kayhan.ir

رمز الخبر: 3655
تأريخ النشر : 2014July12 - 21:41

الاتفاق النهائي.. تبكير ام ترحيل

مع ما استجد من تطور لافت في الملف النووي الايراني وهو دعوة السيدة اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاروبي على عجالة لوزرا خارجية (5+1) للحضور الى فيينا قد شد الانظار الى العاصمة النمساوية وكأن الاتفاق النهائي بات قاب قوسين او ادنى خاصة وان السيد عراقجي مساعد الخارجية قد اعلن بالامس بانه قد حصل تقدم بنسبة ما بين 60 الى 70٪ في صياغة مسودة نص الاتفاق النهائي مع دول (5+1) لكن هذا التطور لا يعني نهاية المطاف، فالخلافات في القضايا الاساسية لازالت واسعة وعميقة بين الطرفين حسب قول كبير المفاوضين الايرانيين.


فالتئام وزراء خارجية دول (5+1) في فيينا ماعدا الصين والروس لايعني بالضرورة ان الملف النووي بات في مراحله النهائية بقدر ما فسر وهو الواقع كذلك بان المفاوضات دخلت مرحلة احترافية للغاية وتجرى في اجواء جادة تستدعي حضور هؤلاء الوزراء لان القرارات اللاحقة هي سياسية بامتياز تتطلب ارادة جريئة على اتخاذ قرارات ربما تكون قاسية لهم حول حجم التخصيب ورفع وتيرة العقوبات وتطبيع الملف النووي وهي قضايا اساسية يتكلأ الغرب فيها لانه يبحث باستمرار عن ادوات للابتزاز لرفع سقف المطالب وهذا ما افشلته ايران لحد الان وطالبت الطرف المقابل الندية في التعامل واحترام حقوق الشعوب وحصر المفاوضات في الملف النووي، لكن الجانب الاميركي يختلق الذرائع باستمرار ويحاول القفز على القوانين الدولية ويفتح المعارك ويفتعل الازمات هنا وهناك بتصور خاطئ وواه بانه يستطيع لوي ذراع ايراني ليحاصرها في الملف النووي. وبعدما اخفقت اميركا من ابتزاز ايران في سوريا لجأت الى تصدير داعش الى العراق الذي اليوم هو الاخر يمسك بزمام المبادرة لجأت الى دفع الارهابي المهووس نتانياهو الى شن العدوان على غزة لكنها ستندحر هنا ايضا بفضل بسالة وصمود ابناء غزة وصواريخهم المزلزلة التي لم تبق منطقة هامة في الاراضي المحتلة الا واصابتها وهذا ما دفع بملايين الصهاينة النزول الى الملاجئ.

لذلك فالغرب وفي مقدمته اميركا لازال يراهن على الوقت لاختلاق حرب جديدة ربما تكون هذه المرة لبنان والنتيجة معروفة سلفا.

فعلى الغرب ان يتعقل ويتعامل مع الوقائع على الارض لا على الاوهام. فشاء من شاء او ابى من ابى فايران ظهرت اليوم بحجمها وقوتها الطبيعية خاصة وان نفوذها الاقليمي والدولي اصبح اليوم حقيقة لا يستطيع احد انكاره غير انها لا تزاود على احد ولا تريد فرض ارادتها على احد وهي في نفس الوقت لا تريد اكثر من حقها النووي المنصوص عليه في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

فالوقت لازال سانحا امام وزراء خارجية (5+1) حتى العشرين من تموز لاتخاذ قرارهم التاريخي في طي هذا الملف الذي سيس اكثر من اللازم وهم اليوم بحاجة الى الارادة واستحضار حسن النية وهما المتوفرتان باستمرار لدى الجانب الايراني للقيام بالخطوة النهائية.

والسؤال الملح الذي يفرض نفسه هل حضور وزراء خارجية (5+1) اليوم الاحد الى فيينا هو للتبكير في الاتفاق النووي النهائي ام لترحيله لستة اشهر اخرى عسى ان يفتشوا عن مكان لاختلاق ازمة جديدة ليحصلوا على مكاسب واهية في سوق النخاسة!!