ويبقى الشعب الايراني وفيا
التظاهرات المليونية التي خرجت محتفلة بذكرى انتصار الثورة الاسلامية هذا العام اذهلت الكثير من المراقبين خاصة اعداء الجمهورية الاسلامية الذين يتربصون بها الدوائر ويحيكون لها المؤامرات الواحدة تلو الاخرى من اجل ان تحيد عن موقعها الثابت والراسخ وان تميل عن حيادها ولو قليلا لكي يحتفلوا بانتصارهم الكاذب او حتى الصوري عليها.
واليوم وفي الوقت الذي يستعد فيه الشعب الايراني لخوض الانتخابات التشريعية القادمة تكالبت عليه قوى الشر والعدوان من اجل احداث حالة من الانقسام بين صفوفه لايجاد شرخ يمكن لهم النفوذ من خلاله من اجل ايجاد محط قدم لتفتيت وحدته وقدرته، من خلال ما يروج له الاعلام المعادى من ان هناك جناحان يتصارعان من اجل السيطرة على البرلمان، بحيث يتراءى للذي يستمع او يقرأ او يرى التقارير الواردة عن ايران خاصة الذين هم خارج البلاد من ان هناك حربا مشتعلة في الداخل الايراني، الا ان الواقع يحكي امرا آخر يختلف جملة وتفصيلا عما تروج له وسائل الاعلام المعادية، وذلك لان هذه الانتخابات لم تكن الاولى التي مارسها الشعب الايراني بل انه اعتاد عليها وقد اثبت انه لم يعر اهتماما لاي من الاراجيف المعادية ويتقدم بخطوات ثابتة نحو انتخاب الاصلح الذي يراه مؤهلا لهذا المنصب والذي يرى مصلحة البلد فوق كل المصالح والاعتبارات.
الا ان هذه الانتخابات تحظى باهمية قصوى تختلف عن سابقاتها لان الاستكبار العالمي وعلى رأسه واشنطن وبعد ان تم الاتفاق النووي بين طهران والمجتمع الدولي والذي شكل بحد ذاته انتصارا رائعا للشعب والدبلوماسية الايرانية وانهزاما كبيرا لهم لانهم خضعوا لارادة واصرار وصمود هذا الشعب والذي وصفته احدى اكبر الصحف الاميركية بانه لم يحدث مثيل في العالم وهو ان تتنازل واشنطن وتسعى من اجل ارضاء طهران لا ان تذهب طهران لارضائها.
ولذلك فان قائد الثورة الاسلامية وربان سفينتها قد حذر ومنذ فترة ليست بالقصيرة من الوقوع في فخ الاعلام المعادي والانسياق وراءه من خلال ادبياته التي تريد تمزيق وحدة الشعب الايراني باختلاق عبارات المعتدلين والمتطرفين وغيرها من الاوصاف التي لو بحثت عنها لم تجد لها وجودا في الشارع الايراني.
كما اكد القائد ايضا ان امريكا ومن لف لفها قد استغلوا التوافق النووي اسوأ استغلال ظنا منهم ان طهران قد تنازلت عن مبادئها وقيمها وثوابتها التي حافظت عليها اكثر من 37 عاما وهي ترى ان اميركا لازالت وستبقى العدو الاول لها بسبب ممارساتها الاجرامية ضد هذا البلد، والتي اكد عليها بالامس وزير الخارجية الاميركي كيري من ان طهران ورغم الاتفاق النووي تنظر اليها بعين العداء. مما يعكس ان واشنطن لا تريد تغيير سياستها واسلوبها الاحمق ضد هذا البلد، لذلك فانها تحاول ومن خلال طرح بعض الافكار ان تحصل على من يؤيدها من مرشحي الانتخابات ليكونوا نواة لنزاع الفتنة في هذا البلد.
واخيرا والذي لابد من التأكيد عليه ان الشعب الايراني الذي عرف بوعيه وادراكه لما يخطط له من قبل الاعداء والذي استطاع ان يفشل جميع المخططات الاستكبارية وعلى مدى ثلاثة عقود ونيف، فانه وفي يوم غد الجمعة وبناء على طلب القائد السيد الخامنئي (حفظه الله) سيذهب الى صناديق الاقتراع وبحماسته المعهودة ليوجه صفعة قوية للمستكبرين ومن يمالئهم في التوجه ويلقنهم درسا قاسيا وليؤكد للعالم اجمع انه لازال ثابتا ووفيا لثورته الاسلامية المباركة التي قدم من اجلها التضحيات الجسام ولقيادته الحكيمة التي امن بها وسار وراءها باطمئنان.