إسرائيل والسعودية أقرب من أيّ وقت مضى !
عبدالرضا الساعدي
خلال خطاب وزير الدفاع الإسرائيلي، في مؤتمر الأمن الدولي في ميونخ مؤخرا ، نهاية جلسة معنية بموضوع الشرق الأوسط ، تطرق (موشيه يعلون) في خطابه هذا إلى العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وبقية الدول العربيّة التي ليست هناك علاقات دبلوماسية رسمية بينها وبين إسرائيل.
ومما قاله :
"نحن نعتبر السعودية زعيمة المعسكر السني ضد إيران”، وإن "إيران هي الدولة العدو بالنسبة لنا وبالنسبة للأنظمة السنية. وتابع (يعلون) القول إن الدول العربية لا يصافحوننا علنًا، ولكننا نلتقي بهم في غرف مغلقة”.!
وكذلك قال (يعلون): "هناك للإسرائيليين قنوات حوار مع الدول العربية السنية المجاورة. أنا لا أتحدث عن مصر والأردن فحسب، بل أيضًا عن دول الخليج – الفارسي – في إشارة إلى السعودية وقطر والإمارات – ، مع الأسف، ليس هنا الآن ممثلون عن هذه الدول ليسمعوا كلامي”.!
بعد نهاية خطاب وزير الكيان الصهيوني هذا في المؤتمر المذكور ؛ تمت مصافحة ودية وعلنية بينه وبين رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل،وتبادلا الابتسامات الحارّة، التي تشير إلى معرفة وعلاقة مسبقة ،وكان الأمير السعوديّ قد صافح في العام الماضي وزير الطاقة الإسرائيليّ، يوفال شطاينتس.
الملفت للنظر أن الأمير السعودي تركي الفيصل قد أيّد ما جاء به خطاب وزير الدفاع الصهيوني في المؤتمر ، وقد كشفت صحيفة عبرية النقاب في وقت سابق عن عقد زعيم حزب "هناك مستقبل” الإسرائيليّ (يائير لبيد) لقاء مع مسؤول المخابرات السعودية الأسبق سفير السعودية بالأمم المتحدة الأمير تركي الفيصل بنيويورك، وذكرت الصحيفة هذه"إسرائيل اليوم” أنّ اللقاء لم يسمح بنشر صور منه، لكنه كان يدور بشأن المبادرة السياسية التي يسعى إليها زعيم الحزب الإسرائيلي (لبيد) والتي ستحافظ على المصالح الإسرائيلية وتضمن استمرار وجود الكيان كدولة يهودية، وتُمكّنه من الاستعداد مع دول عربية محددة لمواجهة ما أسماه بـ”الجهاد العالمي”.
وبحسب وسائل إعلام "اسرائيلية” فإن، "إسرائيل” والسعودية أقرب من أيّ وقت لتوطيدِ علاقتِهما في جميعِ المجالاتِ”
ومن جانب آخر تكشف هذه العلاقة بوضوح ، أسرار التدخل السعودي الإرهابي المجرم في سوريا ، ونواياها أيضا بتمديد أمد الصراع في هذا البلد ، والرؤية المشتركة والاتفاق بين إسرائيل والمملكة الوهابية في إبقاء نار الحرب مشتعلة هناك ، وهي التي تدفع حكام بني سعود إلى التلويح أو الإعلان عن تدخل عسكري بري مباشر في الصراع السوري ، وإلا لماذا يعرب الوزير الإسرائيلي عن تشاؤمه إزاء احتمال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، الذي تم الإعلان عنه في المؤتمر ، وهو ما يكشف ضمنيا _ بحسب المحللين والمهتمين بهذا الشأن _ ‘‘سر الاستعداد لكيانه تعزيز وتطوير العلاقات مع عدد من الدول العربية التي لا يخفى على احد دورها المدمر على صعيد دعم وتمويل الإرهابيين لتدمير هذا البلد والنيل من حلقة في سلسلة المقاومة بالمنطقة‘‘.
وإذا كان هذا الكلام ينطبق على سوريا فإنه ينطبق على العراق أيضا ، وما آل إليه الدعم السعودي الكامل للإرهابيين في العراق ، واحتلال أراضيه من قبل داعش الأداة الصهيونية الوهابية في المنطقة ، حيث السيناريو واحد في المنطقة وإن تعددت رؤية الإخراج والوجوه المؤدية ، أو المنفذون باتجاه رسم خريطة التقسيم التي فشلت لحد الآن بفضل الحس الوطني الشعبي والتضحيات البطولية والإيمان بالنصر القريب على كل أشكال العمالة والخسة من صهاينة وملوك أو رؤساء عملاء لهم ، وأدوات إرهابية مأجورة لا دين لها ولا قيم سوى الخراب وإحلال الظلام في المنطقة والعالم.