kayhan.ir

رمز الخبر: 37819
تأريخ النشر : 2016May01 - 19:35

رسائل إسرائيلية بانتظار أجوبة روسية

رفعت البدوي

مارست روسيا ضغطاً كبيرا على سوريا وإيران بعد عملية تحرير مدينة تدمر للالتزام بوقف العمليات العسكرية بين الاطراف وتجميد متابعة الجيش العربي السوري تقدمه والسيطرة على مزيد من الجغرافيا السورية لاعطاء الفرصة الكاملة لجولة المفاوضات في جنيف نظراً لالتزام روسيا باتفاق مسبق مع واشنطن على هذا الامر، ولاقتناع روسيا بأنها اذا ما استطاعت الضغط باتجاه وقف التقدم العسكري للجيش العربي السوري سيكون بإمكان موسكو امتلاك ورقة مهمة بيدها لتصرفها في إقناع واشنطن وحلفائها بالتفاعل والتجاوب في مفاوضات جنيف، لكن ما الذي حصل منذ ذلك؟

- انسحاب وفد الرياض من مفاوضات جنيف

- عدم إحراز اي تقدم بمفاوضات جنيف

- تسعير المعارضة للقصف في الشمال السوري وخصوصاً قصف حلب وسقوط عدد كبير من الشهداء المدنيين في المدينة

- حصول الارهابيين على أسلحة نوعية ومنها صواريخ مضادة للطائرات

- عودة الحديث عن ضرورة إقامة الشريط الآمن داخل سوريا بإشراف تركي

- اعلان واشنطن عن ارسال 250 جندياً الى سوريا بحجة محاربة داعش مع العلم ان حصول مثل هذا الامر بدون التنسيق المسبق مع الدولة السورية يعتبر انتهاكاً واضحاً لسيادة الدولة السورية بكل المعايير

- اعلان تركيا عن نشر بطاريات صواريخ يبلغ مداها اكثر من 90 كلم على الحدود المشتركة مع سوريا بحجة ضرب داعش

- اعلان تركيا عن حشد قوات برية تركية على الحدود المشتركة مع سوريا بهدف اقامة منطقة عازلة وآمنة، مع الأخذ بعين الاعتبار انه ومنذ الاعلان عن وقف الاعمال العدائية في سوريا والبدء بمفاوضات جنيف تضاعف عدد الارهابيين القادمين عبر الحدود التركية

- عودة الحديث وبشكل صريح عن فدرلة سوريا

كل هذه المعطيات تزامنت مع انعقاد المجلس الوزراي الاسرائيلي في الجولان، وإعلان نتنياهو عن عزم "إسرائيل" الاحتفاظ بالجولان للابد لم يأت من فراغ خصوصا ان نتنياهو كرر الكلام والجمل أمام الرئيس الروسي بوتين نفسه خلال اجتماعهما مؤخرا في موسكو، ولذا فإن رسالة نتنياهو من الجولان واضحة وجلية تجاه المجتمع الدولي وباتجاه روسيا تحديداً.

نتنياهو كان يوجه رسائل عده ليقول:

* ان الدولة السورية المركزية لم تعد موجودة وان اعادة سوريا كما كانت أمرٌ من الماضي، وان الفيدرالية في سوريا هي افضل الحلول ولن نمانع في ذلك شرط ان لا يكون على حساب "إسرائيل"، بمعنى اخر ان الجولان لم يعد تابعا لسوريا الموحدة التي عرفناها في الـ 1967 وان سوريا اليوم باتت مقسمة وبات لكل طرف منطقة او قطعة ارض يسيطر عليها، اذاً فإن الجولان سيكون من حصة "إسرائيل" وستحتفظ به للأبد وبهذا سيحقق الكيان الصهيوني مبتغاه من الحرب السورية.

* ان اسرائيل لم تعد تعترف بما يسمى المبادرة العربية المنبثقة عن القمة العربية في بيروت عام 2002 والقاضية بانسحاب اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران من العام 1967 مقابل السلام والاعتراف باسرائيل، والتي ما برحت السعودية تسويقها حتى يومنا هذا.

* ان اسرائيل لم تعد تعترف بما يسمى وديعة رابين المشهورة والمتضمنة تعهداً من رابين باعادة الجولان المحتل الى سوريا.

الرئيس الروسي صرح في كلمة ألقاها في اجتماع مؤتمر الأمن المنعقد في روسيا ان موسكو لن تسمح بسقوط النظام السوري ولا بالنيل من وحدة الجيش العربي السوري

في المقابل روسيا وعلى لسان "سيرغي لاڤروڤ" أعلنت أن الولايات المتحدة لم تتخل عن محاولاتها المتكررة لقلب النظام في سوريا، وهنا السؤال هل أن روسيا اقتنعت فعلا ان الرهان على واشنطن وحلفائها كمن يراهن على نقل البحر بواسطة الصدف وان مثل هذا الامر لا طائل منه ولن يؤدي الا الى اطالة عمر الازمة السورية ويفسح المجال بتنامي الارهاب ليس في سوريا فقط بل في المنطقة كلها وصولا الى روسيا نفسها؟

هل أن روسيا جادة في الحفاظ على وحدة التراب السوري تحت سقف الدولة السورية الموحدة؟ ام ان هناك اقتناعًا او تسليمًا بفدرلة سوريا، خصوصاً بعد ظهور اصوات من روسيا نفسها اعلنت عدم ممانعتها قيام نظام فدرالي في سوريا؟

ان ما يحكى عن معركة حلب الفاصلة تواجه عوائق دولية كثيرة، وتشابك مصالح، وحسمها يحتاج للكثير من التضحيات والعديد من العدة والعتاد، فهل تفعلها روسيا؟

المندوب الروسي في الامم المتحدة "فيتالي تشوركين" قال إن الجيش العربي السوري يتهيأ لشن عملية عسكرية برية في كلٍّ من دير الزور والرقه بغطاء جوي روسي وبعد مرور ساعات قليلة على هذا البيان اصدر الكرملين بياناً مقتضباً اعلن فيه عن التوصل لهدنة في ريف دمشق وريف اللاذقية وحلب، فهل تواصل روسيا ضغوطها من اجل وقف تقدم الجيش العربي السوري نظراً لوجود تعقيدات اقليمية متصلة بمصالح روسية على الساحة الدولية، ما يهدد وحدة سوريا وترك الابواب مفتوحة امام احتمالات تنفيذ الفدرلة السورية

بانتظار الكشف عن التطورات القادمة حتى نتعرف على الاجوبة الروسية.