kayhan.ir

رمز الخبر: 35872
تأريخ النشر : 2016March13 - 21:41

السعودية تجيّش الاعلام الخليجي مذهبياً


ياسر الحريري

تحشيد اعلامي وسياسي مذهبي، تمارسه وسائل الاعلام السعودي ضدّ حزب الله، وغياب الحكمة والتعقل، جعل من هذا الاعلام والحكومات المشرفة عليه، خلافاً مذهبياً حاداً، تطلق من خلاله الفاظ مذهبية وسياسية، كل الاهداف فيها تتركز على اثارة الفتنة بين المسلمين السُنة والشيعة، وهذا ما ينعكس على اعلام تيار المستقبل في لبنان، وهو امر غير مفهوم بالنسبة لمختلف الشرائح اللبنانية.

وفي هذا الاطار اشارت المعلومات الى ان هناك مساع لتخفيف حدة التوتر الاعلامي اللبناني، فيما قالت شخصيات عروبية -قومية بعد لقائها رئيس مجلس النواب نبيه بري ان رئيس المجلس مع العديد من الشخصيات يعملون على اكثر من خط داخلي وعربي واقليمي للوساطة بين السعودية وايران أو السعودية وحزب الله، وهناك تجاوب هام من بعض الدول العربية الكبرى، التي ابدت استعداداً للعب دور في تقريب وجهات النظر في هذا الشأن.

مع الاشارة، الى صعوبة موقف بري في انجاز الايجابيات في هذا الشأن كون القرار السعودي واضحا ويريد تغطية هزيمته في اليمن، ولا يمكن تحشيد هذه التغطية الا بالنفخ بالمذهبية - السنية - الشيعية كما يفعل اليوم، خصوصاً ان مسألة تكفير الشيعة ليست مسألة طارئة، بل هي عقيدة وهابية منذ عشرات السنين.

بالطبع وفق مصادر ديبلوماسية عربية، هناك نقاش حاد حتى داخل دول مجلس التعاون وبينها كل من قطر وعُمان والامارات والكويت، صحيح انهم يصدرون بيانات مشتركة لكن الى اليوم، هناك تفلت واضح من هذه الدول، بل ان السعودية نفسها لم تلتزم بالبيانات الصادرة من عاصمتها، اذ ان المعلومات المؤكدة كشفت ان السعودية عبر وفد منها التقى وفداً من "انصار الله”، وبحثوا في التهدئة بين الطرفين، تحديداً على الحدود، وان سلطنة عُمان لعبت الدور الاكبر، في ترتيب هذا اللقاء الذي بحثت فيه مندرجات الهدنة وتبادل الاسرى بين الجانبين.

هذا الامر يظهر ان المملكة السعودية تعمل وفق مصالحها بحسب المصادر الديبلوماسية، وعندما تجد انها تحسن وضعها عبر التفاوض مع "انصار الله” تفعل، وهذا ما تعلمه عواصم الخليج، لذلك تسعى الكويت لتقريب وجهات النظر بين الايرانيين والسعوديين، وقد وجدت الكويت تجاوباً ايرانياً فيما لم تحصل على اجوبة سعودية وافية.

القضية وفق المصادر نفسها ان هناك من يريد اخذ المنطقة الى حروب طائفية ومذهبية، والمشكلة الاكبر ان مدارس دينية - تكفيرية، ترعرت في السعودية وهي جاهزة اساساً لاطلاق فتاوى التكفير في كل الاتجاهات وغب الطلب، وهذه الهيئات الدينية لها تأثيراتها في المجتمع السعودي وقادرة على تجييش الرأي العام والاعلامي كونها مستفيدة من الاجواء القائمة نتيجة نهجها التكفيري. الذي تكبر فيه وتنضح فيه. كما انها سلطة حاكمة بالعتاد والعديد والمال، اي انها دولة داخل المملكة ويبدو انها قادرة على اكثر من ذلك؟

واشارت المصادر الى ان عنوان الاجواء القائمة اليوم يسير على وتيرة مذهبية كبيرة وقد فتحت شاشات الاعلام السعودي لها العنان، فالمتابعون شاهدوا وسمعوا الكلام الخطير الذي لا يأبة لفتنة لا داخل المملكة ولا خارجها، ما ينذر اذا ما ترك هؤلاء على سجيتهم التكفيرية، فقد يؤدي ذلك الى أخطار فادحة على دول الخليج المعتدلة المهتمة بالانسان والتنمية .

واكدت المصادر ان النهج الوهابي برأي قانون محاسبة الوهابية والسعودية، يفتح ابواب هامة لاثارة هذا الموضوع في مجلس الامن والامم المتحدة، لأن هذه الجماعة الدينية لم تعدّ تشكل خطرا على المسلمين السُنة او المسلمين الشيعة، فحسب، بل على المسيحيين وكل الديانات السماوية وعلى كل الجماعات الفكرية والثقافية ومعتقدات باقي الجماعات في العالم، ما يدفع الى حملة عالمية بوجه هذه المدارس التكفيرية التي تجتاح العالم والتي بدأت منذ فجر التاريخ و "كشرت” عن انيابها منذ افغانستان الى كل المجتمعات العربية والغربية، لكن الحرب على سوريا فضحتها، واعتبرت الاوساط انه يمكن الانطلاق من القانون المطروح في الكونغرس الاميركي والتي تجري مناقشته دورياً في واشنطن ليجري التنبيه، بغض النظر عن الدولة التي طرحته، كون الهدف صحيحا، ولأن البشرية باتت في خطر حقيقي، بعد ان اتضحت عقائد وافكار هؤلاء وكيف ينظرون الى المختلف معهم في الدين وحتى الفكرة...