kayhan.ir

رمز الخبر: 37982
تأريخ النشر : 2016May03 - 21:15

حلب مدفن احلامهم

يوم استيقضت اميركا وذيولها في المنطقة على الضربة المباغتة والمفاجأة للجيش السوري والقوة المتحالفة معه باستعادة مدينة تدمر الاثرية وهروب التكفيريين منها، سادت حالة من الرعب والهلع والارتباك في دوائر هذه الجهات وقبلها في صفوف المجموعات التكفيرية بان الضربة القادمة في حلب وهنا مربط الفرس ومدفن مشروعهم التأمري ضد سوريا لذلك بدأت هذه الدوائر بالتخطيط للحيلولة دون وقوع هذه المعركة او تاخيرها على الاقل، فما كان منهم الا ان يوعزوا لوفد الرياض في جنيف للانسحاب من المفاوضات والتهديد بالميدان وهذا ما حصل فعلا حين اوعزوا للتكفيريين على حد تصورهم الواهي لمشاغلة الجيش السوري في معركة جانبية وصرف انظاره عن المعركة الكبرى، عبر امطار مدينة حلب بآلاف الهاونات وانزال المزيد من الخسائر بين صفوف المواطنين وتدمير منازلهم.

وما نشهده اليوم من تحرك دبلوماسي لافت سواءا في جنيف او موسكو لاعادة احياء الهدنة في مختلف المناطق السعودية وسحبه على حلب بجهود اميركية ينم عن مدى تخوف هذه الاطراف من نتائج المعركة الحاسمة في حلب لانها ستقلب الطاولة على رؤوس المتآمرين الذين راهنوا على المجموعات التكفيرية لاسقاط الرئيس الاسد وتدمير الدولة السورية واخراجها من محور المقاومة.

واللافت في هذه القضية بروز علامة فارقة في موقفي راعيا التهدئة في سوريا هما روسيا والولايات المتحدة الاميركية فبديهي ان يمون الجانب الروسي على الحليف السوري برعاية التهدئة اما المثير للدهشة والتساؤل هو مدى العلاقة الحميمة بين اميركا والمجموعات التكفيرية وفي مقدمتها "جبهة النصرة" المحسوبة على القاعدة في الاستجابة للتهدئة!!

وبما ان معركة جلب القادمة اتية لا محالة وان نتائجها ستشكل نقطة تحول كبيرة ليس على الصعيد السوري فحسب بل على الصعيدين الاقليمي والدولي لذلك بدأ الاصطفاف لها بشكل علني ناهيك على اعلان التعبئة لها داخلية وخارجيا حيث دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض جميع المسلحين للتوجه الى حلب للدفاع عنها فيما دفعت تركيا بالاف المقاتلين الى داخل سوريا لهذه المهمة ايضا. لكن ما كان لافتا في هذا المجال هو توجه رئيس الوزراء التركي احمد اوغلو الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لانقاذ حلب من المعركة القادمة. اما اعراب وزير الخارجية الفرنسي عن قلقه الشديد تجاه مصير هذه المعركة وتصريح نظيره السعودي عادل جبير بمطالبة اميركا بتزويد المسلحين باسلحة نوعية تنم بشكل واضح عن مدى تخوف هذه الاطراف من المعركة القادمة التي ستدفن كافة احلامهم ورهاناتهم التي وظفوا الامكانات وعتاة الارهاب ومئات المليارات من الدولارات طيلة اكثر من خمس سنوات.

ويالهم من اغبياء وبلهاء فما عجزوا عن تحقيقه طيلة اكثر من خمس سنوات وبكل امكانياتهم الضخمة ان يحصلوا عليه في معركة حلب وفي فترة وجيزة وفي ظل هزائم متوالية تحملتها المجموعات التكفيرية و لا تقوى بعد اليوم الوقوف على قدميها خاصة وان المتواجدين في حلب الشرقية هم غرباء وليس بينهم حلبي كما تقول التقارير الواردة من هناك.

ولولا حرص القيادة السورية على معالم حلب وحفظها من التدمير لانقضت على هؤلاء التكفيريين وساقتهم الى جهنم وانهت محنتها قبل هذا لكنها اليوم ماضية في خطة مدروسة ومتقنة لمحاصرة هذه المنطقة ومن ثم الانقضاض عليها بشكل نهائي.