الموصل بين مطرقة الدول الخليجية وسندان تركيا ؟
نصر عبدالله
كما تعلمون بأن العراق يعتبر من أغنى البلدان النفطية نظرا لمخزونه الكبير للمشتقات النفطية والغازية وبالتالي بات محط انظار الكثير من الاطماع من قبل الدول المنافسة للعراق نفطيا لا سيما السعودية وقطر فليس من مصلحتهم إستمرار التنمية والإنتاج النفطي في العراق فهم يسعون دائما لخلق الصراعات الطائفية وتغذيتها بين العراقيين لتحقيق مآربهم التي يسعون منذو زمن لتحقيقها وما تشتهده الموصل من معارك بين قوات الجيش الوطني العراقي ومسلحي تنظيم ” داعش ” فيما يعرف بالتحالف الإسلامي في العراق وسوريا لمؤشر لحجم الإنفاق والتمويل الذي تتلقاه هذه الجماعة المسلحة والتي تهدف لزعزة أمن وإستقرار العراق .
وفي حين نرى الدور السعودي ودعمه لهذه الجماعات المسلحة بدءا بسوريا ضد حكم الأسد مرورا بالعراق لغرض ضرب الشيعة أو بالأصح إرباك العراقيين في صراعاتهم المذهبية والطائفية والقضاء على التنمية ، هناك في الجانب الآخر تركيا التي تسعى لخلق دولة كردية ورغم صراعاتها مع الأكراد لكنها تهدف لشق الصف العراقي إلى دويلات وولايات يسهل اختراقها، وبالتالي تقسيم العراق حيث ظهور مايسمى بالدولة الكردية والتي تسعى تركيا لدعم هذا الشعار يجعل من اللعبة الدائرة في العراق أكثر كشفا لما تخبئه هذه الدول قطر والسعودية فيما يتعلق بالنفط وإشعال الحروب الطائفية والمذهبية وتركيا فيما يعرف بدعم الدولة الكردية وتقسيم العراق إلى دويلات متناحرة .
مايحدث في العراق من قتل وتهجير وتدمير للبنية التحتية والإقتصاد القومي وإنسلاخ للقيم الإسلامية النبيلة عبارة عن تقديم صورة سيئة عكست الوجه القبيح لمسلحي تنظيم ” داعش ” والدول الراعية والممولة لهذا التنيظم كتركيا وقطر والسعودية وهنا يظهر لنا سيناريو جديد للقاعدة التي تستمد قوتها ونضوجها من تمويلات بعض الدول الراعية للحروب والصراعات ثم ماتلبث أن تنقلب على مموليها لتصبح أداة مدمرة في المنطقة بشكل عام .
وبالتالي باتت مدينة الموصل ساحة حرب عبث مسلحي ” داعش ” بأمنها وقتل ابنائها ناشرا الرعب في كافة أرجاء المدينة مستميتا قواه التي ترتكز على المساندة والتمويل الذي يتلقاه التنظيم من قبل رعاة التكفير السعودية ودولة التطبيع قطر والجارة تركيا الحاضنة للمشروع الكردي المنادي بتقسيم العراق ، ستصمد الموصل بصمود أبنائها والجيش العراقي المناضل لتحريرها وطرد هؤلاء القتلة من العراق عما قريب والخزي والعار لدول العهر السياسي مسعري الحروب !!