kayhan.ir

رمز الخبر: 38058
تأريخ النشر : 2016May06 - 21:06
مؤكداً إن طهران لا ترسي أو تبني علاقات مع الآخرين بأي ثمن كان..

ولايتي: الرئيس الاسد خط أحمر بالنسبة لنا والوضع الميداني لمصلحة الدولة الشرعية



* الحكم الحالي في السعودية يعيش في عالم من الأوهام، وعاجلاً أو آجلاً سيكتشف ذلك

* جلوس هادي لطاولة المفاوضات انطلق من إدراك السعودية أن المبادرة والقدرة العسكرية في اليمن بأيدي الحوثيين

* الشعب العراقي لن يسمح لا للأميركيين ولا لغير الأميركيين أن يتسلّطوا أو يسيطروا على مقدراته وشؤون حكمه

* الشعب المصري هو الذي يقرر في نهاية المطاف من الطرف الذي يحق له أن يحكم بلاده وهذا أمر لا يخصّنا

طهران - كيهان العربي:- اكد مستشار قائد الثورة الاسلامية في الشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي، ان هناك إرادة راسخة على ضرورة استمرار بشار الأسد في رئاسة الجمهورية العربية السورية معتبرا ذلك بانه يشكل خطا أحمر بالنسبة لايران.

وضمن استعراضه لوجهات النظر الايرانية خلال حديث خص به صحيفة "الاخبار" اللبنانية على هامش "الملتقى التشاوري للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" ببيروت، قال الدكتور ولايتي وبصراحته المعهودة: الوضع الميداني على الأرض السورية هو لمصلحة الدولة الشرعية، أكثر من أي وقت مضى. مشيراً الى أن جلوس الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي الى طاولة المفاوضات مع الحوثيين، جاء انطلاقاً من إدراك السعودية أن المبادرة والقدرة الأساسية العسكرية في اليمن في أيدي الحوثيين. أما عن العلاقة الايرانية - السعودية، فقد أكد أن الحكم الحالي في السعودية يعيش في عالم من الأوهام، وعاجلاً أو آجلاً سيكتشف ذلك.

وحول حقيقة اختلاف وجهات النظر الروسية ــ الإيرانية في ما يتعلق بمسار العمليات الميدانية وموضوع تنحي الرئيس الأسد؟، قال الدكتور ولايتي: نحن والروس بدأنا، عملاً ميدانياً وسياسياً استراتيجياً مشتركاً على صعيد المنطقة.. وهذا التعاون الاستراتيجي بين الجانبين حقّق إنجازات ملموسة. ومن ثماره، تغيّر المعادلة العسكرية في الأرض السورية لمصلحة الطرف الإيراني ــ السوري ــ الروسي وحزب الله. وبالتالي، هناك يوماً بعد يوم المزيد من الإنجازات العسكرية التي تتحقق على الأرض لمصلحة الدولة السورية، حتى ولو كان هناك في بعض الأحيان حركة مد وجزر لمصلحة بعض المجموعات المسلّحة في هذه النقطة أو تلك.

واضاف: بالنسبة الى الجمهورية الاسلامية في ايران، فهناك إرادة راسخة وعزم أكيد على ضرورة استمرار الدكتور بشار الأسد في رئاسة الجمهورية العربية السورية، ونحن نعتبر أن هذا الأمر هو خط أحمر بالنسبة إلينا. مشيرا الى أن الجانب الروسي أيضاً مصرّ على بقاء الرئيس الأسد في منصبه.

وحول أن البعض يتحدث عن ضربة قاصمة وجهتها واشنطن إلى طهران في العراق، من خلال انقلاب السيد مقتدى الصدر بالتواطؤ مع رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي نُفذ في الأيام الماضية. تساءل الدكتور ولايتي: من أين توصلتم لهذه القناعة، أي إن هذا الانقلاب قد حصل وإنه نجح بالفعل.. رأينا أن الحشد الشعبي استطاع، خلال ساعات قليلة أن يخلي أولئك الذين احتلوا المقار الحكومية، سواء البرلمان أو مكتب رئيس الحكومة، وأخرجهم من "المنطقة الخضراء”. لذا، إن الحضور الأميركي، اليوم، هو أضعف ممّا كان عليه منذ شهرين أو ستة أشهر، أو سنة من الآن. وبالتالي، الشعب العراقي لن يسمح، بأي شكل من الأشكال، لا للأميركيين ولا لغير الأميركيين، أن يتسلّطوا أو يسيطروا على مقدراته وشؤون حكمه.

