استنزافه في اليمن افلسته في لبنان
ما من شك ولاريب ان الحرب العدوانية لبني سعود على اليمن والتي اسموها مكابرة وخواء بـ"عاصفة الحزم" وبنوا يومها اوهامهم عليها بانهم سيفتحون اليمن خلال اسبوع او عشرة ايام كما ابلغوا قادة البيت الابيض بذلك واذا بهم اليوم قد تجاوزوا العشرة اشهر وهم غارقون في الرمال اليمنية التي تنتظر ساعة ابتلاعهم نهائيا. بدأت تظهر تداعياتها الخطيرة على هذه العائلة الاجرامية الدموية الفاسدة ومستقبلهم مما اضطرهم لترتيب اولوياتهم المالية وفي المقدمة تمويل صفقات السلاح المستخدم في حربهم العدوانية على اليمن والتي تبلغ قيمتها اكثر من خمسين مليار دولار وهذا هو العامل الاساس في استنكاف نظام بني سعود عن دفع مبالغ الهبة السعودية للجيش اللبناني اضافة الى عوامل اخرى ترتبط بالازمة السورية ودعم الارهاب وكذلك الانتقام من لبنان لعدم مماشاته للسياسة الطائفية السعودية الخبيثة ناهيك عن صراع الاجنحة الحاكمة بين ابناء عبدالله وسلمان هذه حقائق لايمكن لاي لبيب ان يتجاوزها لان نظام بني سعود يتعامل مع من يدور في فلكه بمثابة العبد اسوة بما يعامل معه الاميركي.
لكننا نرى الموقف الرسمي السعودي واعلامه المزيف وبعض اطياف 14 آذار الذيول الوظيفي بين لهذا النظام يحاولون عبثا تزييف الحقائق وتبرير الخطوة السعودية قضايا وهمية وبعيدة عن الواقع ومتأخرة عن القرار السعودي في هذا المجال حيث يحاولون ربط ذلك باقتحام السفارة السعودية في طهران او اعدام الشيخ باقر النمر واخيرا موقف لبنان في الجامعة العربية. في حين يعلم الجميع انه ومنذ وصول الملك سلمان الى الحكم وحتى قبل ذلك شككت الكثير من الجهات اللبنانية بجدية هذه الصفقة على انها لعبة سياسية قذرة تمارسها بعض الاطراف الدولية والاقليمية لمنع الجيش اللبناني من القبول لهبات الاخرين كايران وروسيا وغيرها سعيا منهم على ابقاء لبنان في محور التخاذل العربي وابعاده عن دور المقاوم الذي اذل الكيان الصهيوني وهزمه في حربي 2000 و2006.
يبدو ومن خلال قراءتنا للمشهد اللبناني وتطوراته خلال الاشهر الماضية خاصة في مواجهته التنظيمات التكفيرية وكذلك مواقفه التي تتعلق بوحدة وسيادة لبنان ولحمته الوطنية، انها لا تعجب النظام السعودي الذي يريد للبنان ان يبقى اداة طيعة بيده في وقت انها الارهاب وتدعمه لمواجهة محور المقاومة خدمة للمشروع الصهيو اميركي وربما المفاجأة كانت لو ابقى النظام السعودي على مفعول الهبة المليارية للجيش اللبناني ليحارب بها داعش والنصرة وهذا هو المستحيل لاننا نرى النظام السعودي يدعم وبشكل علني و سافر الارهابيين والمجموعات التكفيرية التي تحارب في سوريا واليمن والعراق وكذلك لبنان وما ادل على ذلك الغطاء الذي توفره قوى 14 آذار للمجموعات الارهابية في منطقة عرسال التي تختطف عناصر من الجيش اللبناني منذ اكثر من سنتين.
ومهما حاول النظام بني سعود خلق الاعذار الواهية لتبرير شطب هبته المليارية للجيش اللبناني المشكوك بها من الاساس، الا انها لا يمكن الا ان نعتبره خطوة قذرة وابتزازية ومكشوفة هدفها اذلال لبنان ودفعه الى المزيد من الارتهان في الحضن السعودي الملوث لكنها خسأت وانها سترد عليها كسياساتها السابقة الخاطئة وستصطدم بجدار وعي الشعب اللبناني الذي خبره منذ عقود طويلة على انه نظام ذيلي وداعم لاستمرار المشروع الصهيو اميركي في المنطقة.