الداعمون لداعش والنصرة
مهدي منصوري
ارتسمت على محيا وزير الخارجية الاماراتي مرارة الالم الكبير بسبب ما تعرضت له المنظمات الارهابية داعش والنصرة من هزائم منكرة بحيث خلطت لديه الاوارق وشتت الافكار خاصة عندما صرح مساويا بينها وبين فصائل المقاومة التي تحارب الكيان الصهيوني اولا والارهاب ثانيا.
التصريحات التي اطلقها وزير الخارجية الاماراتي والذي تبين انه اما ان يدري او لا يدري ام انه انتابته حالة من الغبش وعدم وضوح في الرؤية مما جعله يفقد حالة التمييز، لانه عندما يضع داعش وجبهة النصرة وحزب الله وبعض حركات مقاومة الارهاب في العراق في سلة واحدة يعكس امرا مهما جدا لابد من الوقوف عنده.
الملاحظة الاولى والمهمة هي ان داعش وجبهة النصرة ومن خلال الجرائم البشعة التي قامتا بها ضد الشعبين في كل من العراق وسوريا وغيرها من البلدان والتي يندى لها الجبين بحيث وضح للجميع ان عناصر هذين التنظيمين الاجراميين ومن لف لفهما لا يفهمون سوى لغة القتل والتدمير، وخير دليل على ذلك انهما اعلنا معارضتهما للاتفاق الاممي الذي ذهب فيه الى الحل السلمي للازمة السورية، مما يعكس وبوضوح انهم لايفهمون سوى لغة ممارسة القتل. ولاندري هل ان وزير خارجية الامارات يريد ان يقول وبصراحة وأمام الملأ ان بلاده تقف الى جانب الارهاب والارهابيين ويعلن امام العالم وبمؤتمر صحفي انه يقدم لهم الدعم والمساعدة؟.
والملاحظة الاخرى ومن خلال تصريح مهندس دبلوماسية الامارات يريد ان يثبت من ان بلاده تسير في نفس النسق الذي يسير فيه الكيان الغاصب للقدس وهو محاولتها للقضاء على المقاومة وان ما اقدمت عليه اسرائيل من عدوان على حزب الله او حركة المقاومة الفلسطينية قد كان بمباركة دولته وذلك بوضعها تحت عنوان القائمة الارهابية وساواها بمن نأواها.
واللافت ايضا والذي يعرفه الجميع ان اطلاق وصف الارهاب على مؤسسة عسكرية تحظى بدعم الحكومة العراقية امر يثير الاستغراب والاندهاش بحيث يمكن القول ان وزير الخارجيىة الاماراتية قد اختلطت في ذهنه الاوراق.
والا ماذا يقصد او يفهم من طرحه للمعادلة الغريبة العجيبة بقوله "اذا ما اردنا القضاء على داعش والنصرة فيجب ان نقضي على حزب الله والحشد الشعبي وبعض منظمات المقاومة العراقية".رغم اننا ندرك انه يعلم علم اليقين الفرق والبون الشاسع بينهما. ومن الواضح للجميع والذي اكدته الوقائع على الارض ان حزب الله وكل فصائل المقاومة قد وقفت سدا منيعا تجاه انتشار الارهاب وامتداد خطره الى خارج النطاق الذي هو فيه. وكذلك يدرك جيدا انه لولا بطولات الحشد الشعبي في مطاردة الارهاب لوصل الى دارهم واذاقهم الويلات.
ولكن وفي نهاية المطاف فان الامارات ومن خلال تصريح وزير خارجيتها قد وضعت نفسها في مظان الاتهام الذي كان يوجه اليها بدعم الارهاب، بل في صلب الحقيقة الناصعة من انه من الداعمين والمدافعين الاساسيين عن الارهاب، مما يفرض عليهم تحمل كل المسؤوليات التي يترتب على هذا الامر الا وهو ان كل الارواح التي ازهقت والدمار الذي حل بالمدن والدول خاصة في العراق وسوريا من قبل الارهابيين يجب ان يحاسبوا عليها وامام المحاكم الدولية، وكذلك يتطلب من الشعوب التي طالتها نيران الارهاب ان تقوم بهذا الامر وتقديم شكواها الى هذه المحاكم لكي تأخذ حقوقها كاملة غير منقوصة من هذا البلد مستندين على تصريح وزير خارجيتها.