kayhan.ir

رمز الخبر: 3710
تأريخ النشر : 2014July13 - 21:48

"اسرائيل" تستغيث!!

قد لا يكون مستغربا ان تلجأ تل ابيب إلى اصدار رسائل الاستغاثة لواشنطن او غيرها من الدول لان تتدخل لايجاد حل للورطة التي وقعت فيها، والتجارب السابقة قد تكون وفي مثل هذه الحالات خير دليل على هذا المعنى، لاننا وفي عودة سريعة للتأريخ نجد ان الكيان الصهيوني عندما يتوقع انه القادر على حسم أي عدوان يقوم به ضد المقاومة سواء كانت اللبنانية اوالفلسطينية يجد نفسه وفي منتصف الطريق انه عاجز عن الاستمرار لان صمود المقاومة وعدم زعزعتها عن مواقعها في ايذاء وايلام الكيان الصهيوني وبصورة يجعله يتألم اكثر من الاخرين رغم قسوته وقدرته على الايذاء بما يملكه من امكانيات كبيرة.


وقد وجدنا انه لم يصمد امام المقاومة اللبنانية سوى ثلاثة وثلاثين يوما وبعدها طالب المجتمع الدولي باصدار قرار لانقاذه من الانهيار ، وكان له ذلك وبعدها وفي حربي 22 و8 ايام على غزة والتي وجد نفسه فيها الخاسر الوحيد كذلك دعا الى ان تتدخل بعض الدول الاقليمية وواشنطن للوصول الى حل للازمة بعد حالة الهلع والانهيار الذي اطبق على المجتمع الصهيوني آنذاك.

واليوم ولم يمض سوى ستة ايام على شنها الحرب على غزة ظنا منها وبهذا اللون من القصف الهمجي والعشوائي والذي لم يستهدف سوى المدنيين العزل في قطاع غزة انها تستطيع ان تحقق الانتصار على المقاومة او تجبر ها على الاستسلام، الا ان رد فعل المقاومة والذي كان ليس فقط مثيرا للاعجاب فحسب بل وضع الكيان الصهيوني امام حالة جديدة لم يحسب لها حسابها رغم التحذيرات التي اعلنتها المقاومة من قبل للكيان الغاصب من ان لا يلجأ الى العدوان لانه قد يستطيع ان يبدأ الحرب، الان ان ايقافها لم تكن بيده، ولكن عنهجية القائمين على ادارة الحكومة الصهيونية وخاصة نتنياهو لم يعيروا أية أهمية لتحذيرات المقاومة، ولذلك بدأوا بهذه الحماقة الهوجاء الا انهم وجدوا انفسهم في وضع كارثي اذ ان الملايين من الصهاينة لم تحميهم سوى الملاجئ، وكذلك فان الصواريخ التي انهمرت كالمطر بصورة لم يتوقعها احد قد زرعت الرعب في الكيان الغاصب، وكذلك فانها وكما ذكرت التقارير قد اقضت المضاجع وازالت النوم من اعين الصهاينة وبنفس الوقت الحركة الشعبية المجاهدة التي تناغمت مع هذا الهجوم الاحمق في الضفة الغربية والقدس والذي جعل من الشباب الفلسطيني ان يواجه القوات الصهيونية في المدن الفلسطينية الاخرى تضامنا مع اخوانهم في غزة والتي اعتبرت حالة جديدة لم يألفها العدو الصهيونيمن قبل .

اذن و من خلال المعطيات على الارض ان المقاومة والشعب الفلسطيني ومن خلال صمودهم الرائع رغم الجراح العميقة التي سببتها الهجمة الشرسة للعدو الصهيوني قد وضعت الكيان الغاصب امام موقف صعب جدا بحيث وضعه امام طريقين لا ثالث لهما اما الاستسلام للارادة الفلسطينية والاستجابة لاعطائهم حقوقهم المغتصبة او انه يبقى تحت نقمة الصواريخ والتي لم تسلم منها أي ارض يعيش عليها الصهاينة.

والملفت في الامر فقد حاول هذا الكيان ان يرسل رسائل الرعب للشعب المقاوم في غزة من خلال التدخل البري في القطاع وقد تمكن المقاومون الابطال بالامس ومن خلال تصديهم للفرقة العسكرية من النخبة بحيث تمكنوا من جرح اربعة جنود صهاينة وتدمير دبابة مدرعة بحيث اوقفت هذا الغزو البري والذي عكس حالة العجز التي وصل اليها الكيان الغاصب.

ولابد ان نذكر من ان الكيان الغاصب وبلجوئه الى اميركا وبعض الدول للتدخل في ايقاف الحرب العدوانية شكل منعطفا كبيرا في موازين القوى، وقد تكون نقطة فاصلة ومهمة في الصراع الصهيوني- الفلسطيني بحيث يمكن ان تضع النقاط على الحروف وان تجبر تل ابيب وهي صاغرة على ان تخضع لارادة الشعب الفلسطيني وتحقق بعض مطالبه المشروعة خاصة اطلاق سراح الاسرى وايقاف الاستيطان وغيرها من المطالب التي تحقق للشعب الفلسطيني حريته وكرامته، والا فان المقاومة والتي اعدت نفسها لمثل هذه المواقف وهي التي ترى ان الكيان الغاصب لا يفهم ولا يخضع الا للغة القوة وها هي القادرة على تلقينه درسا قاسيا باللغة التي يفهما.