجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والمحافل الدولية الاخرى للعمل بمسؤولياتهم تجاه المجازر التي يرتكبها الصهاينة على مدار الساعة في غزة وغالب ضحاياها من النساء والاطفال والشيوخ، واذا بنا نسمع بعد اسبوع من بدء هذا العدوان البربري المتوحش على غزة، تلتئم الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في القاهرة وتخرج بقرار تاريخي!! لا يتجاوز التنديد اللفظي بهذا العدوان وتعلن في نفس الوقت عن دعمها للوساطة المصرية التي تأتي لانقاذ الكيان الصهيوني من المأزق الذي يحاصره وهو في الواقع طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني الذي ينتظر الدعم من الجار والشقيق وليس الوساطة المشبوهة التي هي من مهام الدول الاوروبية الحليفة للكيان الصهيوني.
ولولا الصراعات والتجاذبات التي تشهدها دول المنطقة والمبرمجة اساسا من خارج حدودها لما تجرأ العدو الصهيوني ان يفتك وبهذه الوحشية بابناء غزة ويواصل عدوانه دون اكتراث او خوف من احد. لانه واثق من خلال المشهد المأساوي والمزري الذي امامه خاصة في دول الطوق المحيطة والقريبة ايضا حيث تفتك الصراعات والحروب بابنائها وهذا ما خطط له بدقة وامعان لاشغال العرب بمشاكلهم وابعادهم عن العدو الحقيقي الذي هو الكيان الصهيوني ليكون في منأى من الاخطار.
فاعداء هذه الامة لم يكتفوا بخلق هذه الصراعات فقط بل وظفوا طاقاتهم واعلامهم لشن حملات تضليلية هدفها افساد عقول ابناء المنطقة وتشويه ضمائرهم وبالتالي تعرضهم لغسيل دماغ مبرمج تفقدهم البوصلة حيث يصبح العدو التاريخي اللدود الكيان الصهيوني صديقا والصديق الذي وظف قدراته وامكاناته قدر المستطاع منذ انتصار ثورته الاسلامية وحتى يومنا هذا أي ايران العدو في حين يعلم القاصي والداني لولا الدعم الايراني لما استطاعت اليوم غزة تقف شامخة تزلزل اركان العدو وتدفعه الى الملاجئ يستغيث الوساطات لنجدته.
ولولا النظام العربي الرسمي واعلامه المتواطئ مع اعداء هذه الامة للالتفاف على ابنائها ودفعهم الى الانبطاح لما استطاع الكيان الصهيوني ان يخلق هذه البيئة العفنة التي تسقط فيها الاخلاقيات والمفاهيم لدرجةان تصطف بعض الدول العربية الرجعية الى جانب الدويلة الصهيونية دون خجل او وجل وتشهر عداءها في نفس الوقت للمقاومين الفلسطينيين واللبنانيين. أي زمن تعيس هذا الذي نعيشه.لكننا واثقون بانه ليس من بين ابناء امتنا الشرفاء من يعول على غالبية الانظمة العربية الفاسدة التي سجلت حتى يومنا هذا مواقف مخزية ومذلة تجاه العدوان الصهيوني في غزة وامام ما يسطره ابناء غزة وابطالها من ملاحم تعيد للمسلمين والعرب امجادهم وتدفعهم للابتهاج والاعتزار بها عبر تظاهراتهم التضامنية المستمرة في مختلف دول العالم وعلى الشعوب الاخرى التي لم تتحرك حتى الان ان تعي مسؤولياتها الانسانية والاسلامية التاريخية لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم وتضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف ترد الاعتبار لنفسها. فالظروف التي تمر بها اليوم غزة الصمود والدم بالغة الحساسية والدقة وان التاريخ سيسجل ذلك ولا يترك صغيرة او كبيرة وعلى الزعماء العرب ان يختارو مكانهم في التاريخ قبل ان تلحق بهم لعنتها ولعنة الاجيال القادمة.
واننا واثقون بان الدماء الطاهرة لابناء غزة ستقتص من المعتدين المجرمين ومن حماتهم من الغربيين ومن العرب المتواطئين وان ذلك ليس على الله ببعيد.