نتنياهو يواجه تحديات قاسية
فرض سلاح حرب السكاكين ودهس السيارات في انتفاضة القدس حالة من الخوف والقلق الذي امتد من القاعدة الى القيادة في الكيان الصهيوني. بحيث وصل الامر الى ان يخرج مئات المستوطنين الصهاينة بالامس بتظاهرات احتجاجية امام مقر نتنياهو مطالبين اياه بحمايتهم من حالات الخوف التي تنتابهم في الشوارع. وبطبيعة الحال فان مثل هذه الظاهرة الجديدة قد القت بظلالها على الوضع العام في الارض المحتلة وخاصة لدى القيادتين السياسية والعسكرية الصهيونية. بحيث ان نتنياهو وبعد ان استمع الى تقرير امني من قبل قادة الجيش اطلق تصريحات تنم عن حالة اليأس الكبير وذلك بقوله "بدأنا نواجه تحديات كبيرة".
وقد علقت اوساط اعلامية وسياسية على تصريح نتنياهو هذا بالقول ان استمرار الانتفاضة وبهذه الصورة التي عليها والتي لم يمر يوم الا ويواجه المستوطنون والجنود حالة طعن بسكين او دهس بسيارة والتي اصبحت مسلسلا يوميا ولا تدرى القيادة الصهيونية متى ينتهي هذا المسلسل رغم انهم لم يتركوا وسيلة اجرامية الى واستخدموها لغلق هذا الباب، الا انه وكما هو واضح اليوم قد فتح على مشراعيه بحث اصبح من الصعوبة غلقه.
لذا لم يجد قطعان المستوطنين الا ان يخرجوا بتظاهرات احتجاجية كبيرة لتمارس حالة من الضغط على نتنياهو لان يجد حلا لهم لانهم فقدوا الامان حتى وهم يسيرون في الشوارع.
ولكن ومن الواضح ايضا والذي لابد من الاشارة اليه ان انتفاضة الشعب الفلسطيني التي بدأت تعطي ثمارها وبصورة اقلقت واربكت بل وخلطت الاوراق ليس فقط في صفوف المستوطنين بل انها ارتفعت الى حد اقلاق القيادات العسكرية والسياسية وهو وضع قد يكون جديدا لم يحدث ان مر به قادة هذا الكيان من قبل وحتى في الانتفاضتين الماضيتين.
ويمكن القول ايضا ان الا رهاصات والتحذيرات التي كان يطلقها قادة الديش الصهيوني للقيادة السياسية من اندلاع الانتفاضة الثالثة لم تأخذه بعين الاعتبار معتمدة على قدرة البطش العسكرية اولا والتنسيق الامني مع سلطة عباس.
ولكن اليوم الوضع اصبح مختلفا تماما لان كلا الامرين لم يتمكنا ان يخمدا تلك النار التي اندلعت والتي اخذت تستقر يوما بعد آخر والتي شكلت وكما عبر نتنياهو تحديا مستقبليا كبيرا لا يدري كيف مواجهته والتخلص منه وهو الذي لم يرعوي في ارتكاب مختلف الاساليب القمعية المتاحة لديه.
وأخيرا والذي تؤكد عليه المؤشرات على الارض ان انتفاضة القدس التي ينفذها فتيان لا تتجاوز اعمارهم السادسة عشرة لايمكن لها ان تخمد وقد تواجه بعض حالات الهدوء في بعض المفاصل الا انها وكما قيل هدوء يسبق العاصفة وان القادم سيكون اقسى على الصهاينة ان لم يجدوا حلا جذريا والذي يتمثل باعطاء حقوق هذا الشعب كاملة من اجل العيش بحياة كريمة آمنة كما تعيشها شعوب العالم اليوم.