اما بخصوص وجود فرصة لإطلاق مسار سياسي يؤدي لتسوية في اليمن، وما سقف المكاسب التي تعتبر طهران أنه إذا تحققت يكون الحوثيون قد انتصروا في حربهم؟، قال مستشار قائد الثورة الاسلامية: يشكل الحوثيون 40 % من المجتمع اليمني، أو أكثر من ذلك بقليل. وهم متحدون بشكل قوي. ومن أكثر المقاتلين الموجودين في العالم العربي، صلابة وتصميماً. مرّت أكثر من سنة وهم يواجهون العدوان السعودي.. نشعر بأن السعودية ترى أنها لن تستطيع أن تنتصر على الحوثيين. والرياض اضطرت، في نهاية المطاف، إلى أن تسمح للرئيس اليمني المخلوع هادي، بأن يجلس لطاولة المفاوضات مع الحوثيين، لأنها أدركت أن القدرة الأساسية العسكرية الموجودة في اليمن، متاحة في أيدي الحوثيين. ولهذا الأمر، اضطر علي عبد الله صالح إلى التحالف معهم. وانطباعنا أن الأميركيين هم، أيضاً، وصلوا إلى قناعة بأنه ينبغي لهم أن يتفاهموا مع الحوثيين ومع حلفائهم، وأنهم غير موافقين على الأساليب المعتمدة من قبل العربية السعودية في تعاطيها مع الساحة اليمنية.

اما عن حرب الرياض المفتوحة حيال طهران، اجاب الدكتور ولايتي: ليس لطهران مشكلة على الصعيد الثنائي مع السعودية، وأي مشكلة طرأت في هذا الإطار، السعوديون هم الذين أوجدوها. الذريعة غير المنطقية التي يتمسكون بها، هي أنهم يقولون إنه ينبغي لإيران أن تكفّ عن حضورها وتأثيرها في العالم العربي. السؤال المطروح في هذا المجال، من هي الدولة العربية ومن هو الشعب العربي الذي أعطى هذا التفويض أو التوكيل للرياض كي تتحدث باسمه في هذا المجال.. نحن نرى أنه لو تخلّت السعودية عن هذه الادعاءات الواهية التي تتمسك بها، فإن المشكلات التي تعاني منها ستحلّ على صعيد المنطقة، ليس فقط تجاه الجمهورية الاسلامية في ايران. أنتم تعرفون أن السياسة السعودية تضغط على الحكم الحالي في مصر كي يتماشى مع أهوائها وطموحاتها في ما يتعلق بسوريا، لكن حتى الآن الحكومة المصرية والرئيس المصري، لم يتماشيا مع هذه التوجهات السعودية تجاه سوريا. نعتقد أن الحكم السياسي القائم حالياً في السعودية يختلف عن الحكم الذي كان خلال أيام الملك الراحل عبد الله، وحقيقة الأمر، أن الحكم الحالي السعودي يعيش في عالم من الأوهام، وعاجلاً أو آجلاً سيكتشف أنه يعيش في حالة من الأوهام.

وعن الاوضاع في مصر والعلاقة بين طهران والقاهرة، قال الدكتور ولايتي: من يحكم مصر أمر لا يخصّنا. الشعب المصري هو الذي يقرر في نهاية المطاف من هو الطرف الذي يحق له أن يحكم المصريين. الجمهورية الإسلامية في ايران ليس لديها مطالب في مجال إرساء العلاقات مع الدول الأخرى. إذا شعرت الدول الأخرى بأن المصلحة الثنائية، لها وللجمهورية الاسلامية في ايران، تقتضي أن ترسي علاقات مع إيران، فهي تأتي الى طاولة المفاوضات وتتفاوض معها لإقامة مثل هذه العلاقات وإرسائها.

نحن نريد ونتمنى أن يتمكن الشعب المصري من حلّ كافة المشكلات التي يعاني منها، لأنه شعب مسلم وعربي كبير ومهم. كذلك، إن مصالح طهران الاستراتيجية لا تفرض عليها أن ترسي أو تبني علاقات مع القاهرة، بأي ثمن كان. ولكن إذا بُنيت هذه العلاقة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، فنحن ليس لدينا أي مانع في مجال إقامة العلاقات مع مصر.

أريد أن أقول، وهذا الكلام لا أعني به مصر تحديداً، ولكن في بعض الأحيان نشعر بأن بعض دول المنطقة، تضع علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية في ايران في ساحة المزايدة، سواء أرادت أو لم ترد. على سبيل المثال الأردن، في فترة من الفترات خلال الأسابيع الأخيرة، سحب سفيره المعتمد في طهران وأبقى على القائم بالأعمال، علماً بأنه لم يكن هناك أي تشنّج بين طهران وعمان، وفجأة، أعلنوا اتخاذ هذا القرار. ونرى أن هذه الفترة الزمنية، تخلّلها حصول تلك الدولة على مساعدة مالية معيّنة من جهة ما. إذا كانت بعض الدول تشعر بأن المشكلات أو المتاعب المالية والاقتصادية التي تعاني منها تحلّ عبر هذه الطريقة، فنحن ليس لدينا مانع لأن تبادر بمثل هذا التصرّف. هم من أجل أن يصلوا إلى مكاسب آنية وعابرة مستعدون للتضحية بالمصالح القومية لشعوبهم ولوضع تلك المصالح تحت أقدامهم.