من تكن واشنطن لتهدد العراقيين
الاحداث المتسارعة في العراق خلال الايام القليلة الماضية اخذت تكشف الكثير من الخفايا التي قد غابت عن ابصار واذهان العراقيين والتي لم يتصورها احد. ومن اهم هذه الخفايا ماتداولته بعض المصادر الخبرية انه وبعد اعتصام النواب في المجلس والذين كان يهدف الى تحقيق طموحات الشعب العراقي في الغاء المحاصصة المقيتة فقد هددت واشنطن وعلى لسان نائب الرئيس بايدن العراقيين بما ملخصه انهم سيواجهون قطع التعاون مع العراق في مواجهته لداعش، وكذلك ايقاف تعاون البنك الدولي مع العراق اذا تم اصرارهم على تغيير التركيبة السياسية الحالية القائمة وهذا ما أمر به الرئيس الاميركي اوباما.
وفي الواقع ان التهديد الاميركي للعراقيين الذين يريدون التغيير الحقيقي قد وضع المراقب والمتابع للشان العراقي في موقف الذهول مع ملاحظة انه وعند اعادة الذاكرة الى الفترة التي جاءت بعد اسقاط نظام المقبور وليومنا وما جرى ويجري من الاحداث والعراقيل في عدم تقدم العراق سياسيا واقتصاديا وسياسيا نستطيع القول ان كل ذلك قد اعد له في الدوائر المظلمة للمخابرات الاميركية بالدرجة الاولى والذيول الداعمة لها في المنطقة. والا عند التمعن في التهديد نجد ان واشنطن لازالت تمارس دورها القذر في قهر ارادة الشعوب او فرض هيمنتها وسيطرتها عليها من وراء الابواب المغلقة.
ولايمكن وفي هذه الوهلة ان نغفل ومما سمعناه من عبارات التهديد الاميركية بالقول ان المعاناة التي وصل اليها الشعب العراقي والجرائم التي ارتكبت بحقه من قبل الارهابيين المجرمين هي خطة اميركية هدفها وضع هذا الشعب في حالة مستديمة من القلق والخوف والارباك لشل تفكيره وارادته ووضعها في مصب واحد وهو التواجد في جبهات مواجهة داعش والداعمين له في الجبهات من جانب ومواجهة الساسة العراقيين الدواعش الذين ينفذون الاجندة الاميركية الاقليمية التي تصب في نفس الهدف.
ومن هنا وعندما انتفض الشعب العراقي ليحقق التغيير الحقيقي والغاء الصورة المشوهة والعرجاء للعملية السياسية التي كان اليد الطولى فيها للاميركان من خلال اعتصام النواب الوطنيين لاجراء التغيير، لذا جاء التدخل الايمركي والاقليمي الوقح وبصورة قوية لابقاء الامور على ما هي عليه وعدم وصول النواب المعتصمين الى تحقيق هدفهم الذي كان قاب قوسين او ادنى .
وقد شاهد العالم صورة الفوضى العارمة التي خطط لها من قبل والتي لم يشهد لها مثيل في اي بلد في العالم الديمقراطي من خلال الاعتداء على المؤسسات والشخصيات السياسية وبصورة كادت ان تكون مدروسة ومبيتة. الا ان حالة الحكمة التي تمتع بها بعض السياسيين العراقيين في مواجهة هذه الفوضى قد خفف من حدة الازمة وليس من خطورتها.
واخيرا والذي لابد لواشنطن ان تدركه جيدا في هذا المجال من ان العراقيين الذين يتوقون للحرية والاستقرار على رغم انشغالهم في مواجهة الارهاب الاميركي الاقليمي والذي تمكنوا فيه من تحقيق الانتصارات الرائعة والتي توجت بتحرير مدينة البشير في كركوك لايمكن في يوم من الايام ان يخضعوا او يركعوا للتهديد الاميركي كيف ما كان، لانهم هم الذين استطاعوا ان يطردوا الاميركان من بلدهم شر طرده والتي لم يسبق لها مثيل في العالم والتي اعتبرت آنذاك اكبر هزيمة للسياسة الاميركية في المنطقة.
لذا ومن خلال ماتقدم لابد ان نذكر ان اميركا والتي تعيش اليوم حالة من الانعزال وعدم القدرة على اتخاذ القرار لايحق لها ان تهدد الشعب العراقي وتجبره على ممارسة سياسية جلبت له الماسي ، لذا فهم اليوم سيجبرون واشنطن وغيرها من عدم التلاعب بمقدراته والعبث باستقلالية قراره السياسي وسيجبرونها على الخروج من هذا البلد ذليلاة مهانة وعن طريق طرد آخر ارهابي مدعوم من قبلها وتحرير الارض العراقية من دنسهم والذي سينعكس سلبا على كل الذين يدعمون التوجه الاميركي الصهيوني السعودي في هذا البلد بحيث يجعلهم يعترفون بهزيمتهم المنكرة وان ذلك ليس على العراقيين ببعيد.