kayhan.ir

رمز الخبر: 3572
تأريخ النشر : 2014July11 - 21:49

التخبط الصهيوني!!

مهدي منصوري

تعيش الادارة الصهيونية العسكرية والسياسية منها في حالة من التخبط والارباك بحيث فقدت اعصابها وعدم قدرتها على التركيز او اتخاذ المواقف خاصة وان سيل الصواريخ الفلسطينية والتي وصلت إلى مديات لايمكن توقعها من قبل الصهاينة، مما أصبح الخطر يهدد كل الارض الاسرائيلية من جانب، ومن جانب اخر فان هذا الامر وضع الحكومة الصهيونية امام امتحان صعب تجاه الشعب الاسرائيلي الذي ادرك فشل حكومته الدريع في توفير الامن لهم رغم كل الادعاءات التي كانت تسوقها من قبل.

لذا فان الصورة الحقيقية التي كشفت عن نفسها اليوم وضعت الكيان الصهيوني في حالة من التخبط لان الطيران الصهيوني ورغم عدد الطلعات الكبيرة وخلال الايام الخمسة الماضية لم تستطع ان توقف سيل الصواريخ بل انها فتحت ابواب نيران اخرى على اسرائيل خاصة من الشمال وكذلك من طرف الجولان مما اربك الجيش والحكومة الصهيونية، ولذلك فانها وجدت ان الحل يكمن في ان تقوم بعملية عسكرية برية محدودة ضد غزة هدفها السيطرة على بعض منصات اطلاق الصواريخ عسى ولعل ان يخفف من هجماتها ضد الصهاينة.

والملفت في الامر ان الكيان الصهيوني لم و لن يعتبر من الماضي وقد بلغ به النسيان حدا انه لم يعد يتذكر الخسارة الكبيرة التي مني بها خلال قراره المهلك عندما صمم على اجتياح لبنان بحيث خرج منها بهزيمة منكرة امام صمود المقاومين.

واليوم يريد ان يعيد المسألة في قطاع غزة متناسيا ان المقاومة الباسلة التي طرقت أبواب تل ابيب وضربت حتى المطارات التي توقفت حركتها بسبب هذه الصواريخ ان لها القدرة ان توقف هذا العدوان البري وبطريقتها الخاصة بحيث تلقن فيه الجيش الصهيوني درسا قاسيا وهو ما ابرزته بعض القيادات الصهيونية العسكرية من قلق كبير اثناء الاجتماع المصغر للحكومة الصهونية.

اذن فعلى اسرائيل ان تفكر بجدية اكبر وان لا ترتكب حماقة تعلم ان نتائجها لا تصب في صالحها لان الظروف والاوضاع الاقليمية والدولية اليوم تعيش هاجسا آخر بعيدا عما يجري من صراع على الارض الفلسطينية.

ولذلك ومن اجل انقاذ الكيان الصهيوني من الورطة التي اوقع نفسه فيها والذي لا يدري كيف التخلص او الخروج منها نجد انطلقت الدعوات الدولية بالطلب من هذا الكيان لاختيار طريق التهدئة وعدم التصعيد لان هؤلاء يدركون ان التصعيد الصهيوني قد يوقع الضرر في مصالحهم بالمنطقة خاصة وان التعاطف الشعبي مع الشعب الفلسطيني في المنطقة اخذ يتعاظم في المنطقة مما يوحي ان ردود فعل هذه الشعوب قد تنصب على ضرب المصالح الاميركية والصهيونية وبذلك تضعهم امام خسارة جديدة لم يحسبوا حسابها من قبل.

لذا فعل الكيان الصهيوني ان يقف قليلا ويتريث قبل ان يقدم على فكرته الجديدة بالتدخل البري في غزة لان استهداف الجيش الصهيوني ومعداته من قبل ابناء المقاومة سيكون سهلا جدا خاصة لما ثبت ان المقاومة تملك من القدرات العسكرية يمكنها ليس فقط الصمود بل الانتصار.

وهناك امر لابد ان يدركه الكيان الغاصب ان الهجوم البري على غزة سيترك اثاره السلبية على هذا الكيان في الداخل الفلسطيني لان الشعب الذي اتخذ قرار المواجهة مع شرطة العدو لايمكن ان يبقى متفرجا امام عملية القتل والابادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة ضد اهلهم في غزة، ولذلك فان هذه الخطوة ستكون فرصة مناسبة ومهمة في اطلاق شرارة الانتفاضة الثالثة وبهذا سيشكل حالة من الضغط الكبير على هذ الكيان.

اذن فان كل الحسابات اليوم تؤكد ان الكيان الغاصب سيخرج من هذه المعركة خاسرا سواء كان على المستوى العسكري او السياسي .