kayhan.ir

رمز الخبر: 35501
تأريخ النشر : 2016March05 - 21:43

التخبط الاميركي


مهدي منصوري

منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر في عام 2001 وليومنا هذا نجد ان السياسة الاميركية تجاه المنطقة اتخذت اساليب وابعاد مختلفة واصبحت المنطقة محطة لتجارب سياستها الهوجاء التي اتخذت اساليب وابعاد مختلفة، بحيث تركت اثارها السلبية والمدمرة على مجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية لشعوب المنطقة.

والملاحظ ان اميركا ومن خلال هذه التصرفات التي بدأت بشن حربين واحتلال بلدين كالعراق وافغانستان ولما لم تحقق ما تريده من هذين العملين الاجراميين، لجأت الى اشغال الشعوب والمنطقة من خلال ارسال الارهابيين وزرعهم لخلق حالة من الرعب والقلق لدى الشعوب، لكي تنفذ او تحقق مخططاتها في فرض هيمنتها التي لم تستطع تحقيقها من خلال الاحتلال والحروب. الا ان هذه الخطة واجهت فشلا ذريعا من خلال الصمود الرائع للشعوب في مقارعتها للارهاب المنظم والمدعوم بحيث استطاعت ان توصله الى حالة من الهزيمة والانهيار وبصورة لم تتصورها لا واشنطن ولا حلفائها ولاذيولها.

وبناء على ما تقدم ونظرا للاطماع الاميركية غير المحدودة في هذه المنطقة، لذلك ذهبت اليوم الى مخطط اكثر خبثا وكما ذكرت بعض الاوساط الاعلامية الاميركية ويؤيدها ما يجرى على الساحات في بعض دول المنطقة، من خلال اذكاء نار الصراعات الداخلية العرقية والمذهبية داخل البلدان وهو ما نشاهده اليوم في مصر ولبنان واليمن و العراق وسوريا من اجل تفتيت وتمزيق وحدة الشعوب لتوصلها الى حالة من الضعف ومن ثم الانهيار لكي تفتح لها الابواب مشرعة للتدخل لتجعل من نفسها المنقذ والمنجي.

الا ان والذي تؤكد عليه ان مثل هذه الاساليب المبتذلة واللااخلاقية واللاانسانية لايمكن ان تجد لها طريقا لدى الشعوب، لان حالة الوعي التي امتلكتها جعلتها تفكر جديا في اي مسعى يخرج عن الاطار المعقول والمقبول خاصة فيما يتعلق بضرب اللحمة والوحدة الوطنية التي تسالمت عليها وعلى مدة عقود من الزمن.

اذن فان واشنطن ومهما امتلكت من امكانيات اعلامية وسياسية وغيرها لايمكن لها ان تخدع الشعوب وتؤطرها في الاطار المحدد التي تحيطه بها، ومن هنا فان التخبط الاميركي بدا واضحا للعيان لانها واينما وضعت يدها تجد نفسها هي الخاسرة الوحيدة في الميدان.

اذن فعلى واشنطن ان تدرس الاوضاع جيدا وتتفهم الامور وبصورة معمقة وتتعلم من تجاربها الفاشلة السابقة، مما يفرض عليها ان تنأى بنفسها بعيدا عن مصائر ابناء البلدان، لانهم هم الادرى والاعلم بما ينفعهم ويحقق لهم الحياة الامنة المستقرة، بحيث ثبت وعلى ارض الواقع ان جميع الوصفات الخارجية ومهما كان لونها وشكلها لايمكن ان تكون ناجعة او مفيدة لها، بل انها تزيد من ازمتها لانها لا تصب في مصلحتها الاساسية بل هي لتحقيق اهداف ومصالح الاخرين.