الصهاينة حلفاء والمسلمون أعداء
مقولة المقبور السادات قبل زيارته للكيان الصهيوني من اجل تطبيع العلاقات الذي اكد فيها وبعد اجابته على سؤال في احدى مطارات الدول العربية عن موقف النظام العربي من ذهابه لارض العدو بالقول "نحن متفقون في الاستراتيجية ومختلفون في التكتيك". واليوم وضعت هذه المقولة اوزارها وذلك من خلال تصريحات نتنياهو ووزير حربه يعلون ان بعض الدول العربية تلهت متسارعة من اجل اعادة العلاقات معنا.
ولو اردنا ان ندخل في تفاصيل الموضوع نحتاج الى صفحات وصفحات ولكننا نشير الى بعض الاشارت التي تفيد ان هذا الموضوع لم يكن جديدا بل ان ممارسات حكام بعض الانظمة العربية التي تساهم في توضيح هذه الرؤية المطروحة.
ولو عدنا لمقولة السادات نجد ان عملية التطبيع مع الكيان الغاصب للقدس امر مرغوب ومطلوب لدى النظام العربي الرجعي المرعوب والمتخلف الا انها أرجأت تنفيذه على ارض الواقع خوفا من الشعوب التي لايمكن ان تقبل بهذا الامر، وقد تثور ثائرتها ضد هؤلاء الحكام لذلك فانهم تركوا الموضوع لمزيد من الوقت ولتوفير الاجواء بحيث يمكن الاعلان الرسمي عن هذا الامر ومن دون قلق وارباك.
وقد بادرت بعض الدول الخليجية بعد مصر للسير في طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال فتح الابواب لاستقبال الخبراء الصهاينة وعلى المستوى الاقتصادي والتجاري، وفتح المكاتب التجارية كقطر والامارات لتكون الخطوة الاولى نحو التطبيع الكامل. وبنفس السياق نجد الزيارات واللقاءات السرية التي كانت تتم بين حكام وامراء هذه المشيخات او القريبين منهم مع الصهاينة وبصورة سرية وعلنية في بعض الاحيان في الدول الاوروبية مستغلين بعض المؤتمرات التي تعقد هناك. وكان آخرها لقاء تركي الفيصل الامير المقرب من ملك السعودية اخيرا في ميونيخ مع بعض القادة الصهاينة. مما يعكس صورة جديدة مؤلمة ومؤسفة جدا بحيث اصبح العدو الصهيوني الذي ينكل بالفلسطينيين والذي اوغل في دمائهم وبصورة وحشية مما اثارت حفيظة كل المنظمات الانسانية والدولية، وفي الجانب الاخر نجد ان الدولة التي تدعي انها تحمل لواء الاسلام السني والدفاع عن المسلمين وحماية الحرمين الشريفين تعتبر الكيان الصهيوني حليفا وصديقا حميما، بينما ومن طرف آخر ترسل الارهابيين والقتلة لقتل وتدمير المسلمين في البلدن الاسلامية،كما هو معروف في العراق وسوريا، ولم تكتف بذلك بل انها قامت بدور اجرامي وسيء وذلك لممارستها القتل المباشر للمدينيين في اليمن، بل والانكى من ذلك انها تدفع بالعدو الصهيوني وتقدم له الدعم من اجل القضاء على الجهد المقاوم في الارض الفلسطينية كما حدث في عدواني الكيان الغاصب على غزة خلال عامي 2008 ــ 2014.
اذن وفي نهاية المطاف فاننا اليوم امام حالة تستدعي الوقوف عندها بحيث تفرض طرح السؤال التالي الا وهو هل يصدق ان نجد مسلما يدعي حماية الاسلام و المسلمين ان يدير ظهره لاهله واخوانه ويفتح اساريره لاعدائهم الذين ينكلون بهم اشد تنكيل؟.
واللافت والذي لابد من الاشارة اليه هو ان هذا التطبيع الذي يحلم به الكيان الصهيوني لايمكن ان يتحقق مهما حاولت او بذلت من الجهود، لان الشعوب ستقف سدا منيعا من تحقيقه خاصة وانها بلغت اليوم حالة من الوعي والادراك بحيث لايمكن ان تنطلي عليها اي الا عيب او اكاذيب وان التظاهرات التي خرجت وابان الانتفاضة العربية قبل سنوان قد اوضحت واكدت ذلك ومن خلال مطالبات الشعوب الثائرة بطرد سفراء الكيان الصهيوني وغلق السفارات وغيرها من الممارسات التي تنم عن مدى حقد وغضب وكره هذه الشعوب للصهاينة ومن يتحالف او يتفق معهم.
واليوم وفي ظل الاوضاع القائمة فان حالة الرفض والمعارضة للتطبيع مع العدو الغاصب للقدس ستكون اكبر خاصة وان جرائم الصهاينة وصلت حدا لايمكن السكوت عليها.
واخيرا لابد من القول ان الذي يلهث وراء التطبيع مع العدو الصهيوني ليكون حليفا لاعداء الاسلام والمسلمين، لايحق له ان يخدع أو يكذب على الامة الاسلامية مدعيا بانه المحامي والمدافع عنهم وعن الحرمين الشريفين؟.