kayhan.ir

رمز الخبر: 35155
تأريخ النشر : 2016February28 - 21:53

المسلحون حجرعثرة لحل الازمة السورية

ان تتفق القوتين الكبريين اميركا وروسية على استصدار قرار من مجلس الامن لوضع حد للازمة السورية التي تجاوزت عمرها الخمس سنوات خطوة بالاتجاه الصحيح اذا ما صحت النوايا طبعا وان ترحب كلاهما وعلى لسان "كيري ـ لافروف" بسريان وقف اطلاق النار في هذا البلد ابتداء من منتصف ليل الجمعة ـ السبت فتلك خطوة ايجابية شرط ان يترجم هذا الاتفاق على الارض لكن في المحصلة النهائية يحتاج التطبيق لوجود طرفين تتوفر فيهما شروط القيادة والالتزام حتى يمكن التعويل عليهما لتنفيذ الاتفاق وهذا الامر متوفر في الجانب الرسمي السوري اما اطراف المعارضة السورية او المعارضات المسلحة التي تتوزع بين المئات من القيادات المنضوية تحت هيمنة دول اقليمية ودولية، كيف يمكن التحكم بها ومن يتحمل مسؤولية ضبطها ناهيك عن ان جبهة "النصرة وداعش" المصنفتين بالارهاب هما خارج اللعبة ولايشلمها وقف اطلاق النار.

ورغم سريان اتفاق وقف النار في مختلف المناطق السورية وعودة الهدوء الى مناطق اخرى على الارض السورية لكن ذلك لا ينفي حصول خروقات من قبل المجموعات المسلحة المنفلتة لتعكير الاجواء وارضاء اسيادهم في الاقليم المتضررين من الاتفاق كتركيا والسعودية وغيرهما الذين وافقوا على مضض على هذا الاتفاق الذي ينهي دور اجندتهم الارهابية في سوريا.

وفي اليوم الاول للاتفاق صبت المجموعات المسلحة في جوبر ودوما جام غضبها على الاحياء السكنية في دمشق دون اي مبرر وهذا يؤكد انتهاكهما للاتفاقية وعدم انضباط هذه المجموعات بأي التزام. اما في اليوم الثاني لدخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ قامت المجموعات المسلحة الارهابية بقصف مناطق ريف حلب الجنوبي وبلدتي الخلطة والطامور في ريف حلب الشمالي بالقذائف وكذلك تكرار هذا المهشد في القيطرة.

لذلك من السذاجة جدا ان تحاول بعض الاطراف الدولية الاعتماد على مثل هذه المجموعات المسلحة والارهابية وغير المنضبطة لتطبيق وقف النار واعادة الاستقرار الى بلد تنتشر فيه مثل هذه المجموعات الاجرامية التي لا تؤمن لابالدين ولا بالوطن ولا بالانسانية ولا بالاخلاق وهدفها الاول والاخير القتل والتدمير وهذا هو لسان حالها في اليومين الاولين عن الاتفاق والقادم سيكون اكبر وافظع واذا ما تخلفت عن ذلك فانها ستخل بمهمتها التي جيئت من اجلها لتدمير سوريا واخراجها من محور المقاومة.

ان انهاء الازمة السورية لايمكن الا ان يمر عبر بوابة الحوار والقاء السلاح ارضا فالحل السياسي يتطلب معارضة سياسية وليست مسلحة وعلى الاطراف الدولية والاقليمية التي تؤمن حقا بانهاء الازمة السورية سياسيا ان تتعاون اولا للقضاء على المجموعات الارهابية المسلحة في سوريا التي تشكل في الواقع خطرا على جميع دول المنطقة وحتى خارجها وليس على سوريا فقط.

اما حصول مثل هذه الخروقات قد تكون طبيعة في حل النزاعات الطويلة وقد تستغرق فترة ما لكن اذا ما توفرت الارادة الصادقة والحازمة لدى الاطراف المعنية في الازمة السورية عندها ستتغلب على كافة الصعوبات التي يعترض طريقها وتدفع بالازمة نحو الانفراج لكن ذلك لايمكن ان يتحقق دون لجم الطرفين التركي والسعودي اللذين وظفا كل طاقاتهما وامكاناتهما لاسقاط النظام السوري واذا بهما اليوم يرجعا بخفي حنين ومع كل التداعيات القادمة والتراكمات التي تثقل ظهرهما.