واشنطن وحلفاؤها والذهاب نحو الهزيمة
مهدي منصوري
لم تتوقع واشنطن وحلفاؤها ان حرب الارهاب وبالنيابة عنهم في المنطقة خاصة في العراق وسوريا لم تات ثمارها او بالاحرى لم تحقق لهم الاهداف التي رسموها في مخيلتهم. وقد حاولوا من خلال الدعم اللامحدود لوجستيا وماديا وسياسيا واعلاميا من اجل ان لا يحصل الانهيار لهذه المجموعات الارهابية ولكن كل هذه الجهود قد باءت بالفشل الذريع تحت الضربات المتلاحقة التي تلقتها من القوات العسكرية العراقية والسورية.
والملاحظ ان هذه الانتصارات قد اوجدت حالة جديدة فرضت سيطرتها على التوجه العام الاقليمي والدولي، بحيث اوصلت الجميع الى قناعات من ان الحرب القائمة اليوم لم تصل الى حل الازمة السورية ولابد من الذهاب الى الحل السلمي. مما اعتبرته الاوساط والدول الداعمة للارهاب والارهابيين انه يشكل هزيمة كبرى لمشروعهم لانهم سيذهبون الى هذا الطريق وأيديهم خالية الوفاض.
لذلك لم يجدوا سبيلا سوى ان يضعوا العراقيل من اجل لا يأخذ طريق الحل السلمي مساره من خلال وضع بعض الشروط التعجيزية وغير الواقعية والمقبولة من بعض الاطراف لانه لا ينسجم مع المرحلة الحالية الا وهو ان يكون لقتلة الشعب السوري مجالا في هذه المفاوضات وشروط اخرى لايمكن القبول بها لانها لاتنسجم جملة وتفصيلا مع طموحات وامال الشعب السوري.
لذلك فان الدول الداعمة للارهاب اميركا والسعودية وتركيا والتي خرجت من "المولد بلا حمص" كما يقول السوريون، لذلك لم يتبق لديهم سوى ان يذهبوا الى فبركة حركة جديدة تدخل ضمن الاطر الضاغطة للحصول على امتيازات في سوريا الا وهو اعلان عن مسرحية ادخال قوات سعودية وتركية برية تحت ذريعة محاربة داعش، وكأنما ان هذا التنظيم الارهابي قد حقق الانتصارات هناك وشكل خطرا عليهم وعلى مصالحهم لذلك فهم معنيون بمحاربته، الا ان الواقع يعكس غير ذلك وهو انهم يريدون ويندخلهم البري تقديم العون المباشر والاني للارهاب والارهابيين لتحقيق هدفين اساسين الاول ليعلنوا للعالم انهم تمكنوا من تحقيق انتصار ولو صوري على الجيش السوري لتكون ورقة بايديهم فيما اذا انعقد مؤتمرا لحل الازمة السورية سلميا، والثاني هو ايجاد مواضع للارهابيين في سوريا من اجل ان يتحقق الهدف الاساس وهو اقامة الدولة اللااسلامية هناك وقد وضح الامر للجميع من خلال تصريح وزير الخارجية السعودي الغر الجبير من ان "لازوال للارهاب في سوريا الا بعد رحيل الرئيس الاسد" وهو يعكس الحقيقة الاساسية من ادخال القوات البرية للاراضي السورية.
الا ان هذا الامر وكما عبرت اوساط سياسية واعلامية ان الجعجة والضجة الاعلامية التي تمارسها اليوم اميركا وحلفاؤها لخلق اجواء من الرعب والحرب النفسية هدفها اضعاف قدرة الجيش السوري ومحاولة ايقاف زحفه المؤزر الذي أخذ يطرد الارهابيين ويطهر الارض والمدن من دنسهم مما سيلجأهم في النهاية بالعودة الى البلدان التي جاؤا منها.
ولكن والمهم في الامر ان الشعب والجيش السوري واللذان اتخذا قرارهما بطرد الارهاب وتحرير بلدهم منه والتي اخذت بوادر النصر تظهر يوما بعد آخر، لايمكن ان ترعبهم هذه التهديدات وغيرها وانهم مصممون وكما قال زير الخارجية السوري عن ان مثل هذه الغلطة وان ارتكبت ستعيد الجنود سواء كان الاتراك أوالسعوديين الى بلدانهم في صناديق خشبية.
لذلك فان ما تريد اميركا والسعودية وتركيا من الاقدام عليه وكما اشارت اليه اوساط اعلامية وسياسية من انهم ذاهبون الى الهزيمة لتضاف الى هزائم مرتزقتهم الارهابيون السابقة التي منيوا بها، ومن ناحية اخرى وهو الاهم ان التدخل البري جاء من اجل هدف طالما ارادت واشنطن تحقيقه في المنطقة، الا وهو توفير الامن المستديم للكيان الغاصب للقدس .