الانتفاضة التحدي الاكبر للصهاينة
مهدي منصوري
تعيش كل من القيادتين السياسية والعسكرية الصهيونية اليوم حالة من الارباك والقلق الذي لم يتمكن خبراؤها وعلى اعلى المستويات ان يجدوا حلا للخروج من هذه الازمة الخانقة.
ولم يتصور الصهاينة يوما ما ان انهم يقفون عاجزين عن اي حل لازمتهم رغم قساوة وضراوة الاجراءات التي يمارسونها.
والواضح ان انتفاضة القدس التي خرجت من رحم الشعب الفلسطيني والتي اعتمدت على قدراتها الذاتية والتي وجدت في السكين والسيارة خير وسيلة لمواجهة الاحتلال الصهيوني. بحيث جعل من قطعان المستوطنين وغيرهم يحذرون السير في الشوارع خوفا من تتلقاهم طعنة سكين او دهس بسيارة بحيث وكما اكدت وكالات الانباء ان الشوارع تبدو وفي بعض الاحيان خالية من المارة في اغلب المستوطنات الصهيونية.
ولم يقف الامر عند مدينة القدس الشريف فقط بل انها امتدت الى الداخل الصهيوني بحيث لم يمر ايام ويسمع العالم مقتل او جرح عدد من الصهاينة في العاصمة تل ابيب من خلال عملية استشهادية يقوم بها الشباب الفلسطيني.
واللافت وكما ذكرت استطلاعات الرأي وتقارير المخابرات الصهيونية ان اغلب شباب الانتفاضة هم من الفتيان والذي تقل اعمارهم عن 16 عاما مما يعد تحولا كبيرا في حالة المواجهة مع العدو الغاصب.
لذلك فان هذه الظروف التي يعيشها الكيان الصهيوني القت بظلالها على القرار السياسي والعسكري هناك بحيث دأب نتنياهو على تغيير قادة اجهزته الامنية في الفترة الاخيرة لاعتقاده بانه كفيل بالقضاء على انتفاضة القدس من خلال تعيين افراد يشهد لهم تأريخهم الدموي ومعروفون ببطشهم بحيث اطلق عليهم الاحتلال صفة أصحاب القبضة الحديدية في مواجهة الشعب الفلسطيني.
وقد كان آخرها المجيء بالمجرم "نداف ارغمان" الذي حفل تاريخه بالاجرام ليتولى رئاسة الاستخبارات الاسرائيلية (الشاباك) بعد ان حظي بثقة عصابة الاجرام وزير الحرب الصهيوني يعلون ورئيس الدولة ورئيس الشاباك السابق مورام كوهين مما دعا نتنياهو يتمنى عند تنصيبه له" "من ان ارغمان سيقود هذا الجهاز على افضل وجه، ويعزز مستواه التنفيذي والتكنولوجي ويواصل الدفاع عن امن اسرائيل".
وقد علقت بعض الاوساط الفلسطينية المعنية بالشأن الصهيوني على تعيين ارغمان بالقول: "ان تعيين رئيس الشاباك الجديد هي محاولة من قادة الكيان الغاصب للقدس للسيطرة على محاور انتفاضة القدس من خلال الحصول على اي معلومة يمكن ان تمنع تنفيذ عملية او تعود الى من ينوي تنفيذها"، وهذا مما يعكس ان الكيان الصهيوني يواجه تحديا كبيرا وخطيرا الا وهو انتفاضة القدس وانه وبعد مرور اكثر من اربعة اشهر على انطلاقها لم يتمكنوا من ان يصلوا الى طريق لاخمادها او على اقل التقادير اضعافها، بل انها اخذت مداها وبصورة امتدت الى اغلب مناطق الضفة والقطاع وكذلك تعددت اساليبها التي لم يعهدها الصهاينة من قبل.
واخيرا يتطلب وبعد مجئ ارغمان على رأس الشاباك والذي له باع طويل في مجال الاستخبارات من ابناء الانتفاضة مزيدا من الوعي لممارسات العدو الصهيوني الاستخبارية التي تحاول من خلالها السيطرة على عقول الشباب ومحاولة حرفهم عن المقاومة. وذلك من خلال التركيز على وسائل التكنولوجيا الحديثة وابرزها صفحات التواصل الاجتماعي. مما يفرض هذا الامر على كل المؤسسات الفلسطينية القيام بحملات نوعية مكثفة وتحذير شباب المقاومة من عدم الوقوع في الفخ الصهيوني.