حلب ... النصر الاستراتيجي على الأبواب
نور نعمه
اقتربت الامور في سوريا من الحسم ومن ظهور النتائج في الميدان وبالتالي في المفاوضات فقريبا سيكون هناك فريق منتصر وفريق مهزوم. هذا الامر ستحدده معركة حلب التي ستشهد معارك ضارية وحاسمة بين الجيش السوري وحزب الله اضافة الى الغطاء الجوي الروسي ومستشارين عسكريين ايرانيين، وبين المعارضة المسلحة منها "احرار الشام” و”جيش الاسلام” والتنظيمات الارهابية.
لقد سيطر الجيش السوري على الناحية الغربية لحلب والان يستعد للسيطرة على الجانب الشرقي للمدينة حيث تتواجد المعارضة "وداعش” و”النصرة” الا ان قوى المعارضة غير موحدة بل مشتتة وذلك له تأثير كبير على مجرى المعركة فاذا استطاع الجيش السوري بسط سلطته على الناحية الشرقية لحلب يكون بذلك سجل نصرا استراتيجيا في المعادلة العسكرية وبالتالي السياسية في سوريا.
والحال ان الانخراط الروسي في سوريا قلب موازين القوى لصالح الجيش السوري وانهك المعارضة المسلحة فالطائرات الروسية مهدت الطريق امام الجيش وسهلت له الطريق وخولته التفوق بريا في المعارك الشرسة مع اخصامه على الارض. في النبل والزهراء فك الجيش السوري الحصار عن هاتين المدينتين وهزم الجماعات الارهابية بعد حصار دام ثلاث سنوات ويواصل معاركه مسجلا تقدما ملموسا على الارض خلافا لاول سنتين حيث خسر الكثير من المناطق تحت سيطرته.
الان، يتحضر الجيش السوري لبسط نفوذه على تل رفعت في حلب وليسيطر على حلب من جميع جوانبها ليستعيدها ويضبط 90 كلم من الحدود مع تركيا التي ما تركت وسيلة الا واستعملتها لتأجيج النزاع الداخلي واحيانا لتسليح الجماعات المسلحة ابرزها "داعش”. بيد ان "تنظيم الدولة الاسلامية” حمى ظهره بتركيا على غرار ما فعلت "القاعدة” عندما اتخذت من باكستان ضمانة وحماية لها فيما كانت متواجدة في افغانستان. وقصارى القول انه كلما يقترب الجيش السوري من الحدود مع تركيا ويستعيد المناطق التي خرجت عن سيطرته كلما ازداد غضب انقرة التي كانت طامحة لتنصيب حكم في سوريا يأتمر باوامرها لان فرصة امداد الارهابيين عبر تركيا ستتقلص مع الوقت وبالتالي سيتقلص نفوذ تركيا وتأثيرها على مجريات الاحداث السورية. فلم يعد خافيا على احد ان تركيا مولت "داعش” وجعلت من حدودها قنوات لارسال الاسلحة لـ "تنظيم الدولة” فاذا اقترب الطيران الروسي من الحدود التركية ومعه الجيش السوري يدل ذلك على محاصرة التجمعات الارهابية وقطع يد تركيا التي تتدخل في الشؤون السورية.
من هنا، معركة حلب مفصلية للجيش السوري ولروسيا لان انتصار الجيش السوري في حلب يشكل ضربة موجعة ربما قاضية للمعارضة المسلحة وفي الوقت عينه يشكل نجاحا استراتيجيا لروسيا ولخططها العسكرية والسياسية خصوصا ان كثيراً من الدول حذرتها من الدخول الى سوريا منددة بانها تكرر تجربة افغانستان. وهذا النصر اذا تحقق ترى اين "ستصرف” نتائجه؟ طبعا التقدم في حلب سيعطي الجيش السوري ورقة قوية في يده على طاولة المفاوضات وطبعا ستشمل مستقبل سوريا والانتخابات وطابع الحكم.