kayhan.ir

رمز الخبر: 3774
تأريخ النشر : 2014July14 - 22:24

مفترق خسارة خسارة!

حسين شريعتمداري

1 ــ الاستدعاء الغير مسبوق لوزراء خارجية السداسية الدولية من قبل السيدة اشتون، وما تناقلته وكالات الانباء بهذا الخصوص، تعكس خيبة امل الطرف الاخر من فيينا 6، وان حساب الساسة لا تصدق دائما، فما الذي حصل لتبادر اشتون لدعوة الفريق النووي الغربي على عجل؟!

فما كان متفق عليه ان يلتحق وزراء خارجية5+1 كرؤوس العملية التفاوضية ان يلتحقوا بدوائرهم المفاوضة، عند اليوم المعلوم ليبصموا على الاتفاق النهائي. الا ان استدعاء اشتون ينذر بجديد يتطلب هذا الحضور العاجل، ولتعلن وكالة رويترز نقلا عن الدبلوماسيين المفاوضين؛ بان حضور وزراء خارجية5+1 لا للتوقيع على الاتفاق الشامل وانما لعبور العقبات الغير متوقعة التي تدافعت مع مسار المفاوضات، فاي عقبة كأداء احضرتهم الى فيينا؟!

ويقال ان الخارجية الروسية والصينية لم يحضرا فيينا فالوزير الصيني لم يحضر لبعد الشقة! فيما تعذر لافروف بضرورة مرافقة بوتين في زيارته لاميركا اللاتينية! الا ان التقارير تقول ان الصين وروسيا غير متفقتين مع اميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا على متن الاتفاق النهائي، اذ لم يجدا توازنا بين القيود المفروضة وما طلب من ايران بابداء الشفافية. كما ويتوقعا ان تطوى صفحة جديدة لجدلية المناكفة النووية التي بلغت 11 عاما.

2 ــ ولكن، وكل المعطيات تقول به، ان ما اخل بنظام المحاسبة واستقدم وزراء خارجية اميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا الى فيينا، ليخرجوا كما زعم الدبلوماسيون الغربيون، بحيلة من حصار العقبة هذه. وهو اعلان الخط الاحمر في المفاوضات النووية والذي طرحه الاثنين الماضي سماحة قائد الثورة لدى لقائه بمسؤولي الدولة. اذ اكد سماحته بنظرة ثاقبة تنم عن دراية خبير وواسع الاطلاع، بان الجمهورية الاسلامية الايرانية بحاجة الى 190 الف (سو) وهو يكشف عن حيلة الغرب حين ينذر بالموت لنرضى بالحمى.

ولاجل بيان الدور المحوري لانذار قائد الثورة ومكانته في خارطة المفاوضات، نشير الى امور ضرورية كالاتي؛

3 ــ واحدة من المحاور الاساس لازمة المفاوضات النووية، مدى حاجة ايران لليورانيوم المخصب، لتوفير وقود مفاعلاتها الذرية. فيما يدعي الاميركان وحلفاؤهم، وباثارة اصطلاح قانوني مفتعل "النقطة الطاردة BREAU OUT"، بان البرنامج النووي ينبغي ان يكون في نقطة اذا قررت فيها ايران انتاج السلاح النووي تكون المسافة الزمنية بين هذا القرار الى الانتاج تتراوح من (12-18) شهرا، مدعين ن هذه الفترة حكمتها توافر الوقت الكافي لايقاف قرار ايران انتاج السلاح النووي، وبالاعتماد على هذا القانون المفتعل، طالبوا ايران، اولا: ان لا تتعدى اجهزة الطرد المركزي لديها الـ 4 آلاف جهاز، اذ يؤدي ذلك الى انهاء النشاط النووي ــ وهو ما اشار اليه سماحة القائد بتهديدهم بالموت ــ، وثانيا؛ ان لا يتجاوز خزين المواد النووية الالفي كيلوغرام. ومن جانب آخر، قد اوصلوا فريقنا النووي، وهو ما يؤسف له ــ الى نقطة يطالب بفعالية 8 آلاف جهاز طرد مركزي فقط، في الوقت الذي، يمثل استخدام 8 آلاف جهاز في

مجال للتخصيب المختبري ــ بايلوت ــ وليس للتخصيب الصناعي والذي هو حق قانوني وطبيعي لايران.

على هذا فحتى ان وافقوا على العدد 8 آلاف جهاز طرد ــ وهو ما قصده القائد بالقبول بالحمى ــ تبقى ايران محرومة من التخصيب الصناعي عمليا.

ان تاكيد سماحة قائد الثورة على ان حاجة ايران لليورانيوم المخصب امر تحدده ايران، وان معدل حاجتنا هي 190 الف (سو)٨ أي معدل الفصل وهي اختصار لـ [SEPARATIVE WORK UNIT] ، قد ابطل المخطط الابتزازي للخصم. اذ حتى لو استخدمنا اجهزة طرد من نوع IR1 والتي سعة تخصيبها 2/1 اى 8/1 (سو)، فلاجل توفير 190 الف (سو) سنحتاج الى 158000 (سو).

من جانب آخر فان معدل خزن اليورانيوم المخصب الذي نحن بحاجة اليه هو ما ينطبق والخط الاحمر المشار اليه من قبل سماحة القائد وهو 190 الف (سو) في العام، وليس الفي كيلوغرام حسب مدعى الخصم.

4 ــ ان الامر الدقيق والاشارة الفنية والتي تنم عن خبرة في خطاب سماحة القائد، هو بدل ان يؤكد على عدد اجهزة الطرد ا لمركزي التي نحتاجها، قد اكد على المحصول النهائي للاجهزة، وبعبارة اخرى، ان ما يحوز الاهمية ليس عدد الاجهزة وانما ما تنتجه أي معدل اليورانيوم المخصب.

