kayhan.ir

رمز الخبر: 38018
تأريخ النشر : 2016May06 - 20:10

تل أبيب تعترف:السيد نصر الله أوّل من انتبه إلى التحالف الآخذ بالتشكّل بين إسرائيل والدول الخليجية


أقرّت مصادر إسرائيليّة رفيعة المُستوى أنّ سيّد المقاومة، السيد حسن نصر الله، امين عام حزب الله، قد انتبه إلى الشرق الأوسط الجديد الآخذ بالتشكل أمام ناظريه، لافتةً إلى أنّه صرّح قبل عدّة أسابيع بأنّ الخطر المركزي الذي يُواجه حزب الله هو تحسّن العلاقات بين إسرائيل ودول "الاعتدال” ، الأعداء المشتركون (حزب الله وإيران) هما القاسم المُشترك، وشدّدّت المصادر عينها على أنّه أخيرًا أعلنت الدول الخليجية عن حزب الله كتنظيم إرهابيّ.

وبحسب المصادر عينها، فإنّه رويدًا .. رويدًا، ورغم غيظ الإيرانيين، تتوثق العلاقات بين إسرائيل وبين الدول العربية السنية (مصر والأردن والسعودية والإمارات الخليجية)، ولكن يجب التذكر أنّ كل شيء يبدأ وينتهي بالفلسطينيين، على حدّ تعبيرها.

وبحسب صحيفة (معاريف) فعلى مدار عامين وبالخفاء يلتقي ثلاثة إسرائيليين بثلاثة سعوديين، وتحدّثوا عن تطور التحديات المشتركة بين البلدين، عن إيران كعدو مشترك، وعن الاستقرار الإقليمي. السعوديون والإسرائيليون كانوا متحمسين على السواء، ليس كل يوم نلتقي السعوديين قال أحد الإسرائيليين ممن شاركوا في المحادثات، فجأة ترى السعوديين أذكياء للغاية، ضليعين في أساليب العالم، أشخاص لديك ما تتحدث عنه معهم، انفعلوا عندما شاهدوا إسرائيليين يتحدثون بنفس روح الرؤيا المشابهة لرؤيتهم، فجأة تفهم أنّ اتفاق سلام مع السعودية ليس أمرًا مستبعدًا. نحتاج إلى ظروف مناسبة وسيحدث الأمر، لن يحدث ذلك غدًا، ولكن ليس الأمر فيما وراء جبال الظلام، عندما خرجنا من اللقاءات قلنا لبعضنا لدينا هنا شرق أوسط فيه الكثير من الأمل بمستقبل أفضل، على حدّ تعبيره.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه لا يمكن التنصل من المصالح التي تطورت مؤخرًا بين إسرائيل وبين الأردن ومصر والسعودية والدول الخليجية الأخرى المسماة "دول التحالف السني”، ويشهد على ذلك الاستطلاع الذي أعد قبل عدة أشهر في السعودية، ووجد أنّ معظم السعوديين قلقون من إيران أكثر من قلقهم من إسرائيل. وأوضحت، العلاقات تتراوح ما بين الأمل والخيبة، وقادة عرب وإسرائيليون يتبادلون الأشواك والورود، ولكن المسؤولين الإسرائيليين يسافرون إلى العالم العربي بمستويات غير مسبوقة.

يتسحاق مولخو، مبعوث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، زار مؤخرًا القاهرة أكثر من مرة، أمين عام وزارة الخارجية غولد افتتح مجددًا السفارة الإسرائيلية في القاهرة قبل عدة أشهر، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال إنّه يتحدّث إلى نتنياهو في بعض الأحيان مطولًا.

وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ مسؤولي الأجهزة الأمنية، ومن بينهم رئيس "الموساد”، زاروا السعودية، حسب مواقع انترنت أمريكية استندت إلى مصادر عربية، ويائير لبيد التقى في نيويورك الأمير السعودي تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق وسفير السعودية لدى الولايات المتحدة، موشيه يعلون وزير الأمن التقى الفيصل في المؤتمر الأمني بميونخ، بل إنّ الفيصل قال في الفترة الأخيرة إنّ العرب رفضوا محاولات المصالحة في الماضي، بينما اليوم الإسرائيليون من يرفضون الخطوات السلمية. بالإضافة إلى ذلك، في بداية العام التقى وزير البنى التحتية يوفال شطاينتس في أبو ظبي مسؤولين من الإمارات المتحدة، وغولد أيضًا زار الدولة قبل عدة أشهر وافتتح هناك الممثلية الدبلوماسية الإسرائيلية، وحسب مصادر أجنبية، مرتان في الأسبوع تحدث رحلتا طيران بين أبو ظبي وإسرائيل، لاعبا كرة الطائرة الشاطئية الإسرائيلييْن أريئيل هيلمان وشون فايغا لعبا مؤخرًا في قطر، لم يشعر الاثنان بأي عداء من أي نوع تجاههما.

وحسب موقع "ميدل ايست اي” التقى رئيس "الموساد” الملك الأردني عبد الله، وحسب نفس المصدر فقد اتصل رئيس الأركان غادي ايزنكوت بملك الأردن، وتحدث إليه بشأن التدخل الروسي في سوريّة.

غولد شارك قبل حوالي نصف عام بمؤتمر في الأردن، نائب رئيس الأركان يائير جولان قال الأسبوع المنصرم لمجموعة من المراسلين الأجانب في إسرائيل إنّ أذرع المخابرات الأمنية توصل معلومات إلى مصر والأردن بهدف مساعدتهما في الحرب على داعش، كما أنّ التفاهمات حول المسجد الأقصى تبلورت مؤخرًا بين إسرائيل والأردن، وأيوب قرا، نائب وزير التعاون الإقليمي، التقى مسؤولين أردنيين في العقبة. إذا ما استمرت هذا التوجهات، فإنّها ستخلق خارطة جيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط، قال البروفيسور يورام ميطال من جامعة بن غوريون.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة قال قبل عدة أسابيع إنّ إيران تشكل خطرًا على الدول الخليجية والاستقرار في الشرق الأوسط أكثر مما تشكله إسرائيل. وزير الاستيعاب زئيف الكين يوافق هذا التوجه، في لقاء مع موقع إخباري سعودي قال بداية العام إنّ إيران تشكل تهديدًا مشتركًا على إسرائيل والسعودية، إننا لا نخلق شرق أوسط جديد، إنما نقاتل أعداءً مشتركين، ومثل هذه الحروب لا تؤدي دومًا إلى تعاون شامل، وإنما إلى تعاون يخص نقاطًا بعينها، قال الكين لـ”معاريف”.

أمّا يوئيل جوزنسكي من مركز دراسات الأمن القوميّ فقال للصحيفة: خشية إيران وعدم التحمس المشترك لسياسات أمريكا في كل ما يخص هذا الملف، يقود إلى التعاون بين إسرائيل والدول الخليج الفارسي، وتابع: حقًا هناك سبب للتفاؤل، لدينا اليوم بؤرة ضوء، إنها عملية تدريجية استغرقت عدة سنوات، في الفترة الأخيرة شاهدنا تحسنًا في العلاقات عبّر عنها من بين الكثير من الأمور بالتوافق على إعطاء العلنية للعلاقات مع إسرائيل. إذا كان المسؤولون السعوديون في الماضي لا يمكنهم الظهور سوية مع قادة إسرائيليين، فقبل عدة أشهر جرى اللقاء بين عشقي وغولد علانية، في هذه الأثناء تحسّن العلاقات فهي من وراء الكواليس وهذا جيّد، فعندما تخرج هذه العلاقات من الدولاب وحسب خصائص الشرق الأوسط فإنّها لن تُصبح قائمةً بعدها، على حدّ تعبيره.

راي اليوم