kayhan.ir

رمز الخبر: 3440
تأريخ النشر : 2014July08 - 19:43

أوهام كردية على رقعة الشطرنج العالمية

سعود الساعدي

يواصل مسعود البرزاني نشاطه ويضاعف حراكه لإستثمار الأوضاع الجديدة التي كان له دور اساسي في نصب فخاخها ويردد وسطها مقولة الإنفصال الوهمية ويؤكد عليها للحصول على مزيد من المكاسب والإمتيازات سواء على مستوى تكريس نفسه كقائد أوحد للشعب الكردي عبر دغدغة مشاعره القومية وتسويق فكرة حق تقرير المصير كلازمة من لوازم التهيئة لإعلان الدولة الكردية في المستقبل القريب على أنقاض العراق الواحد على أمل حصول متغيرات إقليمية كبرى لاحقاً أو توفر ظروف تتيح حياكة فصول مؤامرة جديدة كما حصل في الموصل، أو على مستوى فرض الأمر الواقع على الحكومة العراقية وفرض مزيد من التنازلات وقطع طريق المطالبة بكركوك عليها عبر التأكيد على ضرورة الإنفصال بحكم المتغيرات الجديدة على الارض التي يتم العمل على التسويق لها بقوة كرديا واقليميا ليس من أجل المسارعة بإعلان دويلة كردستانية صهيونية الهوى بل من أجل تقويض وحدة وتماسك العراق والإمعان في إرباك المشهد السياسي والأمني المربك أصلاً وإعادة تشكيل وتوزيع النفوذ في العملية السياسية وكسب المزيد من أوراق الضغط على المالكي وفريقه وتعزيز القبضة الكردية على المناطق المحيطة بالإقليم بعد إحتلال كركوك.

دويلة كردية لن تبصر النور لإعتبارات وثوابت دولية وتطورات في المواقف الإقليمية ومجموعة من العوامل الموضوعية يدركها برزاني جيداً ستقف حائلاً أمام إعلانها.

في هذه الأثناء تستمر واشنطن في النفخ ببالون داعش الذي تحول بقدرة قادر الى دولة للخلافة الإسلامية وتوظف وسائل إعلامها للترويج للدولة المزعومة وتهويل وتضخيم صورة الوحش الذي إتقنت صناعته والذي قد يلتهم الجميع الأمر الذي سيدفع كل الأطراف الإقليمية والدولية المتنازعة الى تقديم التنازلات والبحث عن القواسم المشتركة للتوحد في مواجهته كما تخطط واشنطن أوباما الساعية الى إدارة خيوط اللعبة من وراء ستار يتيح لها هامشا واسعا للتحرك والمناورة واللعب على اوتار الترهيب والترغيب.

ميدانيا السوخوي تدخل خط المعركة وتغير معادلاتها فيما يواصل الجيش تقدمه على الإرض ويحاصر مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد أن إمتلك زمام المبادرة ووظف الوقت المستقطع لتنظيم الصفوف وترتيب الأوراق الأمر الذي إنعكس إيجابيا على مواقف نوري المالكي ليقود هجوما معاكسا بعد أن استوعب الصدمة واحتوى تداعيات الأحداث وتطوراتها السريعة وحاصر بمعونة محور موسكو/ طهران/ دمشق مشروع إدارة الفوضى الصهيو – أمريكي الذي يستهدف المنطقة ودولها الممانعة بالسهم الأخير في جعبته بعد أن أعياه الفشل المتواصل.

بغداد بدورها تدخل بازار داعش ويتم تسريب خبر عن إنسحاب الجيش العراقي من الحدود العراقية السعودية رغم انها نفته رسميا لكن لم يمنع ذلك من إدخال الرعب الى مملكة الشر والإرهاب فمن يشعل النار ويلعب بها قد يحرقه لهيبها.

النقلات الأخيرة – الحساسة والخطيرة – على رقعة الشطرنج العالمية التي وجدت في الساحة العراقية ملعبا مناسبا لإستكمال أشواط لعبة الأمم هذه النقلات أوضحت الكثير من خفايا وزوايا المشهد الذي يراد له أن يكون ضبابيا وملتبسا على أمل أن تنجح الحرب النفسية بالأداة الداعشية في تحقيق ما عجزت واشنطن وتل ابيب عن تحقيقه خلال السنوات الأخيرة.