الصحف الاجنبية.. تركيا أمام كابوس استراتيجي
سلطت صحف أميركية بارزة الضوء على المشاكل الجسمية التي تواجهها تركيا نتيجة سياسات اردوغان الخاطئة، مؤكدة أن أنقرة تواجه هزيمة عسكرية شبه مؤكدة في حال تدخلت عسكرياً في سوريا.
من جهة أخرى، رأت صحف أميركية أن واشنطن تحرص على منع انتقال تهديد "داعش" الى تونس، لا سيما بعد ان دخلت الاخيرة في اطار منظومة الامن الغربية.
الورطة التركية
صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريراً بتاريخ 20 الجاري قالت فيه ان تركيا تواجه ما يعد "كابوسا استراتيجيا" في ظل التفجيرات التي تستهدف مدنها وما اسمته "تجاوزات" اعدائها على حدودها، اضافة الى رفض الحلفاء مطالبها.
واشار التقرير الى ان روسيا، ىالتي هي "خصم تركيا الاقدم والاقرب" توسع تواجدها بالقرب من الحدود التركية – مثل سوريا جنوباً و جزيرة القرم و اوكرانيا شمالاً و ارمينيا شرقاً. ولفت في هذا الاطار الى اعلان وزارة الدفاع الروسية نشر دفعة جديدة من الطائرات المقاتلة في قاعدة جوية قرب العاصمة الارمينية "Yerevan" على بعد خمسة وعشرين ميلاً عن الحدود التركية.
كما تحدث التقرير عن مخاوف الشارع التركي والضرر الذي الحق بقطاع السياحة الحيوي بسبب التفجيرات التي وقعت في اسطنبول و انقرة. واضاف ان انهيار عملية السلام مع اكراد تركيا قد اشعل الحرب بين العناصر الكردية والجيش التركي في جنوب شرق البلاد، بينما يقوم اكراد سوريا بإنشاء شبه دولة تابعة لهم في الاراضي الواقعة في الجهة المقابلة من الحدود. ولفت كذلك الى المشاكل الاقتصادية على ضوء المخاوف الامنية والعقوبات التي فرضتها موسكو رداً على اسقاط الطائرة الحربية الروسية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
هذا ونقل التقرير عن استاذ العلاقات الدولية في جامعة "Ipec" في انقرة "Gokhan Bacik" بان حجم المشاكل التي تواجهها تركيا حالياً هي اكبر من قدرة البلاد على الاستيعاب.
وشدد التقرير ايضاً على ان الخلاف التركي - الاميركي حول وحدات حماية الشعب الكردية قد كشف اكثر فاكثر الموقف الضعيف لتركيا، مشيراً الى رفض وزارة الخارجية الاميركية مطلب الرئيس رجب طيب اردوغان الاختيار بين تركيا ووحدات حماية الشعب، على الرغم من المزاعم التركية بان وحدات حماية الشعب تقف وراء تفجيرات اسطنبول الاخيرة.
كذلك قال التقرير أن ارسال القوات الى سوريا كما سبق وألمحت انقرة، قد يشعل نزاعا مع روسيا "من شبه المؤكد ان تخسرها انقرة". ونقل عن المحللين بأن اسقاط الطائرة الحربية الروسية كان خطأ كبيراً أفقد تركيا القدرة على نشر نفوذها في سوريا والقيام بعمليات جوية هناك، حتى في اطار دعم التحالف الذي تقوده اميركا ضد داعش.
وذكّر التقرير بأن عدم التدخل يعني الرضوخ "لحتمية منطقة كردية مستقلة شمال سوريا" على الحدود التركية السورية، إضافة الى هزيمة المتمردين الذين كانت تأمل انقرة بان يطيحوا بالاسد وينشروا النفوذ التركي في العالم العربي.
ونقل التقرير عن احد عناصر المتمردين في منطقة أعزاز تأكيده التقارير التي تحدثت عن قيام تركيا بتسهيل نقل عدة مئات من المسلحين من محافظة ادلب الى حلب عبر الاراضي التركية. غير انه نقل عن المراقبين أنفسهم بأن التدخل العسكري التركي المباشر غير مرجح في الوقت الحالي، اذ لفت الى عدم وجود دعم شعبي للحرب وعدم وجود الدعم من قبل الجيش التركي.
واشار ايضاً الى عريضة وقع عليها اكثر من مئتي اكاديمي الاسبوع الفائت تحث تركيا على عدم الذهاب الى الحرب في سوريا، اضافة الى التصريح العلني للجيش التركي بانه غير مستعد لارسال القوات الى سوريا دون موافقة مجلس الامن.
هذا ونقل التقرير عن الباحث المختص بالشؤون التركية "Henri Barkey" بان اردوغان يبدو انه لم يدرك مدى تقليص هامش المناورة التركية بسبب التحولات الحاصلة، حيث قال "Barkey" ان "اردوغان اساء ادارة السياسة الخارجية بسبب الغطرسة".كما نقل عن خبراء آخرين بأنه لا يمكن استبعاد المزيد من الخطوات الخاطئة في المستقبل بالكامل، وذلك نتيجة التحديات التي قد يواجهها اردوغان لطموحاته المحلية، مثل خطط لتعديل الدستور التركي بغية تعزيز سلطاته الرئاسية. ونقل عن هؤلاء بان "ما يحصل في سوريا مسألة بقاء لاردوغان، بالتالي لا يمكن استبعاد اي شيء".
واشنطن تسعى لحماية حليف أمني جديد شمال افريقيا.