ان بيان مقدار (سو)، معدل الفصل ــ او سرعة الفصل ــ لليورانيوم 235 عن اليورانيوم 238في جهاز طرد مركزي، اذ يحسب بالكيلوغرام في العام، على سبيل المثال فان جهاز طرد مركزي من الجيل الاول والمشهور بـ (IR1) او (P1) يمكنه في العام، فصل 2/1 كيلوغرام من اليورانيوم 235 عن اليورانيوم 238. ان اكثر اجهزتنا العاملة هي من نوع (P1) بسعة ظاهرية 8/1 وسعة عملية 2/1 (سو)، وبالطبع فان اكثر من الف جهاز طرد مركزي فعال من نوع (P2) سيخرج معدل فصل (سو) اكثر من النوع الاول.

من هنا علينا تصور،اذا كان اعتماد سماحة القائد في معدل الانتاج على 190000 (سو) على عدد اجهزة الطرد، فلم يكن بالامكان ضمان توفير ا لوقود الضروري للمفاعلات النووية الايرانية.

من هنا الجديv ذكره ان بعض المسؤولين المحترمين وفي اشارة الى اجهزة الطرد المتطورة IR8 والتي سعة فصلها 24 (سو)، اذا ما اعلنوا بامتلاك 8 آلاف جهاز طرد من نوع IR8 يمكن توفير الحاجة السنوية بمعدل 192 الف (سو) {192000 = 24 × 8000 }.

ان هذه المحاسبة وان كانت مقبولة نظريا، الا انها بعيدة عمليا، وذلك، اولا: في الوقت الحاضر نملك عددا محدودا من اجهزة الطرد المركزي من نوع IR8، بينما يتم العمل والتحقيق الان على انتاج وسيع.

ثانيا: في المبحث المتعلق بالتحقيق والتنمية (D&R) في اتفاقية جنيف والمفاوضات التي تلتها شدد الخصوم على لابدية الاكتفاء بالتحقيق الحالي، ويعتمد رئيس الوكالة الدولية للطاقة على تعريف التحقيقات الحالية (CURRENT) حسب تقرير نوفمبر 2013، اذ حينها اعتمد على اجهزة من نوع P1. وهذا يعني اذا كان من المقرر ان نعتمد في حاجتنا لليورانيوم المخصب على عديد الاجهزة المعدودة المعلنة ــ وهو ما حصل للاسف ــ لحرمنا ليس من التخصيب الصناعي وحسب بل حتى من التخصيب على قياس مختبري ــ بايلوت ــ اللازم.

5 ــ ان تاكيد قائد الثورة على حاجة البلاد لـ 190 الف (سو)، هو تحديد خطوط حمراء في واحدة من اهم محاور النقاش وجدل المفاوضات النووية. وهذا الخط الاحمر يمثل مكانة مصيرية من حيث طرحه من قبل اعلا مرتبة في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومن البديهي غير قابلة للتغيير، ولايتمكن الخصم ان يأتي بحجة ليعتبرها تكتيكا.

من هنا يمكن ولابد من القول ان قائد الثورة بوضعه لهذا الخط الاحمر الذي لايقبل التجاوز، قد اخل بجميع حسابات الخصوم خلال الاشهر الاخيرة. واللافت ان قائد الثورة قد ذكر في توجيهاته الاثنين الماضي، بان الخصم يسعى بلجوئه لألاعيب شيطانية ان يخل بحساباتنا، ويدفع مسؤولينا، للتوصل الى نتائج خاطئة، عن طريق ا عطاء عناوين واهمة، الا ان قائد الثورة تمكن ان يخل في حسابات العدو، بكل صدقية وشفافية ومن موقف القوة.

6 ــ ان اميركا وحلفاءها تضايقوا في مفترق طرق، او بعبارة ادق ووجهوا بحائط مسدود، وحسب الدبلوماسيون في حديثهم لوكالة رويترز، فان الاستدعاء الفوري لوزراء خارجية دول مجموعة 5+1، لاجل اجتياز هذه العقبة وليس لاجل توقيع الاتفاق النهائي. الا ان هناك طريقين امام الخصم؛ انه يعلم ان الخط الاحمر الذي رسمه قائد الثورة ليس تكتيكا او ورقة للتفاوض على الطاولة. من هنا على الخصم ان ينتخب احد طريقين؛ اما الرضوخ لما حدد قائد الثورة، او ان يشطب على اصراره على ابتزازه الغير قانوني، اذ لا يوجد طريق ثالث.

7 ــ ان الخصم يعلم جيدا حين تحدد شخصية مرموقة في ارفع مكان في نظام الجمهورية الاسلامية، خطا احمر للمفاوضات، فلا مجال ليعترينا قلق عدم الاتفاق، هذا في الوقت الذي كان الاتفاق الذي تعنيه اميركا وحلفاؤها والذي كانوا يحاولون ان يفرضوه على ايران باساليب مخادعة وفي اطار الامتياز.

الجدير ذكره انه الى عدة ايام مضت كان المسؤولون الاميركيون، ومنهم؛ جون كيري ووندي شرمن، يكررون بانفة وغطرسة، سيمفونية مفادها ان ايران تواجه قرارا صعبا! فيما يعترفون الان انه لابد من الاستعداد لاتخاذ قرار خطر. القرار الذي وجهتيه ثقيلة عليهم اذ هي غير متوقعة لهم؛ التغاضي عن الاتفاق النهائي وهو ما كانوا يعتبرونه امتيازا كبيرا، او الكف عن الابتزاز نتيجة الاقرار بنصر جاء ثمرة الصمود،وهو يمثل كابوسا رهيبا للخصوم.