النظام السعودي في محطته الاخيرة
ليس مصادفة ان ترتفع في الاونة الاخيرة اصواتا داخل الولايات المتحدة الاميركية سواء على صعيد مراكز دراسات او اوساطا اعلامية او سياسية بمطالبة البيت الابيض الاستعداد لمواجهة مرحلة ما بعد انهيار النظام السعودي الحالي الغارق في اكثر من ساحة عربية حيث يؤكد احد المحللين في موقع "ريفنس وان" بان المملكة السعودية ليست دولة على الاطلاق بل شركة سياسية تتمتع بنموذج تجاري لكن غير مستدام في نهاية المطاف والثاني ان السعودية دولة فاسدة في ادائها لدرجة تشبه منظمة اجرامية متكاملة وعليه لايمكن ان تبقي على قيد الحياة لذلك كان لزاما على اصحاب القرار في اميركا ان يبدأوا منذ فترة التخطيط واعداد انفسهم لانهيار هذا النظام المتآكل.
ويذهب هذا الكاتب الاميركي في توصيفه للعائلة السعودية الحاكمة بانها شركة اجرامية متطورة في شرائها للذمم والولاءات ودفع الرشاوى والبذخ اضافة الى ضخ الاموال الطائلة لتدمير البلدان الاخرى بهدف فرض الهيمنة عليها.
والامر الاخر هو انتقاد معهد الدراسات السياسية في واشنطن بشدة سياسات حكام البيت الابيض لدعمهم النظام السعودي ويصف ذلك بالكارثة، يدلل على ان هذا النظام الذي يقود حربا مدمرة وابادة جماعية في اليمن قد احرج الولايات المتحدة الاميركية ويحملها مسؤولية اخلاقية وقانونية، حيث تستمر اميركا في دعمها للنظام السعودي بالرغم من عدوانه واقترافه للكارثة الانسانية في هذا البلد. تعليق معهد الدراسات السياسية في واشنطن على تفاهة ادعاء النظام السعودية بانه يخوض حربا بالنيابة في اليمن ضد ايران بالقول بانه من الصعوبة تاييد هذه الادعاءات تبرهن على ان الرأي العام الاميركي ونخبه ومثقفية باتوا على قناعة تامة بان ساستهم يسيرون في الطريق الخطأ بدعمهم لنظام مجرم ومعتدى على واحدة من افقر بلدان العالم وهذه في الواقع جريمة لا تغتفر ولابد من محاكمة ساسة البيت الابيض الذين يدعمون اعتى نظام ديكتاتوري ومستبد في المنطقة ويزودونه بمختلف انواع الاسلحة وقد نشر مؤخرا معهد السلام الدولي في ستوكهولم تقريرا في هذا المجال يقول فيه بان اميركا اول المصدرين والسعودية اول المستوردين للسلاح في العالم.
يبدو ان اعتداءات النظام السعودي واجرامه وتأزيمه للاوضاع في بلدان المنطقة وتدخلاته السافرة هنا وهناك بلغ حدا لا يطاق الغرب لانه في النهاية يرى نفسه شريكا في ذلك من خلال دعمه المستمر والمكشوف للنظام السعودي وتزويده بالسلاح وهذا ما دفع بالاوساط الغربية مطالبة حكوماتها بوقف التسليح لهذا النظام وقد سبق ان طالبت اوساط في بريطانيا والمانية بتجميد صفقات بيع السلاح للنظام السعودي الذي يواصل عدوانه الاجرامي على اليمن بشكل سافر حيث تؤكد الارقام الموجودة بان اغلب ضحايا القصف السعودي على هذا البلد هم من المدنيين.
ان مطالبة الرأي العام الغربي وخاصة الاميركي باتخاذ موقف مسؤول تجاه النظام السعودي يدلل على وجود قناعة تامة باحتراق ورقة هذا النظام ووصوله الى الطريق المسدود وما هذه الصيحات التي تطلق في الغرب الا تاكيد على ان النظام بني سعود بات في محطته الاخيرة.