مابين مؤامرأتين وقعتم يا عرب ,فهل قرأتم تاريخ بعض زعمائكم؟؟!
هشام الهبيشان
لقد كانت اتفاقية سايكس – بيكو – سازانوف عام 1916،اول طعنه وأول مؤامره تلقاها العرب ساهمت بتقسيم كيانهم الجغرافي والديمغرافي فقد كانت تفاهما سريا بين فرنسا والمملكة المتحدة و بمصا دقة من الإمبرا طورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى وبموجب هذه الاتفاقيه فقد حصلت فرنسا الاستعماريه على سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق ,, أما بريطانيا فأمتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالإتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج الفارسي والمنطقة الفرنسية في سوريا,,,
لاحقا لهذا التقسيم وبعد الثورة الروسية وتكشف هذه الوثائق وهذه المخططات وظهورها للعيان ، وتخفيفا للإحراج الذي أصيب به الفرنسيون والبريطانيون بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور، صدر كتاب تشرشل الأبيض سنة 1922 ليوضح بلهجة مخففة أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين. إلا أن محتوى اتفاقية سايكس – بيكو تم التأكيد عليه مجددا في مؤتمر سان ريمو عام 1920 بعدها، أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المناطق المعنية في 24 حزيران 1922 لإرضاء أتاتورك واستكمالا لمخطط تقسيم وإضعاف سورية، عقدت في 1923 اتفاقية جديدة عرفت باسم معاهدة لوزان لتعديل الحدود التي أقرت في معاهدة سيفرو تم بموجب معاهدة لوزان التنازل عن الأقاليم السورية الشمالية لتركيا الأتاتوركية إضافة إلى بعض المناطق التي كانت قد أعطيت لليونان في المعاهدة السابقة,,,
ولقد قسمت هذه الاتفاقية وما تبعها سورية الكبرى أو المشرق العربي إلى دول وكيانات سياسية كرست الحدود المرسومة على الاقل لليوم الذي أكتب فيه هذا المقال ,,,
هنا أنتهت المرحله الاولى والشق الاول من المؤامره على الشعوب العربية من هذا المخطط الذي يستهدف الجغرافيا العربيه ,,,
فبعد انتهاء المرحله الاولى من هذا المخطط الذي يضمن الامن والامان للكيان الصهيوني المسخ وبعد زراعة الكثير من الانظمه الوظيفيه او "أذناب الاستعمار " لتحكم كل منها بعض أقطار العروبة ولتؤسس هذه الأنظمه فيما بعد كجزء من دورها الوظيفي لحاله ستتعمق بالمستقبل وهي تمزيق الديمغرافيا المكونه للمجتمعات العربية وتشكيل حاله واسعة من التناقضات التي ستكون نواه فيما بعد لحالة التقسيم الجديدة للكيانات الجديده التي ستفصل عن بعضها البعض في المستقبل لتشكل "ثلاثة وخمسون " كيان عرقي وديني ومذهبي وطائفي وهنا كانت المؤامرة الثانية ,,,,
وبالفعل قام بعض هؤلاء "الزعماء " بتأدية المهمه الموكله اليه بكل كفاءه وفقآ لاوأمر مشغله وسيده الصهيو- امريكي وبالفعل تم أشعال فتيل التناقضات المذهبيه والعرقيه والدينيه بالكثير من أقطار العروبه ,,
اليوم وبعد نجاح هذا المخطط وهتان المؤامراتين وفق رؤية صناع القرار الأمريكي الجد د وهؤلاء من يخططون ويدرسون الخطط على الأرض ويتنبؤون بالنتائج ثم ينفذون على الأرض هذه المخططات ، وعلى رأس هؤلاء "دينيس روس” المستشار في "معهد واشنطن” وهو المهندس الخفي لسر غزو العراق والمؤرخ الأميركي "دافيد فرومكين” وهو مهندس احتلال أفغانستان ومروج نظرية "صراع الحضارات "وتأثيرها على أمريكا، والباحثان” كينيث بولاك ودانييل بايمان "، وهما يعتبران من أعمدة البيت الأبيض لرسم وبناء سيناريوهات التخطيط للمستقبل الأمريكي وشكل العالم الجديد بعد ما يسمى بحصد نتائج” الربيع العربي "وضبط فكرة” صراع الحضارات "ضمن مفهوم التبعية لأمريكا، هؤلاء جميعا اتفقو من خلال دراسة معمقه قامو بها أن هذه الفترة الحرجة من عمر أمتنا العربيه هي الفترة الأنسب والوقت المناسب للانقضاض على العرب وبلدانهم وشعوبهم الهشة وتقسيمها إلى دويلات عرقية وديمغرافية ويشاركهم بكل ذلك المخططان الاستراتيجيان الصهيونيان برنارد لويس ونوح فيلدمان، ويلقى هذا الموضوع رواجا كبيرا الآن في أجنحة وأروقة البيت الأبيض الذي تحكمه وتديره مافيا صهيو –ماسونيه قذره ,,,
وهنا يقول عراب الصهيونية الامريكي برنارد لويس في أحدى مقالاته المنشورة قبل مايقارب الثلاث عقود من الان شارحآ عن طبيعة الغزو المستقبلي الصهيو امريكي للمنطقة العربية ويقول فيها " إن الحل السليم للتعامل مع العرب المسلمين هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان،,,,
و إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم،فنحن نضمن أن عملائنا أنجزو كل شيء ولم يبقى علينا الا التنفيذ الان ، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها،,,التي أسس لها حكامهم ,, لذلك اليوم يجب أن تغزوها أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة الاسلامية فيها "
ولمن لايعرف من هو "برنارد لويس ",, فبرنارد لويس …مستشرق امريكي الجنسية، بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء فقد اوصلته جماعات اللوبي الصهيوني في امريكا ليكون مستشارا لوزير الدفاع لشئون الشرق الأوسط. وهناك أسس فكرة تفكيك البلاد العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضا، وهو الذى ابتدع مبررات غزو العراق وأفغانستان,,,,
الان وبعد قرأة هذه الحقائق وهذه المراجع الموثقة تاريخيآ نستطيع أن نفهم ولو بالشيء اليسير الذي يكون أقرب للواقعية حقيقة واقعنا المعاش اليوم ,,فالهدف اليوم للكيان الصهيوني المسخ والذي هو بالطبع أداة من أدوات الغرب الصهيوني الماسوني الذي تحكمه اليوم القوى المسيحية المتصهينة بكل ما تحمله من تجليات متطرفة هذه القوى ,,فهدف الصهاينة اليوم هو تأمين كيانهم المسخ "المدعو بدولة اسرائيل " بالمنطقة وتوسيع نفوذه الى أقرب نقطة تقدر من خلالها أن تكون هي السيد المطاع لمجموع "ثلاث وخمسون "كيانا عرقيا ومذهبيا ودينيا تسعى الان وبالتعاون مع بعض المستعربين والمتاأسلمين لتاسيسها بهذه المنطقة ,,,,
والوقائع على الارض اليوم للأسف تقول أننا نسيركعرب للأسف بطريق أنجاز فصول هذا المشروع على أرض الواقع لتحقيق مقولة بني صهيون "حدودكي يااسرائيل من الفرات الى النيل " فهل من صحوة عربية اليوم ولو متأخرة ؟؟!!